قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : هذا معناه أنه لا يتم إيمانه ولا يكمل إيمانه الواجب إلا بهذا، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فجعل المسلمين شيئاً واحداً وجسداً واحداً وبناء واحداً، فوجب عليهم أن يتراحموا وأن يتعاطفوا، وأن يتناصحوا، وأن يتواصوا بالحق، وأن يعطف بعضهم على بعض، وهذه كلها تكفي عن الحديث الضعيف الذي ذكره السائل، وهو حديث : من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، وتمامه ومن لم يمس ويصبح ناصحا لله، ولرسوله ولكتابه ولإمامه، ولعامة المسلمين فليس منهم لكن هذا الأخير ثابت من معنى آخر، وهو قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم هذا ثابت رواه مسلم في الصحيح بهذا اللفظ الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أما من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم فهو ضعيف عند أهل العلم، وفي هذا المعنى روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: بايعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، فالنصيحة للمسلمين من أهم الفرائض ومن الواجبات ومن أهم الخصال الحميدة فيما بينهم، وهذا داخل في قوله وتعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" وداخل في قوله سبحانه "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فالتناصح والتواصي بالخير، والتعاون على البر والتقوى كله داخل في التواصي بالحق، والله المستعان.