عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2004, 02:09 AM   رقم المشاركة : 3
محمدعبدالوهاب
( كاتب الود الأول )
 






محمدعبدالوهاب غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله

المؤلف: أحمد المسلماني
ضرورة الإفادة من حركة المؤرخين الجدد في إسرائيل، وذلك عبر إنشاء حركة عربية موازية لحركتهم، مع توريط النقد الإسرائيلي الذاتي في خدمة المعركة العربية.

فالفكر العربي أكثر احتياجا الآن من أي وقت مضى لعمل حركة فكرية موازية ومتوازنة وذات خطاب إنساني عالمي تكون مهمتها نقد الصهيونية، على أن تكون أقل انفعالا مما كان يجري في العالم العربي سابقا، وأكثر وضوحا وتبيانا مما يجري لدى المؤرخين الجدد حاليا، وسيكون الأمر أكثر إفادة لو جرى نقل وتطوير الكثير من المعلومات والتحليلات الإٍسرائيلية نفسها في هذه الكتابات المرجوة، الأمر الذي يؤدي إلى تأسيس مكانة جديدة للفكر السياسي العربي الذي طالما خسر معاركه مع نظيره الإسرائيلي.

وقد تكون مرحلة ما بعد 11 سبتمبر/ أيلول التي تشهد جملة مراجعات وانقلابات غير مسبوقة فرصة مواتية لتمرير هذا النهج، وليس صعبا أن يتم تقديم الصهيونية إلى جوار الأصولية في مهب الريح أو أن يجري الترويج لكون الأصولية نتاج الصهيونية، أو أن الأصولية اليهودية تقف وراء الأصوليات الأخرى.

الشرق الأوسط الجديد
تحت هذا العنوان يذكر المؤلف أن مشروع الشرق الأوسط الجديد إنما يمثل إجابة مفادها أن إسرائيل دولة شرق أوسطية، وهي رد على إجابة سابقة بأن إسرائيل دولة أوروبية في الشرق الأوسط، وكثيرا ما توازى الجدل إزاء كون إسرائيل دولة اليهود أم أنها دولة يهودية مع الجدل بشأن كونها جزءا من الغرب الحضاري أو جزءا من الشرق الأوسط المحيط. يستشهد المؤلف على هذا بجزء من خطبة لوزير الخارجية الإسرائيلي "شاريت" أمام الأمم المتحدة أواخر الخمسينيات ذكر فيها أن إسرائيل دولة غربية وامتداد للحضارة الأوروبية في صحراء التخلف. وعلى النقيض وقف "جابوتنسكي" أحد رموز ما يسمى بالصهيونية التصحيحية ضد هذا الوصف حين ذكر أن جوهر التاريخ الأوروبي هو استئصال اليهود، وكان استئصالهم من قبل النازيين بتواطؤ كل النظم الأوروبية، وأما فترة التعاطف مع اليهود التي ميزت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فليست سوى لمحة من الزمن ولا يوجد ما يمنع من تصور فترة قادمة أكثر تعصبا ضد السامية، وبهذا فإن "جابوتنسكي" الذي عاش في ظل الدولة العثمانية قبل تصفيتها في الحرب العالمية الأولى انتصر لكون إسرائيل دولة شرق أوسطية لا أوروبية. وداخل هذا الإطار رأى أن الصراع ليس عربيا إسرائيليا، ولكنه إسلامي صهيوني، هو صراع بين إسلام متخلف ويهودية متقدمة وليس بين قومية عربية وقومية صهيونية، إنه أيضا صراع حتمي لا مفر منه.

واستكمالا لهذا الجدل يعرض المؤلف أيضا لرؤية عالم السياسة الدكتور "حامد ربيع" الذي ذكر أن إسرائيل سوف تتحول بنهاية المطاف إلى دولة شرق أوسطية. وفي السياق الآخر تتطور إسرائيل لتصبح دولة يهودية لا دولة اليهود، أي ليست دولة تمثل قومية اليهود في العالم، وإنما إحدى "القوميات اليهودية" في العالم، أي ستصبح إسرائيل دولة يهودية وليس أكثر، وينتهي "حامد ربيع" إلى أنه من الممكن للدولة الفلسطينية أن تعيش بجوار إسرائيل، وهناك نماذج عديدة لهذه الحالة.


إذا كانت هناك أسباب عديدة تدفع لتفاهم اقتصادي بين العرب وإسرائيل يوما ما، فإن هناك ألف سبب يدفع للنقيض، إنها أزمة شاملة، ويحدث ذلك وسط صعود موجة عاجزة من الأصولية الإسلامية وموجة فاعلة من الأصولية اليهودية

لكن المؤلف يرى أنه إذا كانت هناك أسباب عديدة تدفع لتفاهم اقتصادي بين العرب وإسرائيل يوما ما، فإن هناك ألف سبب يدفع للنقيض، إنها أزمة شاملة، ويحدث ذلك وسط صعود موجة عاجزة من الأصولية الإسلامية وموجة فاعلة من الأصولية اليهودية، جاءت الأولى بجملة كوارث أحاطت بالعالم الإسلامي من جاكرتا إلى الدار البيضاء، وبقت الثانية تعمل في صمت وهي تتأمل في ابتهال احتمالات الصدام بين الإسلام والغرب. وبدلا من أن يدفع الإسلام بالأصولية اليهودية خارج الحضارة في مهب الريح، دفعت الأصولية اليهودية الإسلام إلى صدام خارج المكان.

أوهام المعبد الجديد
لا تقع الأصولية اليهودية خارج النظام العام في إسرائيل، فهي جزء من مؤسسات الدولة، وهي أساس في الحياة والمعيشة، ولها كذلك أحزاب وشركات وحاخامات ووزراء، وهي وثيقة الصلة بالليكود وموضع حساب وتقدير من اليسار، وقد بات العلمانيون يخشون على أنفسهم وحياتهم من جراء المد الأصولي في إسرائيل. ومن النادر أن يجد القارئ إحصاءات مستمرة عن عدد العلمانيين والمتدينين في أي بلد مثلما يجد في إسرائيل.

وعلى وجه العموم فإن "تل أبيب" عاصمة العلمانية التي يتحصنون فيها ضد القدس مقر الأصوليين، ويرى رجال الدين أن تل أبيب هي سودوم جديدة، مدينة الخطيئة والفاحشة التي حل عليها غضب الرب وجعل عاليها سافلها، ويرى الأصوليون أنه بعد أن انتهوا من فرض آرائهم وفرغوا من أمر مدينة القدس تحولوا إلى مدينة تل أبيب من أجل إعادتها إلى الصواب والصراط المستقيم حيث إن 90% من سكانها علمانيون.

وإذا كان ذلك حال الأصولية اليهودية ضد العلمانية اليهودية، فكيف يكون موقفها ضد الأديان الأخرى وخاصة الإسلام؟ يذكر المؤلف أن هذا هو التساؤل الذي عرضه "إسرائيل شاحاك ونورتون ميتسفنسكي" في دراستهما التي حملت عنوان "الأصولية".

والملاحظة الأولى للمؤلف على هذا السؤال أن الإسلام يعترف باليهودية لذا فهناك العديد من الدراسات الإسلامية عن رأي الإسلام في اليهودية، وكان طبيعيا أن يهب لدراستها. أما اليهودية فهي على النقيض لا تعترف بالإسلام لذا كان طبيعيا أن تهمل النظر إليه.

ويدلل المؤلف على ذلك بأنه منذ زمن الفيلسوف اليهودي "موسى بن ميمون" لا يوجد ذلك النقاش الغني بين الإسلام واليهودية، أو ذلك الاهتمام العقائدي والفكري اليهودي تجاه المسلمين، يضاف إلى ذلك أن اليهودية دين مغلق لا يدخله أحد بالإيمان أو القبول وإنما بصلة الدم وديانة الأم، والإسلام دين مفتوح عماده التبشير والدعوة وهو بذلك يحتاج إلى فهم عقائد وثقافات الآخرين حتى يتمكن من النفاذ إليهم ونيل قبولهم وتهيئة الطريق إلى إسلامهم.

وقد جاءت إسرائيل لتجعل من اليهودية دينا سياسيا محضا ينصب كل اهتمامها على موازين القوى مع العرب والمسلمين واحتمالات الحرب وآفاق التسوية.


جاءت إسرائيل لتجعل من اليهودية دينا سياسيا محضا ينصب كل اهتمامها على موازين القوى مع العرب والمسلمين واحتمالات الحرب وآفاق التسوية

ويسوق المؤلف مثالا طريفا على هذا الأمر حين يذكر أن النائب العربي في الكنيست عبد المالك دهامشة طالب السلطات الإسرائيلية بإقامة مسجد داخل الكنيست الإسرائيلي لكي يستطيع النواب العرب الصلاة فيه أسوة بوجود كنيس يهودي بالكنيست، وقد وافقت السلطات الإسرائيلية على إقامة المصلى، وتم افتتاح المسجد للصلاة في أكتوبر/ تشرين الأول 1996 حين كان نتنياهو في السلطة والأصوليون إلى جواره، وبينما كان يجري التحضير لحفر نفق يستهدف هدم بيت المقدس استقبل مسجد الكنيست الذي كان غرفة لسكرتيرة سجادة جديدة وعددا من المصاحف وصورة للمسجد الأقصى على أحد الجدران.

تحالف من جانب واحد
في مشهد أخير يشير المؤلف إلى خطوات التحالف بين الأصوليتين اليهودية والمسيحية على أنها تحول عن مسار العلاقة بين الديانتين على مر التاريخ، فالخلاف الجوهري إزاء صحة نبوة المسيح ومسؤولية قتله والقضاء عليه مثلت سببا عقائديا وسياسيا حال دون الالتقاء قرونا طويلة.

وقد كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ورفض البابا بيوس العاشر في لقائه مع ثيودور هرتزل عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية على وعد بلفور عام 1917. ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا أصدر البابا يوحنا بولص الثاني وثيقة تؤكد الأصل اليهودي للمسيح، وفي عام 1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين.

لكن إسرائيل لم تقطع ذات الشوط في الاتجاه المعاكس حيث تكن إسرائيل ازدراء للمسيحية وعداء شديدا للتبشير بها في الأوساط اليهودية. ويذكر المؤلف أن المفكر "سهيل ديب" رأى أن "تارفورد" و"ماكنيكول" صاحبا كتاب "مرجل الشرق الأوسط" (the middle east cauldron) اكتشفا أن التبشير هو أقوى سلاح يمكن به محاربة إسرائيل.


اعترف الكاتب الأميركي "ماكس ديمونت" المتخصص في اليهوديات أن الفتح الإسلامي لشبه جزيرة أيبيريا وإسبانيا والبرتغال قد وضع حدا لإكراه اليهود على اعتناق المسيحية، وقد ردت اليهودية على الإسلام بجزاء من نوع آخر ..احتلال وتدمير وكأن هذا التاريخ لم يكن ذات يوم

أما عن دور الإسلام مع اليهودية واليهود فقد اعترف الكاتب الأميركي "ماكس ديمونت" المتخصص في اليهوديات أن الفتح الإسلامي لشبه جزيرة أيبيريا وإسبانيا والبرتغال قد وضع حدا لإكراه اليهود على اعتناق المسيحية، فتحت حكم المسلمين الذي استمر خمسة قرون نشأت إسبانيا ذات الديانات الثلاث والحضارة الواحدة، حيث شارك المسلمون والمسيحيون واليهود في صنع حضارة امتزجت فيها ثقافاتهم ودماؤهم وأديانهم.

وقد ردت اليهودية على الإسلام بجزاء آخر هو احتلال وتدمير، ثم إنكار لتقاليد عريقة في الحوار والحياة المشتركة، وكأن هذا التاريخ لم يكن ذات يوم.

وفي نهاية هذا العرض يخلص المؤلف إلى أن الأصولية اليهودية توجب اليقظة ليس لصراع مع عدو سرق الأرض وهتك العرض واستحل أرواح الآخرين، بل يقظة شاملة لموجات من المخربين يزداد بأسهم يوما بعد يوم ويقتطعون في كل يوم أرضا جديدة، وإذا كان الصراع مع إسرائيل قد أجهد العرب نصف قرن، فإن الصراع مع الأصوليين اليهود إذا ما دانت لهم إسرائيل سيكون أصعب وأقسى.







التوقيع :

[flash=http://www.geocities.com/qtqt666/club.swf]WIDTH=250 HEIGHT=150[/flash]

رب لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين.

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين.

ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.