عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2010, 09:27 PM   رقم المشاركة : 14
مــــــدى
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية مــــــدى

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتــَــــــر
إنه ( الإسْتِعْلاء المهَنِي ) كما قد ذَكَرتِ .. ولكن مع الأسف ..


فحتى أبسط أبجديات الذوق

قد فُقِدت مع غالبية الناس هذه الأيام وليس مع ( الإطبَاء ) فقط ..

فلا تستطعي أنتِ كإنسانة على التفاهم مع بعض الناس بل الكثير منهم ..

لأنكِ لا تعرفِ ماذا يريدون .. ولا تستطيعي أن تتوقعي منهم ما يفعلون معكِ

وليس هذا على المستوى الشخصي أو الفردي .. بل حتى على مستوى المؤسسات

والجهات الحكومية الخدماتية ذات الصِّلة المباشرة بالمواطن..

اذهبِ إن شئتِ الى أي من تلك الدوائر وقابلي الموظفين فيها..فماذا سوف تجدِ؟

أنفس والعياذ بالله وكأن الشخص يخدمكِ من ماله الخاص..استقبال الله لا يوريك

وكأنكِ أتيتِ لتشحذي منه .. أوجه عابسة ..

أحاديث ومكالمات جانبية شخصية بين هؤلاء الموظفين وعبر الهاتف ..


على مرأى ومسمع منكِ .. وأنتِ أيتها المواطنة المراجعة ما عليكِ سوى الإنتظار

الى حين أن يتفضل حضرته بالإنتهاء من المكالمة الهامة .. دون أن يقدم لك اعتذاراً

أرأيتِ ذوقاً رديئاً كهذا؟!

ان هناك دوائر حكومية ومن دون مبالغة تحسب لها ألف حساب قبل أن تذهبِ لها بيوم

أو يومين !!

ولا شك سوف تُمَرمَطي فيها من روحي وتعالي الى المسلسل اليومي المعروف ..

وليت فلوسك تنفعكِ .. فأحياناً أنتِ تريدي أن تعزي نفسكِ وترتاحي من البهدلة

في المراجعات داخل أروِقَة بعض الدوائر الحكومية .. فتضطري أن تعطي معاملاتكِ

وأوراقكِ لمكاتب الخدمة العامة لإنجازها لكِ وَِفق مبلغ معين وهنا الطامة الكبرى

لأن هذه المكاتب مع الأسف ماديه بحتة ..

لا يهمها سوى ما تأخذ منكِ .. أما أوراقكِ فولي عليها السلام ..

إنها سوف تضيع داخل هذه المكاتب العشوائية التي هي بحاجة لتنظيم إداري ..

ومتابعة لصِيقة من الجهات ذات العلاقة تحفظ حقوق المواطن والمقيم ..

على حد سواء من الضياع والإستهتار والعبث وعدم اعتراف أصحاب هذه المكاتب

بأخطائهم الكثيرة المتواصلة ..

وما على المراجع سوى روح وتعال وضياع وقت ومال وجهد وعلى حساب من؟

الله أعلم!

الذوق في أبسط معانية أسلوب معاملة راقي .. تقدير لمشاعر الناس وأحاسيسهم

تقدير لوقتهم الثمين وكل هذا يتضح من خلال الإبتسامة الحلوة والمبادرات الجميلة

والتحلِّي بالصِّبر والكلمة الطيبة ..

ولكن يظل السؤال أين كل هذا اليوم .. تُرى ماهو الذوق؟

إنه يعني المنطق يعني أن يكون لدينا بعض الحياء في تصرفاتنا اللفظية والسلوكية

الذوق أن أعتذر عن أي خطأ بدر مني مهما كان بسيطاً حتى لمن هو أصغر مني عمراً

أو أقل مرتبة وظيفية منى أو مكانة اجتماعية لأنها مكارم أخلاق أحرى أن تتوفر لدينا

ونحن أولى الناس بها من غيرنا ألستِ معي؟!

إن ما نطالب من توفر الذوق مطلب ضروري وحيوي ليس لنا نحن الكبار ..

بل حتى مع الأطفال .. فهؤلاء الأطفال بحاجة الى تنمية الذوق العام لديهم بشكل عملي

فمناهجنا التعليمية منذ الصغر وحتى على مستوى الجامعات نحن بحاجة لمقرر ..

أو مادة تسمى ( مكارِم الأخلاق ) مهمتها تنمية الذوق العام لدى الطالب أو الطالبة


نحن بصراحة لا نريد مناهج نظرية صمَّاء جَامدة بل نريد من هذا الطالب أن يتخرج

ولديه مهارات عملية ضرورية يستعين بها على الحياة ويعرف كيف يتعامل معها بنجاح

ولعل أبسط تلك المهارات هي مهارة الذوق أو حسن التعامل مع الآخرين ..

فهل هذا مطلب مستحيل؟

الناس فيها الخير والأشياء الحلوة ولكنها بحاجة لمن يدربها ويوجهها بأسلوب جميل

وراقي؟!

وحتى في العلاقة الزوجية بين الطرفين فإن وجود الذوق لدى طرفي العلاقة الزوجية

أمر ضروري جداً ومطلب حيوي .. فهو يساهم في رُقِي هذه العلاقة الزوجية

ويزيد من كمية ونسبة التفاهم بين طرفيها ..

وهذا بالتالي ينعكس على بقية أفراد الأسرة من أطفال وأبناء وبنات لأن الذوق ..

وإن كان مكتسباً الى حد كبير في نظري إلاّ أنه يمكن ان يورَّث ..

حينما تكون هناك قدوة عملية يومية جميلة.. ولكن الأهم من ذلك أن ننظر لأنفسنا

من الآن وفي هذه اللحظة بالذات .. فكم نسبة الذوق لدينا وما مدى استخدامنا إياه

في حياتنا اليومية وهل هوكافي وهل لدينا القُدرة أو الإستطاعة أو الإصرار

على تعليمه لمن هم حولنا ممن يهمنا أمرهم؟!!

لا أريد الإطالة، ولكن يكفي أن يكون الذوق مرتبطاً بكل شيء جميل كي نؤكد عليه

ونطالب به وندعو لأن يكون جزءاً أساسياً في حياتنا اليومية التي هي بحاجة فعلاً

لجماليات من نوع آخر يعيد إليها وهجها وأقِفُ هنا؟!

/

/

/

إنتـَــر







حيّاك الله انتــــــــــــر

( الذوق ) كلمةٌ أكاد أُسميها باالمرحوم ..

شرفتني بحضورك أيُّها المُفوّه ...

دمت كما تحب ..






التوقيع :
ماعـاد في قلبي مكان ٍ يحتمله مشيل !
الهم كثرت حموله وجروحي من دونها !
مــدى العتيبي ,,,