الرياض الحياة 2004/11/27
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أمس، أهالي الفلوجة الى الصبر والثبات، واصفاً المدينة بـ«فلوجة الصمود والعز والشموخ التي ستنفلج دونها فلول الاحتلال مهما تشدقت بالحرية ومراعاة حقوق الانسان».
وقال السديس في خطبة الجمعة: «أيها المسلمون، في الوقت الذي تكتوي فيه أمتنا بجراحات ونكبات تتباين من خلالها المواقف والتحليلات وينتج من ذلك خلافات بل وخصومات، وأمة الاسلام في هذا المنعطف الخطير أحوج ما تكون الى اتحاد المواقف واجتماع الكلمة ووحدة الصفوف وتضييع الفرص على الطامعين والمتربصين»، مشيرا الى «ما وصلت اليه الامور في فلسطين وما تعيشه أرض العراق وبلاد الرافدين من ماَس وفواجع لم تسلم منها حتى بيوت الله وأماكن العبادة».
وتساءل السديس في خطبته: «بأي حق يقتل الاَلاف من الرجال بل النساء والأطفال وتحدث المجازر وتدمر المساكن وتداس الأرض وينتهك العرض؟». واضاف: «ألا فسلام الله على فلوجة الصمود والعز والشموخ التي ستنفلج دونها باذن الله ثم بصمود أبطالها فلول الاحتلال مهما تشدقت بالحرية ومراعاة حقوق الانسان، فصبراً صبراً اخواننا في العراق، ولكم الله أحبتنا في بلاد الرافدين، فهو سبحانه المؤمل لكشف كربتكم وتفريج غمتكم في زمن قل فيه الناصر والمعين وطال فيه ليل الغاشمين المحتلين ولن يفلت هؤلاء من سجل التاريخ ولن يفلج ذلك الا كراهية الشعوب وسخط علام الغيوب».
وأوضح السديس أن «ذلك كله ليس تأجيجاً للعواطف ولا انسياقاً وراء حماسة وعواطف، وانما هي دعوة لاتحاد البيانات والمواقف والحذر من فتنة القول والعمل واتهام النفوس والجامها ان تقول على الله بغير علم أو تخوض في النوال بالتوقيع عن رب العالمين ببيان أو فتوى لم ينظر في اثارها ومآلاتها ومصالحها وأولوياتها أوتقحم فريضة هي ذروة سنام الاسلام بلا راية ولا ايمان في مواقف عاطفية من دون فقه لمقاصدها ورعاية لضوابطها وتحقق لشروطها وانتفاء لموانعها».
___________________________________
الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه
الحمد لله فى السراء والضراء
الحمد لله الذى بيده تتم الصالحات
ودمتم بود