مع اشتداد الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة بدأت معظم الصحف الأميركية تعلن دعمها لهذا المرشح أو ذاك، لكن المتتبعين للشأن الانتخابي الأميركي يرون أن تأثير إعلان المنابر الإعلامية مساندتها لأحد الطرفين يبقى معنويا.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أعلنت قبل أسبوع مساندتها للمرشح الديمقراطي جون كيري وحذت حذوها أمس يومية واشنطن بوست في افتتاحية انتقدت فيها سياسات الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته جورج بوش.
ورجح المحلل الإستراتيجي الدكتور منذر سليمان أن تعلن الغالبية الساحقة من الصحف الأميركية المحلية منها والوطنية تأييدها للمرشح الديمقراطي، متوقعا أن يكون لهذا الدعم تأثير معنوي على الناخبين الأميركيين وخاصة على قطاع المتأرجحين منهم.
وأشار سليمان في اتصال مع الجزيرة نت إلى أنه في مقابل إعلان الصحف الأميركية بوضوح لمواقفها من مرشحي الرئاسة من خلال الافتتاحيات، فإن العادة جرت أن تبقى وسائل الإعلام الأخرى كشبكات التلفزيون والإذاعات محايدة.
وأضاف سليمان إلى أن القنوات التلفزيونية الأميركية دأبت على إظهار نوع من التوازن في تغطية مجريات الحملة الانتخابية، لكن مع تمرير تأييدها لأحد الطرفين بطريقة مبطنة من خلال اختيار البرامج أو المحللين.
وبخصوص تأييد واشنطن بوست ونيويورك تايمز واسعتي الانتشار، أوضح سليمان أن ذلك سيكون له تأثير خاصة لدى الطبقة الوسطى والفئات المثقفة وأوساط الجماعات السياسية في واشنطن ونيويورك والتي تؤمن بأن على الدولة أن تضطلع بدور كبير في تقديم خدمات للمواطنين في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية.
تأثير على النخبة
وفي الاتجاه نفسه يؤكد الدكتور إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بواشنطن أن تأثير مواقف الصحف الأميركية من المتنافسين على البيت الأبيض ذو طبيعة معنوية أكثر منها واقعية.
وأشار غريب في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن تبني الصحف الأميركية لأحد المرشحين -والذي أصبح تقليدا في مجال الصحافة المكتوبة- له تأثير على بعض الناخبين لكنه يبقى محدودا.
واستشهد غريب باستطلاع رأي أظهرت نتائجه أن 12% من الناخبين الأميركيين يتأثرون بمواقف الصحف الأميركية من مرشحي الرئاسة.
وأوضح أن دعم نيويورك تايمز لكيري كان أصلب من دعم واشنطن بوست، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة عبرت عن اتفاقها مع سياسة بوش في الملفات الداخلية لكنها انتقدته بشأن سياساته الخارجية.
وكتبت الصحيفة أمس في افتتاحية تحت عنوان كيري رئيسا أنه "مع تقييم الوضع, نعتقد أن كيري من خلال تعهده بالحزم المعتدل الممزوج بالحكمة والانفتاح هو الأفضل لقيادة البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة".
من جهة أخرى أشار غريب إلى أن تأثير الموقف الذي اتخذته "نيويورك تايمز وواشنطن بوست ينحصر في أوساط النخبة بالعاصمة واشنطن وولاية نيويورك.
ولفت الانتباه إلى تغير في تعامل الصحف الأميركية مع الحرب على العراق، مشيرا إلى أنه قبل الحرب لم تكن الصحف تشكك في المبررات والمسوغات التي يسوقها البيت الأبيض للغزو.
ولاحظ غريب أنه مع تزايد تردي الأوضاع في العراق خصوصا على المستوى الأمني، بدأت كبرى الصحف الأميركية تقوم بنوع من المساءلة النقدية لأدائها وتشكك في تعاطي الإدارة الأميركية مع الملف العراقي.
_______________
الجزيرة نت
وسوف اوافيكم
بالمرشح الأخر الذى انسحب قبل المناظرة
رمضان كريم