عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-2004, 07:58 AM   رقم المشاركة : 3
الـراصد
( ود جديد )
 





الـراصد غير متصل

الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله –

السؤال : ما هو ردكم على من يقول أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة وأن الولاة ليسوا بأئمة سلفيين ؟
الجواب : ردنا على هذا كالذين قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام أنه مجنون وشاعر وكما يقال : لا يضر السحاب نبح الكلاب ، لا يوجد – الحمد لله – مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة وهي لا تخلو من الشر كسائر بلاد العالم بل حتى المدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من بعض الناس شر ، لقد حصلت السرقة وحصل الزنا .

وقال رحمه الله -: ومن حقوق الرعاة على رعيتهم : أن يناصحوهم ويرشدوهم ، وأن لا يجعلوا من خطأهم إذا أخطأوا سلماً للقدح فيهم ، ونشر عيوبهم بين الناس ، فإن ذلك يوجب التنفير عنهم ، وكراهيتهم ، وكراهية ما يقومون به من أعمال وإن كانت حقاً ويوجب عدم السمع والطاعة لهم .
وإن من الواجب على كل ناصح ، وخصوصاً من ينصح ولاة الأمر أن يستعمل معهم الحكمة في نصيحته ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة .

وقال –رحمه الله - : ولقد أبتلي بعض الناس بغية صنفين من الأمة وهما ولاة الأمور فيها من العلماء والحكام حيث كانوا يسلطون ألسنتهم في الجالس على العلماء وعلى الدعاة وعلى الأمراء وعلى الحكام الذين فوق الأمراء وأن غيبة مثل هؤلاء أشد إثماً وأقبح عاقبة وأعظم أثراً لتفريق الأمة .. أيها الأخوة إن غيبة وتدمير لما يحملونه من المسئولية ، فإن الناس إذا اغتابوا العلماء قل قدر العلماء في أعين الناس وبالتالي يقل ميزان ما يقولونه من شريعة الله وحينئذ يقل العمل بالشريعة بناء على هذه الغيبة .
فيكون في ذلك إضعاف لدين الله تعالى في نفوس العامة وأن الذين يغتابون ولاة الأمور من الأمراء والحكام إنهم ليسيئون إلى المجتمع كله . لا يسيئون إلى الحكام فحسب ولكنهم يسيئون إلى كل المجتمع ، إلى الإخلال بأمنه ، واتزانه وانتظامه ، ذلك لأن ولاة الأمور من الأمراء والحكام إذا انتهك الناس أعراضهم قل قدرهم في نفوس العامة وتمردوا عليهم فلم ينصاعوا لأوامرهم ولم ينتهوا عما نهوا عنه وحينئذ تحل الفوضى في المجتمع ويصير كل واحد من الناس أميراً على نفسه وحينئذ تفسد الأمور ويصبح الناس فوضى لاسراة لهم وإن الغيبة من كبائر الذنوب ليست بالأمر الهين .