أسر تهدد بمقاطعتها
بعد تزايد (فضائحها) داخل قاعات المناسبات
الجوالات المصورة تضع قصور الأفراح في (ورطة) !
تحقيق عبدالرحمن أبو رياح -أمين الحميدي - فهد الحسني - جوهرة الغامدي
هدد العديد من المواطنين والمواطنات بقطع علاقاتهم بقاعات الأفراح وعدم حضور المناسبات التي تشهدها هذه القاعات خلال فصل الصيف الحالي، نظرا لخوفهم الشديد من انتشار الهواتف النقالة المزودة بكاميرات رقمية بين أيدي الفتيات والسيدات ، مطالبين بأن يتم سحب تلك الهواتف من أيدي النساء عند مدخل القصر ، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها.
وطالب هؤلاء بمنع بيع هذه الجوالات من خلال مراقبة المنافذ خاصة أنها تأتي من دول خليجية مجاورة وليس من خلال فرض الرقابة على المحلات الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة ، مؤكدين ان الشركات الكبيرة هي التي توزع هذه الجوالات في الخفاء .
(المدينة) استطلعت آراء العديد من المواطنين والمواطنات والمسؤولين حول هذه الجوالات .
يقول الداعية علي بن ملحة:
* إن الوضع الآن مع وجود هذه الجوالات المزودة بكاميرات مختلف تماما من حيث النساء ، وأصبح لزاما على المرأة أن تتجنب حضور المناسبات. واذا كان عليها أن تحضر لأن الفرح لأحد أقربائها فعليها أن تحرص الحرص الشديد على أن تدخل قاعة الفرح وهي في حال يقظة تامة ، وعند ملاحظتها هذا النوع من الجوالات عليها أن تكون فاعلة في المجتمع لأن المسؤولية واحدة والأمانة عظيمة فلا بد أن تبلغ في الحال المسؤولين عن القصر عن هذه الظاهرة.
* كما أنني أؤكد على المسؤولين أن يتابعوا قصور الأفراح ويبلغوهم خطيا بأن يراقبوا الله في هذا ، وأن هذه أمانة عظيمة ، وقد دفع الناس بنسائهم وعوائلهم بين أيديهم .
* وأتمنى أن يكون هناك جهاز إداري نسائي في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمكافحة المنكرات في قصور الأفراح .
* كما أنني أهيب بجميع أخواني الأئمة والخطباء في الجوامع والمساجد أن يقوموا أيضا بدور فعال في توعية الناس بخطورة هذا الجهاز أو أي أجهزة أخرى تؤدي نفس الغرض ، ولا أحد ينتبه لها .
سائلا الله العلي القدير أن يحفظ بناتنا وزوجاتنا وقريباتنا وجميع المسلمات من كل سوء ومكروه.
أما الشيخ محمد بن عبدالله غنام مساعد رئيس مجلس إدارة الجمعيات الخيرية في المنطقة فيقول:
أولا: لم أكن لأعلم أن هذا الجوال به مثل هذه الكاميرا الخطيرة فعلا ،
وهذا بلا شك سيبعث الريبة في نفوس الآباء حتى يحرموا بناتهم من المدارس وعوائلهم من حضور حفلات الزفاف في قصور الأفراح ، ويتسبب ذلك مع الأسف الشديد في قطيعة الرحم التي نهى الله عز وجل أن تقطع الأرحام.
إنها بالفعل فتن عظيمة كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيرانا. لأن هناك نساء مؤمنات غافلات ولا يعلمن بهذا الشر الذي يداهمهن في قصور الأفراح و لا يعملن عن ذلك شيئا أبدا.
نحن نريد مواقف فعالة وقوية من قبل المسؤولين تجاه ذلك ، وأن يكون للخطباء دور فعال في هذا ، فالعرض يغار عليه البر والفاجر ، لهذا يجب التصدي لهذه الظاهرة ما أمكن للحد منها.
فيما يقول سعيد بن محمد عثمان :
إن وجود مثل هذه الأجهزة الحساسة المزودة بالكاميرات أمرها خطير ، ولهذا فإنني أرى أن يوضع إعلان عند باب كل قصر بأن على كل امرأة تدخل القصر يجب أن تكون محتشمة هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى يجب أن تستنفر جميع الجهات الرسمية ويركز على صالات الأفراح في هذا الصدد حتى يتم منع ذلك نهائيا.
وطالب مفرح الزهراني :
بأن يكون هناك نساء مسئولات في كل قصر عند المدخل ويقمن بتفتيش النساء تفتيشا دقيقا ، ويوضح أن التفتيش هو سببه منع دخول الهواتف النقالة التي مزودة بالكاميرات ، وتوضع تلك الهواتف في كبائن مخصصة بأرقام محددة لكل جهاز ، يسلم للمرأة عند الانتهاء من الحفل.
و لا يجب التهاون في هذا الجانب ، لأن وجود الكاميرات هذه في أيدي النساء أمر خطير جدا خصوصا عند من لا يراعي مشاعر الآخرين.
من جانبه سعيد صالح يقول :
أولا : أن أعتب كثير العتب على الرجل الذي يشتري جهاز نقال به كاميرا ثم يسلمه لابنته أو زوجته وهو في نفس الوقت يعلم يقينا أن هذه البنت أو المرأة ستختلط بزميلاتها بالنساء الأخريات ، وعندها ربما تمارس عملية التصوير بحسن نية أو بسوء نية ، وفي هذا فإن الإثم الأكبر والمسؤولية العظمى تقع على ولي الأمر ذلك في هذه المشكلة .
ولو علم الرجل أن هناك نساء يصورن (عاره) لما رضي بذلك مطلقا ، فكيف يرضى بأن تكون ابنته أو زوجته بيدها مثل هذا الهاتف النقال المزود بالكاميرا؟!
لهذا أنا أحمل المسؤولية هذا الرجل بالدرجة الأولى ، ثم أطالب من أصحاب قصور الأفراح أن يمنعوا هذه الجوالات بأي طريقة كانت ، حتى لو تصادر هذه الجوالات عندما يتم العثور عليه.
و فائز الغامدي يقول :
أنا لا زلت مترددا في أن أدع عائلتي تحضر حفلات الزواج سواء في المنطقة أو خارجها.
ليس لشيء في نفسي ولكن لخوفي الشديد من انتشار هذه الجوالات التي أصبحت حديث المجتمع ، وأنا على يقين أن صاحب الفرح سيأخذ موقفا مني تجاه هذا العزوف عن حضور حفلات الزفاف ، وقد تفاهمت مع أسرتي في ذلك ، ولم يبدوا أي اعتراض بل وافقوني الرأي ، ورأوا أن حضورهم في هذه المناسبات يشكل خطرا عليهم ، لأنه لا يوجد هناك ضوابط تم اتخاذها أو سيتم اتخاذها.
وعندما نعلم أن هناك تفتيشا وحرمانا لكل من لديها جوال كاميرا بالدخول سنوافق في الحال في حضور هذه الأفراح.
لأننا لا نرغب والله أن نشذ عن الناس ، ولكن هناك أمرا خطيرا يجب أن يتنبه له الناس وهو وجود هذا الجهاز ، الذي أرى أن بعض أولياء الأمور يتساهل في وجوده بين أيدي النساء والبنات ، وفي هذا سبب وجيه لنا بعدم حضور هذه المناسبات.
ويوافق يوسف الزهراني ما ذهب إليه فائز من منع أفراد أسرته من حضور حفلات الأفراح خصوصا المشتبه فيها على حد قوله حيث يقول:
لا شك أن هناك أناسا لهم مواقف مختلفة ولهم أسلوبهم في حفلات زواجهم سواء من ناحية الانفتاحية أو غيرها ، ولهذا فإننا نعتزم عدم حضور حفلات الزفاف التي يقيمونها لا لشيء ولكن لخوفنا الشديد من هذه الكاميرات التي أصبحت كقاصمة الظهر لنا ، ونطلب منعها بأي وسيلة كانت خصوصا من يدي النساء والبنات عند دخولهن إلى قاعات الاحتفالات لأن في ذلك تشهير بالأعراض وفضح للنساء ، فمعظم النساء بل كلهن عندما يحضرن حفلات الزفاف يلبسن أجمل ما لديهن من حلل وملابس ، ربما لا تلبسها الواحدة لزوجها ، ولكنها تتزين في هذه الحفلات بشكل مثير ..
عندها يصبح وجود مثل هذه الهواتف أمر خطير يجب أن يتم الوقوف عنده وبشكل حازم ويمنع نهائيا بأي طريقة كانت ونسأل الله الحماية والسلامة للجميع.
ويرى خالد الأنصاري :
ان تلك الجوالات أصبحت مظهرا اجتماعيا ويقبل عليها الفتيات وطلاب المدارس والكليات ، وهي تباع بشكل علني ، ومن خلالها يمكن تخزين الافلام المحرمة والاغاني وصور البنات ، ونادرا ما يخلو جوال من تلك الاشياء .
ويؤكد عبد الله العتيبي أن :
انتشار الجوالات المصورة من الأمور الخطيرة ، كونه يجلب العديد من المشاكل الأسرية والاجتماعية لاستخدامه بشكل سئ أو بغرض الانتقام ، فقد قرأت أن إحدى الطالبات صورت معلمتها ووضعت صورتها على منتديات الإنترنت مع إدخال تعديلات عليها مما أوقع المعلمة في مشاكل لا حصر لها.
وتساءل :
أين الجهات المسئولة عن مثل هذه التجاوزات ؟
ولماذا يسمح ببيع هذه الجوالات ؟
رأي النساء حول هذه المشكلة
عائشة الجعيدي (معلمة) تقول :
نعم سمعنا بوجود مثل هذه الجوالات ، والتي وللأسف أصبحت ظاهرة جدا مخيفة .
ولكني أقول إذا لاحظنا أوسمعنا بوجودها في حفلات الزفاف فلن نحضر في هذه الحفلات ، ولكن اذا كان مجرد شك أو ظن فهم من قبل النفوس المريضة التي تصدر الشائعات فلا حرج من الحضور بشرط خلو هذه المناسبة من المنكرات.
وإنني أقترح أن يتم اعتماد من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإرسال تعاميم تلزم أصحاب قصور الأفراح بعدم السماح للنساء باصطحاب جوال الكاميرا بأي حال .
وتخضع كل حاضرة للتفتيش الدقيق من قبل مختصات يعملن بكل أمانة وصدق بعيدا عن المجاملة ، فأنا أحبذ أن أخضع للتفتيش أسوة بغيري من النساء.
وتقول عائشة بفضل من الله ثم بالجهود الجبارة التي بذلت من أهل الخير والتقوى والصلاح فقد تقرر عندنا في قريتنا (بالعلا) أمور تجعل بإذن الله الكل يحضر هذه المناسبات بارتياح شديد ..
حيث تم الاتفاق من قبل أعيان القرية متمثلة في عريفتها :
* باختصار حفلات الزفاف على الأقارب والأرحام فقط .
* وعدم السماح مطلقا بدخول جوال الكاميرا .
* ومصادرته .. أياً كان نوع الجهاز.
* ومنع التصوير منعا باتا سواء كان فوتوغرافيا او تلفزيونياً .
وتم الاتفاق والتوقيع عليها من قبل كل فرد في القرية .
أما أم ناصر والتي تقتني جوال بكاميرا فتقول:
* بما انني ضامنه نفسي أني لن أستخدمه إلإ بالشكل الصحيح والسليم .
* وبما أني أخاف الله عزوجل وأخاف على أعراض المسلمين ، فلن أستخدمه في شي يغضب الرب عز وجل .
* ولكني عند ذهابي لحضور حفلات سواء كانت زفاف أو غيرها من المناسبات ;فلن آخذه معي منعا للأحراج .
* وأفضل أن يكون في كل منزل جوال عادي حتى لانضع أنفسنا في متاهات نحن في غنى عنها .
الحمد الله وحده وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه ..
وبعد ..
فإن هذا النوع من الأجهزة سبب لفساد الكثير من الأسر ، ولنشر الصور الفاضحة بين الناس ، ولخراب الأسر ووقوع الطلاق ، متى رأى الرجل صورة زوجته منشورة أمام الناس ، ولقطيعة الأرحام
حيث أن هذا الجهاز يلتقط الصورة على حين غفلة من المرأة ، ثم ينشرها في الجولات الأخرى وفي المجتمعات .
فعلى هذا ..
يحرم بيع هذه الأجهزة وشراؤها ، ويجب ردها على من صنعها ، وإفسادها وإتلافها متى وجدت بأيدي الشباب والنساء على كل حالة ، ولا عوض لها ولا حرمة لها لما فيها من الفساد الكبير .
فمن سعى في توريدها وبيعها فأنه ممن يسعى في الأرض فسادا.
ومن صنعها ونشرها فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين .
نسأل الله أن يخذ أعداء الدين وأن يرد كيدهم في نحورهم .
وصلى الله وسلم على محمد وأله وصحبه
قاله وكتبه :
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
27/3/1423 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
لكي لا نكتفي بالتذمر والتألم لواقع خطير ، ينبغي علينا جميعاً أن نفكر في الوسيلة النافعة لدرئه ما استطعنا ..
وأنقل لكم هنا بعض الأفكار مما كتبه البعض ، لعلها تفتح لنا مجالاً للبحث عن حلول ..
والله المستعان ..
كتب أحدهم يقول :
" هناك فكرة خطرت على بالي وطبقتها في زواج أقارب لي ونالت استحسان الجميع أهل العريس وأهل العروسة وهي كالتالي :
في يوم الزواج وقبل الغداء تكلمت مع النساء المسؤلات عن الزواج قريبات الزوج بالتحذير من الجوال أبو كاميرا ، ومحاولة منعه من الدخول داخل صالة الأفراح ، ولكنهن ترددن في الطريقة وأسلوب التعامل مع هذه المشكلة !!
و لكني في عصر نفس اليوم خطرت لي فكرة وقمت بتنفيذها ..
* ) لقد ذهبت للكمبيوتر وكتبت هذه العبارة :
تحذيــــر إلى أخواتي المحصنات الغافلات الفاضلات
إن مواقع الإنترنت تحوي صور تم التقاطها من داخل صالات الأفراح
تنبيــه من لديها جوال يحوي كاميرا فعليها وضعه في الأمانات لدى / ........
حتى لا تتعرض إلى مصادرته نهائيا قي حال إكتشافه أو طردها خارج الصالة
---------------
وطبعتها على ورق ملون أصفر وأحمر وأخضر ، ولها برواز جميل ، وحجمها صغير مقارب لحجم الرسالة البريدية ، 200 نسخة ..
ووضعت اسم زوجتي أم فلان في المكان المنقط ، وسلمتها الأوراق ، وطلبت وضعها في مكان مناسب وتوزيعها قدر المستطاع ..
تم وضع التحذير وجاءت النتائج مذهلة !
الجميع تفاعل مع التحذير ، والبعض لديهم حفلات أعراس قريبة ، وأخذوا نسخة منه لنسخه وتوزيعه ..
المهم في الموضوع أن التي معها جوال وفيه كاميرا لم تستطع استخدام جوالها والرد على المكالمات .. فعيون النساء جميعهن تراقب الجوالات .. وأصبح الجميع حذر .. وتمت بهذه الطريقة ايصال معلومة وتحذير !
* ) و وصلتني فكرة أخرى من زواج آخر
حيث كتب على كرت الدعوة :
يمنع دخول الجوال بكاميرا للنساء
انتهى النقل ..
--------------------------------------------------------------------------------
سأحاول هنا صياغة نموذج لبطاقة دعوة لحضور حفل زواج :
بسم الله الرحمن الرحيم
تتشرف حرم ( ....... ) و حرم ( ....... )
بدعوتكِ لحضور حفل زفاف
ابنتنا و ولدنا
وذلك في يوم ...... الموافق .....
في العنوان التالي : .......
تذكير لكِ أختنا الحبيبة
جنة عصافيرنا في أعشاشها
زينة المرأة الصالحة في حشمتها
وسترنا في عدم السماح بالتصوير بجميع أنواعه
فمنعاً للإحراج والشبهات :
نرجو منك أن تتركي جوالك في البيت ونحن نوفر لك خدمة الاتصال إذا احتاج الأمر
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ من ستر مسلما في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة }
وبحضوركِ تكتمل أفراحنا ..
--------------------------------------------------------------------------------
ليست المسألة مجرد كاميرا ...
تلفون الكاميرا ...
(البلوتوث …)
المأساة لا تنتهي عند هذا الحد ...
الحمد لله وحده؛والصلاة والسلام على رسوله وعبده؛أما بعد..
فقد انتشر بين صفوف المسلمين ذلك الهاتف الذي يحتوي على "كاميرا تصوير"؛ وقد ظن كثيرون بادئ بدء أن المسألة لا تتعدى كونها كاميرا ؛ فإذا بالأمر أبعد من ذلك بكثير؛حيث صار هذا الهاتف مأساة بشعة؛ وله أبعاد مخيفة؛حتى ضرب أعظم الأمثلة بنقله المجتمع إلى مستنقع الرذيلة وأودية التلف0
فصرتَ ترى رجالاً مفتونين يقلبون الصور في مجالسهم التي صارت كمجالس الأطفال!!
وصرت ترى نساءً خلعن جلباب الحياء يقلبن صور الفاجرات والعاريات!!
وهل تتلذذ بصورة الفاجرة إلا مثلها؟؟!
والأمر الأدهى الذي يفطر القلوب؛ويُبكي العيون؛ أن كثيرا من الناس يجهل حقيقة هذا الهاتف ففتح الباب لنسائه (الهاربات إلى الأسواق) ليلجن كل رذيلة؛ ولعله لا ينتبه إلا بعد وقوع الطامة على حد قول القائل :
ولا يتقون الشرَّ حتى يصيبَهم *** ولا يعرفون الأمرَ إلا تدبرا
وتأمل صفات هذا الهاتف حتى تعلم عظم المأساة :
* إن هذا الهاتف الذي تُصور فيه الصور؛والتي بعضها إذا خرج يسفر عن وقوع فضيحة –يحتفظ بنسخة احتياطية؛بحيث انه لو مُسحت الصور؛فإن النسخة الاحتياطية لن تمحى؛ فيستطيع من مَلك الجهاز بعد ذلك بشراءٍ أو هبةٍ؛أن يسترجع جميع الصور المحفوظة وإن كانت منذ زمن بعيد؛ فكيف بمن صور أو صورت بوضع لا يليق ؟؟!! يا للحسرة..!!
* إن مما استحدثه أهل الهواتف برنامجا يطيل مدة التصوير إلى ساعات بعد أن كانت مدته ثلاث دقائق؛ ليصور أصحاب الهواتف مآسي الناس وفضائحهم ثم بعد ذلك يتناقلونها بينهم ؛ وهذا مما يجعل المرء عند تأمله يبكي ألما؛ ويعتصر حزنا..
إقرأ جيدا:
ـ أحدهم أراد أن يذل فتاة فصورها وهو يمارس معها الخطيئة ؛ ثم قام بنشر أحداث هذه الواقعة على شبكات الإنترنت – إذلالاً لها- فما كان منها إلا أن انتحرت هربا من الفضيحة0
ـ ومما ضج له المجتمع وبكى له حتى قساة القلوب؛ما حدث قبل أيام قلائل؛ حيث عمد بعض من نُزعت من قلوبهم الرحمة لتصوير فتاة وهي تُغتصَب من قِبَلِ رجلٍ دنيء ؛دون الالتفات لتوسلاتها وبكائها؛ ثم نُشرت هذه الصور بين الناس لتُستكمل فصول الفضيحة .
هذا ما ظهر؛ وستر الله أعظم ولا شك ؛نسأل الله أن يعاملنا وإياكم بجميل ستره .
* والجريمة العظمى هي ما يحدث من تناقل فضائح الناس والصور الفاحشة عن طريق (البلوتوث..!!)..
فإذا دخلت مجمعا تجاريا رأيت أسرابا من النساء اللاتي لا رجال لهن؛وقد علقت كلُّ واحدة منهن هاتفها في يدها (بطرا ورئاء الناس وترفاً يُخشى عاقبتُه ..والله)؛ وترى مجموعة من الفساق وقد أمسك كلٌ منهم هاتفه ؛ وهو في قمة الانهماك في المراسلة ؛ ثم يزعجك بعد ذلك رنين الرسائل .
وإذا بالرسائل تتناقل ؛وإذا بأناس كالسكارى لهول ما يرون ؛والمصيبة إن كانت هذه الصور لامرأةٍ مغتصبة؛ أو ذنب ستره الله ؛ فينشرون فضائح الناس ؛وهذا حرام ؛ وحريٌّ بأن يعاقب الله سبحانه من فعله بأن يهتك ستره لهتكه ستر الناس .
فليس وقوع الناس في الخطأ مسوغا لفضيحتهم ونشر صورهم .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"؛
* وأما ما ينشره المجرمون من صور العري والخلاعة؛فهذا من إشاعة المنكر بين صفوف المسلمين ؛ وقد قال سبحانه : "إن الذين يحبون أن تشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة"..
* الهاتف يستعمل للحاجة؛ وإن كنت تستغرب من امرأة تتكلم في وقت متأخر دون تَنبهِ رجال غيورين لسلوك نسائهم ؛فازدد عجبا من أناس سمحوا للنساء باستعمال هذا الهاتف الذي ينشر صور الجنس والخلاعة0
ألا يعلمون أن المرأة ضعيفة فإذا تحرك داعي الفتنة لا يمنعها ( دينٌ ولا أصلٌ ولا فصل ولا مكانة..!!) فإذا بعالية النسب والمنـزلة تنام في أحضان سائق أو رديء الأصل والمنـزلة!! ؛أيها الرجال ( إن المسألة شهوة.. فأين عقولكم ..؟؟!! ) .
ما الذي يجعل امرأة نظيفة تستعمل هذا الهاتف الموبوء ؛هل لصور الذكرى أو صور الأطفال !! هل هذا عذر سائغ ؟؟!!
إن هذا منتهى الحماقة ؛ وهذا هو الكذب الممجوج الذي لا يصدقه السفهاء00
* تعمد بعض النساء لدخول حفلات الأعراس؛ وتصوير العفيفات وهن يرقصن في حفل مغلق بين النساء؛ ثم بعد ذلك تنشر صورهن على صفحات "البلوتوث" أو الإنترنت ؛ يُعرضن كما يعرض النساء في سوق الرقيق ؛ فأي رجل يرضى بذلك؟
وهذا مما يدفع بالرجل الغيور أن يضيق حضور حفلات الأعراس بأشد ما يستطيع؛وذلك بأن يجعل حضور الزواج عن طريق كروت الدعوة ؛وأن يأتي بحراس نساء يفتشن الشنط ويمنعن دخول الكاميرات؛ وأي امرئ يعلم أن شرفه رأس ماله ؛ وأن أعراض إخوانه المسلمين الذين جاءوا ليشاركوه في فرحه أمانة في عنقه ؛لم يعتذر بعد ذلك بحجة الإحراج والحياء .
* هذا الهاتف الذي أصبح وسيلة لضياع العرض وابتزاز الفتيات المخطئات لابد أن يقف المسلمون منه موقف الجاد؛(فليس معنى أن الفتاة أذنبت مع شاب أن هذا يجيز فضيحتها )؛ولو أن الله ابتلاك في مثل موقفها هل تُسر أن يتناقل الناس صورتك أو صورة أحد أقربائك ؟
( لا تقل : نحن .. ونحن , فالأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء ؛ ولندع النفخة الكاذبة.. أنا نحن آلُ فلان أو آلُ علان )؛ لافمن اعتمد على أصله وفصله هلك؛إنما نحن جميعا نتقلب في ستر الله ؛ فهل يفهم العاقل ذلك..؟
* فعلى المسلم الصادق أن يهجر مثل هذه الأجهزة التي تنشر الرذائل وفضائح الناس؛قال صلى الله عليه وسلم: "من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته؛ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته"؛ فإياكم وتناول فضائح الناس. ولا يجوز النظر للصور المخلة؛لا سيما التي تحتوى على العهر والفساد .
وينبغي للرجل الغيور وان كان قليل الدين ألا يمكن المرأة من استعمال هذا الهاتف؛بل لابد أن يعلم أن الهاتف عموما-حتى وان لم يكن فيه كاميرا-يستعمل بنطاق الحاجة؛ فليس لها الحق أن تتكلم به متى شاءت وكيفما أرادت0
فأين العقلاء العارفون؟!!
* كما أن الواجب على ولاة الأمر ومَن لهم الشأن؛أن يحولوا دون استمرارية جريمة "البلوتوث" بين صفوف ضعفاء النفوس لأن هذا من إشاعة الفاحشة؛ فلا بد من الأخذ على أيدي السفهاء؛ولا بد من إلزام شركات الاتصالات أن تشوش على هذه الخدمة؛خصوصا وأن هذه الرسائل ليس لها مقابل مادي؛وهذا يدل على أن المقصود منها إشاعة المنكر؛وليعلموا جميعا انهم موقوفون بين يدي الله؛(فيا ويلهم إن لم يسارعوا إلى قطع دابر الفتنة..مَن ذا الذي يعصمهم من الله) .
وعلى ولاة الأمر أن يسارعوا بإيقاف هذه المآسي ألا تنتشر بين صفوف المجتمع ليس بتجريم هذا الفعل فحسب؛ وجعلِ من تناوله تحت طائلة القانون فهذا لا يجدي؛بل الواجب إيقاف هذه الخدمة التي نشرت الفضائح .
وكيف هو الأمر لو أن رجلاً كبيراً أو مسؤولاً بُثَّت له صور تفضحه؛ وتجعل مواراته في التراب خير من ظهوره؛ فماذا عساه أن يفعل ؟
أين عقلاء بلدي.. ؟أين رجال بلدي.. ؟أين الناصحون..؟ أين هم..؟!!
أليس منهم رجل رشيد ؟!!
وليحذر بعض من يراهم الناس قدوة من الرجال والنساء من استعمال هذا الهاتف؛ الذي أصبح في أعين الناس لا يستعمله إلا متّهم ؛ليحذروا أن يفتحوا للناس باب العذر؛ويفتحوا عليهم باب الشبهة :أن فلانة (المستورة) تستعمله؛وفلان (القدوة) يتعامل به؛فلا يكونوا بوابةً لولوج الناس في الباطل؛ولا يقولوا :نحن نستعمله استعمالا حسنا0 فأي استعمال حسن ؟!؛كل المسألة تصوير في تصوير؛فلندع السخافة!!
ما أقبحَ الصورة وأنت ترى من تزيَّت بزي الصالحات ؛وهاتفها معلق في شنطتها؛
على الأقل استتري عن أعين الناس.
أين الحياء والعيب؟ وأين الولي الذي يزعم الرجولة..؟! ألا ترى ..؟!!
ويقولون: استعمال حسن إن هذا مما يُضحك الثكلى!!
* وليحذر المرء أن يصور بناته ونساءه في هذا الجهاز الذي يحتفظ "بالنسخة الاحتياطية"حتى لا يفاجأ بعد فترة بصورهن على صفحات الإنترنت ؛ أو بين أيدي الشباب في أجهزة "البلوتوث"؛ وليعلم من صوّر أهله أن عليه إن تعطل الجهاز ألا يذهب به لبعض العاملين في المحلات؛الذين ينقلون الصور خلال ثوان وينشرونها في الأجهزة؛ بل لا بد أن يكون مصير هذا الجهاز هو الإتلاف؛ مخافة إظهار الصور المحفوظة في داخله .
كما أن الواجب المسارعة في التبرؤ من هذا الإثم العظيم؛ والتخلي عن هذه الأجهزة؛ وإعلان التوبة لله رب العالمين؛ فقد أنعم علينا فلا يحسن بنا أن نكفر نعمه؛وستر علينا فلا نكشف ستره .
هذه كلمة إنذار لإخواننا بينت فيها مغبة هذا الأمر وخطورته؛ كتبتها إبراء للذمة؛ وكشفا للبس؛ نسأل الله تعالى أن يعاملنا بجميل ستره ؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه أفقر الورى إلى ربه
سالم آل حبيش العجمي
17/7/2004م
إمام وخطيب مسجد الإمام الشعبي
الكويـت – الجهراء ص ب1476
--------------------------------------------------------------------------------