دعم أوروبي لأنان وبوش يدعو للتحقيق
أزمة جديدة في الأمم المتحدة محورها أنان (الفرنسية)
تطورت تداعيات فضيحة الفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت الأمم المتحدة تطبقه في العراق لتنذر بمعركة دبلوماسية تتعلق بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بين هجمات الأميركيين المطالبة باستقالته من منصبه ودعم عدد كبير من الدول له وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ودعا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إجراء تحقيق كامل وعلني وكشف كل ما حدث بشأن برنامج النفط مقابل الغذاء.
ولوح ضمنا بإعادة النظر في التمويل الأميركي للأمم المتحدة قائلا "من الضروري اعتماد إدارة شفافة حتى يكون في وسع دافعي الضرائب الأميركيين أن يساندوا الأمم المتحدة بدون تردد".
وتعد واشنطن المساهم الأول في ميزانية الأمم المتحدة وتبلغ مساهمتها 22% منها, مما حمل مرارا منتقدي المنظمة الدولية في الكونغرس على التهديد بقطع الأموال عنها. لكن بوش امتنع عن قول ما إن كان يعتقد أن على كوفي أنان الاستقالة.
دعم أوروبي لأنان
وفي مقابل الهجمة الأميركية أشاد الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر بالأمين العام للأمم المتحدة وأكدا دعمهما القوي له وذلك خلال قمتهما التي عقداها في لوبيك بألمانيا.
وقال مساعد لشيراك إن الزعيمين هاتفا أنان وبعثا له رسالة تأييد وصداقة لما قام به من أجل السلام والتقدم وإصلاح الأمم المتحدة. كما أشاد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في بيان له بالعمل الذي يقوم به أنان.
وفي هذا السياق بعثت المجموعة الأفريقية بالأمم المتحدة رسالة إلى أنان أعربت فيها عن "دعمها المطلق" حيال الحملة الإعلامية "السلبية" التي تشن على المنظمة وضده شخصيا، واصفة إياها بأنها "حملة دعائية".
وقد اعتبر دبلوماسي بالأمم المتحدة رفض الكشف عن هويته أن الحملة الإعلامية الأميركية ضد الأمين العام كوفي أنان "لا تستهدفه لشخصه وإنما تذهب إلى أبعد من ذلك لتشمل المنظمة بحد ذاتها".
يذكر أن رئيس لجنة منبثقة عن الكونغرس هو السيناتور نورم كوليمان انتقد أنان بشدة معتبرا أن الفساد الأكبر بتاريخ المنظمة الدولية حدث خلال ولايته، واتهمه بمعرفته المسبقة بضلوع نجله كوجو في تجاوزات بالبرنامج المذكور وصلت إلى حدود 21.3 مليار دولار.
وكان أنان أعرب عن خيبة أمله بعد اكتشاف تسلم ابنه مبالغ مالية خلال أربع سنوات من شركة كوتيكنا السويسرية التي كانت متعاقدة في البرنامج.
تجدر الإشارة إلى أن ذلك البرنامج بدأ تطبيقه في شهر ديسمبر/كانون الأول 1996 وسمحت الأمم المتحدة بموجبه ببيع كمية من النفط العراقي مقابل شراء أغذية وأدوية وسلع أخرى، ووصلت قيمته نحو 64 مليار دولار.
طالب سيناتور أميركي يرأس اللجنة الفرعية البرلمانية المنبثقة عن الكونغرس للتحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء باستقالة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
وبرر نورم كوليمان مثل هذا الطلب في مقال كتبه في صحيفة وول ستريت جورنال اليوم أكد فيه أن الفساد الأكبر في تاريخ الأمم المتحدة حصل خلال ولاية أنان، مضيفا أن استمراره في منصبه سيزيد من حجم الفساد المستشري بالمنظمة.
وقال كوليمان إن الأموال التي حولها الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال العقوبات وصلت إلى نحو 21 مليار دولار، مشيرا إلى فشل المنظمة في منع هذه التجاوزات.
وتطرق السناتور الأميركي إلى ضلوع كوجو نجل الأمين العام للمنظمة الدولية في هذه الفضيحة وتحدث عن معلومات مفادها أن أنان كان يعرف دور نجله في الفضية لكنه لم يكن صريحا في الإعلان عن ذلك.
وكان أنان قد أعرب عن خيبة أمله بعد اكتشاف تسلم كوجو مبالغ مالية مدة أربع سنوات من شركة كوتيكنا التي كان لها عقد مع برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق.
اعترف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن صورة الأمم المتحدة اهتزت لدى العالم بسبب التجاوزات المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء العراقي، جاء ذلك في سياق تعليقه على تقرير لجنة بول فولكر التي تحقق بشأن الفساد الذي صاحب البرنامج.
وقال أنان في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك الليلة الماضية إن الحملة المتواصلة والمناقشات أضرت بصورة الأمم المتحدة، بيد أنه لم يضف تفاصيل آخرى.
وأصدر فريق فولكر وهو رئيس سابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تقريرا في اتهامات بالفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت المنظمة الدولية تشرف عليه في العراق قبل الغزو.
وتضمن التقرير قائمة بأسماء أكثر من 4500 شركة باعت للعراق مواد غذائية أو اشترت منه النفط وسوقته بطرقها الخاصة، وأشار التقرير الذي نشر أمس وتضمن 300 صفحة مفهرسة إلى أن 30% من هذه الشركات روسية المنشأ وأنها باعت قيمة 19 مليار دولار من هذا النفط للسوق الأميركية التي استأثرت بـ 40 % منه.
وجاءت الشركات الفرنسية في المرتبة الثانية بـ 4 مليارات دولار، في حين أتت شركات كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وسويسرا ثالثة بـ 3 مليارات دولار.
وذكر التقرير أن 3.545 شركات عالمية قامت ببيع المواد الغذائية والمعدات الأخرى للعراق.
وقامت 250 شركة ببيع النفط العراقي وتسويقه، كما قامت 941 شركة بتصدير مواد غذائية لشمال العراق الذي خصص له بند مستقل من الأمم المتحدة في البرنامج.
ولكن فولكر الذي قال إنه سينتهي من التحقيقات بحلول عام 2005، اعتبر أن النتائج التي توصل إليها حتى الآن ليست تقريرا عما وقع من خطأ أو ما وقع من صواب.
وأكد في مؤتمر صحفي عقده أمس في نيويورك أن الهدف من نشر هذه المعلومات هو تحقيق الشفافية، وقال "إنها لا تعني أن بعضا من هذه الشركات ليست فاسدة".
وأفاد أن حكومة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حصلت على 10 مليارات دولار بوسائل غير قانونية منها تهريب النفط وعدم التزام الدول بقانون العقوبات الذي فرض على العراق.
واعترف فولكر ببعض الصعوبات في التعامل مع بعض الشركات المحاسبية ومنها "أرنست أند يونغ" التي استخدمتها الحكومة العراقية.
وكان أنان قد عين فولكر في أبريل/ نيسان الماضي ليحقق في برنامج الأمم المتحدة للنفط مقابل الغذاء بعد اللغط الذي أثير حول فساد القائمين عليه.
يذكر أن البرنامج كان يهدف إلى السماح بدخول السلع المدنية إلى العراق لتخفيف وطأة العقوبات الدولية التي فرضت على بغداد بعد غزوها الكويت في 1991.
أنان يطعن في شرعية الحرب على العراق
أنان يجدد تأكيده على عدم شرعية غزو العراق (أرشيف-الفرنسية)
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن القرار الأميركي بغزو العراق غير شرعي ويمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب أنان أمس في مقابلة مع القسم العالمي لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)عن اعتقاده أنه كان من الضروري صدور قرار ثان من مجلس الأمن للموافقة على غزو العراق في مارس/ آذار من العام الماضي.
وخلص أنان إلى القول إن الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في الأمم المتحدة تأكدوا في نهاية المطاف أنه من الأفضل العمل جميعا في إطار المنتظم الأممي لحل مشاكل من هذا الحجم.
وقد عبرت أستراليا عن رفضها لتصريحات أنان، زاعمة أن قرارات مجلس الأمن بررت الحرب على العراق التي وصفتها بأنها "سليمة تماما من الناحية القانونية".
ويذكر أن أنان أدلى بتصريحات مماثلة في العاشر من مارس/ آذار 2003 قبيل الغزو حيث قال إنه إذا قامت الولايات المتحدة بعمل عسكري بدون موافقة مجلس الأمن فلن يكون موافقا لميثاق المنظمة.
من جهة أخرى اعتبر الأمين العام للمنظمة الدولية أنه من "غير المحتمل" أن يتمكن العراق بسبب أعمال العنف من تنظيم انتخابات في يناير/ كانون الثاني 2005.
المصدر: وكالات
هل ستبقى امريكا على هذا الرجل الذى طالما ساعدها فى تنفيذ مخططاتها منذ توليه
السلطة ؟
ام سيتنحى جانبا لاعتباره الحرب على العراق غير مشروعة ؟؟
فضائح المجتمع الدولى باتت امام العالم
الى الله المشتكى ونفوض الامر الى الله
ودمتم بود