عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2004, 07:39 AM   رقم المشاركة : 7
الطف ما خلق ربي
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية الطف ما خلق ربي
 





الطف ما خلق ربي غير متصل

يقول أصدقاء الشهيد ومعارفه إنهم لم يتخيلوا للحظة أن يكون محمد شهيد مع وقف التنفيذ، فقد كانت كل الدلائل تشير إلى اهتمامه ببناء مستقبله، لقد كان يتحدث عن الحياة بروح كلها أمل بالمستقبل القادم، فقد تحدث عن مشاريعه بعد التخرج، التحق بدراسة الماجستير وكان يبحث عن شريكة لحياته وأوشك فعلا على خطبتها غير انه أوقف ذلك المشروع بشكل مفاجئ وحين كان يسأل عن ذلك كان يجيب "لم يحن الوقت بعد"، ولم تكن تلك الإجابة لتقدم شيئا للسائل عما يدور في خلده وما يختلج بين جنباته من رغبة بالرحيل، حتى جاء اليوم الموعود، فتوضأ لصلاة الفجر وعقد نيته صيام يوم الثلاثاء 18/6/2002 وتوجه صوب القدس، مدينة الأنبياء وأرض الإسراء ليخرق سور شارون الواقي ويحطم جداره الحامي ويحول حياته إلى جحيم لا يطاق بعد أن فجر حزامه الناسف في قلب حافلة تقل مستوطنين من مغتصبة "جيلو" كانت متجهة نحو القدس.

تفجرت الحافلة واشتعلت
فيها النيران، وتناثرت أشلاء محمد ليعلن التاريخ أن حكايات القساميين لا زالت في أوجها، ترجل محمد بعد أن قتل 22 صهيونيا في تلك العملية النوعية، وأهدت كتائب الشهيد عز الدين القسام عملية محمد البطولية النوعية إلى كل من يحمل القرآن والبندقية ويدافع عن شرف الأرض بأن يهرق دمه دون أن تدنس، ولتبقى المقاومة في اشتعال وليخرج من قلب الأرض المحترقة كل يوم ألف محمد.

ترجل محمد كما يترجل الفرسان ليتوضؤا من صهيل الفجر ويتنشقوا أنفاس القسام... ترجل لتبقى كلماته الخالدة نبراسا للأجيال ..نحن لا نردد أغنية الموت... بل نتلو أناشيد الحياة ...



الجهاد والتضحية والفداء

ولد شهيدنا القسامي المجاهد محمد عدنان الغول "أبو يحيى" في أحضان الجهاد والمجاهدين فقد رضع حلاوة الجهاد والمقاومة وترعرع في أسرة متدينة مسلمة ملتزمة بشرع الله تبارك وتعالى تعلم منذ صغره القرآن الكريم في مسجد الإيمان بقرية المغراقة فترعرع فيها على حب الجهاد والتضحية والفداء تربى على الابتسامة الصادقة والتربية الحسنة.

تربى محمد على حب إخوانه حب يعجز اللسان عن وصفه لأن محمد أدرك بأن أداء الواجب بالدم لا بالمداد وأن الدنيا فانية متاعها متاع فان ولكن الدار الآخرة هي دار المؤمنين الموحدين دار الشهداء والصالحين نعم هنيئا لك الشهادة يا محمد.



فارس الكتلة الإسلامية

كان محمد ابنا مخلصا وفارسا من فرسان الكتلة الإسلامية فقد كان مواظبا على حضور الدروس الأسبوعية والدورية في المساجد دروس الدعوة والجهاد دروس العلم والقرآن نعم إنه سيسافر إلى جنات عرضها كعرض السماوات والأرض فكان كثير الحب لأبناء جيله من أبناء الكتلة الإسلامية كان يشارك معهم في نشاطاتهم الدعوية والأخوية والميدانية متواضعا أحبه الجميع من خفة دمه التي كان يعبر عنها بابتسامة مرسومة على وجهه البشوش نعم إنه محمد الذي كان بالأمس بينكم واليوم بينهم بين الشهداء نحسبه عند الله كذلك ولا نزكي على الله أحدا .

فقد أدرك محمد الغول (17 عاماً) منذ استشهاد شقيقه الأكبر بلال (قبل أقل من عامين على استشهاده)؛ أنه قد جاء دوره ليحمي المجاهدين بروحه رجال المقاومة في قطاع غزة، والذي يعتبرهم العدو الصهيوني من أخطر الذين يهددون مصير الكيان الصهيوني.

نعم إن محمدا كان مخلصا في عمله الإسلامي على الرغم من صغر سنه إلا أن إخلاصه أهّله بأن يكون جنديا في الحركة الإسلامية فكان نعم الشبل والفتى المطيع فكان لا يتغيب عن الجلسات الدعوية التي يتعلم فيها كيف يكون الرجل رجلا وكيف يكون المجاهد مجاهدا نعم إنه تعلم وعلم وطبق ما تعلمه على أرض الواقع كيف لا وهو ينادي بكل صوته الله أكبر في وجه قوات الاحتلال الصهيوني عندما حاولت اقتحام المنزل نعم هكذا هم رجال الحركة الإسلامية .



الفتى المجاهد

محمد هو أخو بلال ولم يختلف الأمر كثير فمحمد هو الآخر مجاهد من الدرجة الأولى فقبل استشهاده طلب من ابن عمه المستهدف عمران بأن يغادر المنطقة لأنه سيفديه بروحه والذين شاركوا في جنازة محمد وإخوانه الشهداء فكانوا يتساءلون عن محمد وعن أخيه الأول الشهيد بلال الغول ذلك الفتى اليافع الذي كان يمتشق بندقيته، ويضع على رأسه عصابة خضراء مزينة بشعار التوحيد نعم إن محمد هو الذي تسلم الراية من بعده ليواصل الطريق ذاته المحفوف بأغلى التضحيات طريق الحق والقوة والحرية طريق الجهاد والمقاومة طريق القسام .

وبعد مسيرة حافلة في المقاومة، كانت ساعة الحقيقة قد حانت بالنسبة لمحمد بعد أقل من عامين من استشهاد بلال. كان ذلك عندما توغلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني إلى بلدة المغراقة، حيث بيت القيادي المقاوم عدنان الغول، في عملية استهدفتهم فجر الجمعة السابع والعشرين من حزيران (يونيو) 2003.

وإنّ أهالي تلك المنطقة التي يطلق عليها الأهالي اسم "عرين عدنان الغول"؛ يشهدون لمحمد بأنه شارك بقوة في معركة كبيرة خاضوها مع قوات الاحتلال ولم تتمكن من قتلهم وإصابتهم إلاّ بعد أن نفذت ذخيرتهم، موقعين إصابات كبيرة في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني .

كان الخيار الوحيد الذي حدده الابن محمد لنفسه أن يسقط شهيداً، وهو ما تحقق له فجر الجمعة، السابع والعشرين من حزيران (يونيو)، بالفعل في عملية استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني خلالها منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.



سأسطر معركة بالدم لا بالمداد

هذه القصة التي شارك فيها محمد ابن عمه عمران ربما يتبادر للأذهان تلك المعركة البطولية التي قادها المهندس عمران الغول سنبدأ من حيث دخول قوات الاحتلال الصهيوني إلى قرية المغراقة مستهدفة إلقاء القبض على المجاهدين الذي كانوا يتواجدون في المنطقة نقول أن المهندس عمران الغول رحمه الله كان قد جهز بيته بكافة الوسائل القتالية حتى إذا ما أقدما قوات الاحتلال لاقتحام منزله كان مستعدا من اللحظة الأولى فقد حفر بالقرب من منزله خندق خاص للمواجهة لا يعرف أحد عنه شيء سواه بعض رجال كتائب القسام وكان رحمه الله قد جهز خطة كاملة في حالة هجوم قوات الاحتلال الصهيوني ومع اقتراب ساعات الفجر ومن وسط صيحات الآذان أقدمت قوات الاحتلال إلى قرية المغراقة مستهدفة إلقاء القبض على المهندس عمران وبينما القوات الصهيونية الراجلة تحاصر المنزل وكانت بأعداد كبيرة جدار تحفها الدبابات والمجنزرات أرضا وطائرات الأباتشي والكوبرا جوا في هذه الأثناء كان محمد وهو ابن عم عمران في المنزل فخرج ليتوضأ لصلاة الفجر من صنبور المياه الواقع خرج المنزل فسمع محمد صوت غريب فقال بصوت مرتفع من هناك وقف وقف ففي هذه الأثناء بدأ جنود الاحتلال بإطلاق النار على محمد وحينها أدرك الجميع أن قوات الاحتلال الصهيوني قد دخلت إلى المنطقة وهي الآن ستحاصر المنزل وستتم عملية كبيرة كان عمران يحلم بها.



المجاهد المهندس عمران الغول

بدأ عمران وقد جهز نفسه للمواجهة وبدأ محمد بإطلاق النار من مسدسه على قوات الاحتلال عمران لم يستطيع الانتقال إلى الملجأ لأساب لا يعرفها إلا المقربين منه ويقول لنا أحد الذين نجوا من الاشتباك أن عدد جنود الاحتلال الخيالي كان سبب رئيسي في عدم الدخول إلى الخندق ويواصل الحديث قائلا لو استطعنا دخول الخندق لكانت معركة أسطورية بمعنى الكلمة على العموم كان المهندس عمران قد زرع عبوة بالقرب من باب المنزل فارتقب اقتراب الجنود الصهاينة إلى مكان العبوة وفعلا اقتربت وحدة جنود صهيونية من العبوة فما كان من عمران إلا أن ضغط على بطارية التفجير في وسط الجنود الصهاينة فقطعهم أشلاء متناثرة وفي شريط المصورتمكن رجال القسام من تصويره ولكن الاحتلال الصهيوني لم يعترف إلا بمقتل واحد وتناثره أشلاء جراء انفجار العبوة التي نصبها المهندس عمران ولكن شهود عيان خاضوا الاشتباك قالوا أن عدد الجنود الذين قتلوا في المعركة كانت كبيرة جدا ولكن الاحتلال أخفى ذلك والدليل أن المجاهدين رأوا بعد انسحاب قوات الاحتلال أكثر من رجل وأكثر من جزء من أجسام الجنود كما رأوا أمعاء الجنود الصهاينة ملقاة على الأرض وهنا يقول لنا أحد السكان أن صراخ الجنود الصهاينة الذين رأوا رفاقهم يتقطعون أشلاء بعد العبوة كان صراخهم ملفوف بالخوف والفزع وقد زرع هذا الموقف الرعب في قلوب الصهاينة فلا نعلم سينجب هؤلاء الجنود مستقبلا أم لا.
معا معك يا عمران

المهم بعد أن فجر عمران العبوة في الجنود الصهاينة بدأ له عمل آخر وهو الاشتباك المسلح فقد أقسم أن يخرج استشهاديا للجنود وأن يقتل منهم وأن يبلي بلاء حسنا فقد بدأ بإلقاء عشرات القنابل اليدوية القسامية على الجنود ثم نزل إلى الأرض للمواجهة فرآه الجنود الصهاينة من شرفة المنزل فأطلقوا عليه النار فأصابوه في الجهة اليمنى من البطن فاستمر شهيدنا عمران وهو ينادي على الذين معه الله معكم يا شباب أنا بخير وبدأت أصوات التكبيرات تخرج منه ومن شهيدنا القسامي محمد الغول ابن عمه فقد نادى محمد في هذه اللحظة على عمران قائلا اهرب يا عمران فأنا سأواجههم نعم إنه الفدائي الثاني بعد أخيه بلال ولكن عمران رفض وقال إنني استشهادي فدخل محمد على مجموعة من الجنود الصهاينة بدأ يطلق النار عليهم وهو يكبر فأطلق الجنود الصهاينة عليه النار فارتقى شهيدا كما كان يتمنى .



محمد الغول.. القسامي المجاهد

شارك شهيدنا الفتى القسامي محمد عدنان الغول في عشرات إطلاق قذائف الهاون ضد أهداف صهيونية، كما شارك في إطلاق عشرات صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية التي أقلقت مضاجع بني صهيون، وشارك في تصنيع صواريخ "البنا" و"البتار" مع إخوانه المجاهدين من أبناء كتائب القسام.

تصدى لقوات الاحتلال الصهيوني أثناء اجتياحها لبلدة بيت حانون حيث اشتبك مع مجموعة من المخربين الصهاينة.

شارك في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني أثناء اجتياحها لحيي الزيتون والشجاعية، وألقى عديد من القنابل اليدوية على جيب عسكري صهيوني على مفرق الشهداء مما أدى إلى إصابة الجيب إصابة مباشرة في أوائل الانتفاضة المباركة، وشارك في عشرات عمليات الرصد القسامية التي استهدفت آليات وأهداف صهيونية لضربها من قبل كتائب القسام.

كان محمد يسهر الليالي يحرس في سبيل الله فكان يبيت على ثغرة من ثغر الإسلام وكان رحمه الله يقظا حريصا منتبها.



الفتى الفارس يترجل

عندما ترجل الفارس ولكنه ترجل عريسا إلى الحور العين زفته جماهير النصيرات البطلة على أكتاف شبابها الذين عرفوا محمد حق المعرفة فقد كان يحب الجميع والجميع يحبه فقد بكاه الجميع والصديق قبل القريب ذلك الأسد الجسور فقد شارك الآلاف من أبناء النصيرات في تشييع شهيدنا القسامي الجاهد محمد الغول حيث طافت الجماهير به أرجاء النصيرات وهي تهتف بكل إخلاص وتفاني تحية لكم يا سادتي الشهداء تحية لكم وأنتم تسطرون بدمكم الغالي ثرى فلسطين الحبيبة ثرى المسجد الأقصى المبارك ولا نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وقد كان عرس الشهادة لشهيدنا المجاهد محمد الغول مع عرس شهيدنا المهندس عمران الغول عرسا مميزا فتحت فيه الأناشيد الإسلامية وهنأت الآلاف من جماهير فلسطين ذوي الغول في استشهاد ابنيهم المجاهد محمد الغول المهندس عمران عمر الغول.

والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم يا أبناء القسام لمحزونون ولكن عزاؤنا أنكم مضيتم شهداء عند مليك مقتدر نسأل الله العظيم أن يتقبلكم وأن يجمعنا معكم في الفردوس الأعلى .
http://www.nahrelbared.org/arabic/anashed/wa3ad/2.rm