عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2005, 06:37 PM   رقم المشاركة : 6
شووق
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية شووق
 






شووق غير متصل

كانت قد بلغت العشرين قبل أيام قلائل.. تدرس في أحدى الجامعات الطبية بعيدا عن أسرتها في أحدى الايام ذهبت الى مستشفى قريب لفحص روتيني بخصوص الجامعة.. كل شئ كان جيدا حتى ظهر فحص الدم الذي كان يظهر ارتفاعا شديدا في كريات الدم البيضاء مما ينذر بوجود شئ ما..

توالت الفحوصات حتى كان اليوم الذي تناقش فيه الطبيبان المسؤولان عن حالتها عن ماهية مرضها ( باللغة الإنجليزية) أمامها وبدون قصد منهما علمت بالخبر..إنه سرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين وهو متضخم بشكل كبير..

كان الخبر كالصاعقة على أسرتها فانهار الجميع بالبكاء.. وتعدى الأمر لكي يشمل الحي بأكمله ما لذي حدث هي شابة في عمر الزهور.. تبا لهذا المرض كيف يؤذي الزهور !!!

ولكن كيف كانت هي؟! مشاعر مختلطة.. سرطان! هو الموت الذي تدرسه في كتبها الطبية.. يا للعجب أيعقل أن اكون مصابة بالسرطان!!

ابتسمت.. ثم قالت.. أيعقل أن الله يريد بي السوء؟! أبدا أعلم أن كل شئ سيكون على ما يرام.. ثم أن لدي جسم عظيم.. ودماغ أعظم قادر بحول الله على فعل المستحيل!!

ثم بدأت رحلة العلاج الذي غلفها الله بحنانه فكان الجميع يلهج بالدعاء.. وكانت الأمل والابتسامة هي المساند الأول لها في هذه الرحلة.. في غرفة العلاج الكيميائي كانت تمسك بيدها كتاب كتب على غلافه ( الشفاء الذاتي) وكان الجميع يبتسم عندما يرونها تقرأه فتلك الغرفة كانت اشبه بغرفة موتى والجميع يعلو محياه البؤس أما هي فكانت روح الشباب والأمل تشع من جوانبها. فتضئ غرفة الموت تلك.

كانت تنظر الى شعرها في المرآه.. تحزن.. فهو سيسقط بعد حين ولن يكون لها سبيل لتتباهى به بعد الان.. لحظة.. قالت في نفسها.. أنا اعلم ان الله تعالى لن يتركني ولن يسمح بسقوط شعري وهكذا كان.. ( ولم يسقط شعرها) وسط دهشة طبيبها.

بدأ العلاج الاشعاعي بعد 6 أشهر من الجرعات الكيماوية والذي استمر لمدة 5 أسابيع خرجت بعدها ببعض الاثار الجانبية التي أكد الطبيب انها ستختفي بعد ثلاثة أشهر تماما.

ولم يمض أسبوعان حتى كان كل شئ على مايرام.. ولم يكن هناك أي أثر!!

في غرفة العلاج الاشعاعي كان الامر مختلف بعض الشئ.. فكان الاخصائي دائم العبوس.. من كثرة من يلقاهم من مرضاه.. ثم للفترة الطويلة التي يقضيها في هذا البيت الكبير الذي أكثر نزلائه من المرضى.. حتى في أوقات الاعياد.

فتاة العشرين لم يرضيها هذا الامر.. فالابتسامة تساعدها وترفض ان تختفى من هكذا مكان أنتهزت فرصة العيد وأعطت (الطبيب العابس) بطاقة تهنئة كتب على طرفها( دائما أحتفظ بابتسامتك نحن نحتاج اليها!!) ثم رسمت وجها جميلا وباسما في نهايتها.

ويبدو ان الطبيب العابس يعرف تماما كيف يبتسم ولكنه ينتظر من يطلب منه ذلك.. فلقد جاء في اليوم التالي بابتسامة عريضة !!

انتهى العلاج .وعادت فتاة العشرين تحمل سنة أخرى من حياتها ..فهي الان في الواحده والعشرين.

وانتهى المرض الاسطوري .. الذي يرهبه الناس.. هو لم يكن مرهبا لها أبدا.. كان هناك من يحميها ويدافع عنها بقوة.

إنه الله .. الامل .... الحب .. !!

ولاشئ مستحيل ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الى جنة الخلد يا بابا جابر