عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2004, 04:24 PM   رقم المشاركة : 9
محمدعبدالوهاب
( كاتب الود الأول )
 






محمدعبدالوهاب غير متصل

السلام عليكم

اوراق شاعر

استجاب الله منك الدعاء لى ولك وللمسلمين جميعا

شكرا لمرورك الكريم

اليك

من القضايا المصيرية التي يتخذ الإنسان حيالها الحياة أو الموت فبقاء النوع والنوعية الإنسانية أمر حتمي ، وقضية مصيرية .
كما أنه حريص جداً على ملجأ يلوذ إليه عند الشدة ويهرع إليه عند الحاجة حين يقل الناصر ويفتقد المعين … أي حين لا يستطيع أحد أن يسد حاجته أو يؤمن روعته وقد أطلق على هذه الأحاسيس النفسية ، والمشاعر الذاتية الدافعة اسم الغرائز . وهي طاقة كامنة وبواعث على الحركة والاندفاع دائماً .
وإنه وإن ذهب بعض الناس في تقسم الغرائز وتعدادها حتى زادت على المائة إلا أننا نرد كل تلك المظاهر التي حسبوها غرائزه إلى الأصل الذي انطلقت منه فيه لا تعدو ثلاثة أصول تشمل كل نواح الحياة عند الإنسان : حبه للبقاء وحرصه عليه ، وحبه للنوع أي لنوع الإنسان واستمرارية تناسله وحرصه عليه ، وحبه للأمن والطمأنينة وحرصه عليه . ولكل أصل من هذه الأصول مظاهر متعددة تظهر كل ما وجد الباعث على ظهورها فهو يخاف حين يوجد الباعث على الخوف إما من واقع مشخص أمامه يبعث على الخوف وإما من تداعي أفكار الخوف من واقع مشخص في الذهن على أنه موجود في الخارج حرص منه على بقائه وسلامة نفسه واستمرار حياته ، وهو يميل إلى الفتاة حين وجود الفتاة أو التفكير بفتاة مشخصة بالذهن ، وذلك حرصاً منه نفسياً على استمرار النوع الإنساني ، وهو يلهج بالدعاء والتوسل إلى الله حين يكون في مأزق لا يجد من يخلصه منه أو حين يفكر في الحصول على أمر بعيد المنال .
ولكل واحدة من هذه الغرائز الثلاث مظاهر متعددة تنبعث منها مشاعر ضاغطة على نفس الإنسان كلما حدثت في النفس جوعة غريزية لأحد هذه الغرائز أو لمظهر من مظاهرها . حتى يندفع الإنسان في إشباع هذه الجوعة ، أو البحث عن وسيلة لإشباعها ويبقى عامل الضغط على النفس البشرية قائم مسبب القلق والاضطراب له حتى تزول أسباب تلك الجوعة أو يشبع تلك الجوعة أو يتهيأ لها وسيلة لإشباعها . ولا يقال : إن هذه أمور ليست أصيلة في النفس وإنما هي صفات مكتسبة ، وأشياء أملتها على الإنسان ظروف عيشة وطبيعة حياته ، ولا يقال ذلك ، لأن الملاحظ أن الطفل منذ لحظة ولادته توجد معه هذه الأمور مشاهدة بالحس ، قبل أن يستطيع التقليد أو الاكتساب ، فحنينه إلى أمه وصراخه من الألم وحبه لامتلاك كل شيء ممن حوله ، كل هذا يؤكد فطرة هذه الأمور معه وليست صفات مكتسبة من مجتمعه ، ولا ينكر وجودها إلا مكابر والعياذ بالله . وهل هناك مكابر أكبر من الذين يقولون أن غريزة التملك تنشأ من المجتمع الرأسمالي والمفاهيم التي تعطى عنها وليس في الإنسان غريزة تملك ، وإنما هي صفات مكتسبة لقنها الطفل من صغره . فمن علم الطفل الرضاعة وحرصه على ثديّ أمه ، ومن علمه الحرص على لعبته ، ومحاولة امتلاك لعبة غيره إن وجدت.

كانت هذه لمحة موجزة عن تركيب هذا الإنسان ذلك التركيب الفطري الذي لا مجال لتجاهله أو إهماله أو تغييره (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) وإلا أدى ذلك إلى فناء الإنسان وانقراضه ، بتجاهل الحاجات العضوية ، أو تجاهل غريزة النوع أو أدى إلى ترك الإنسان حبيس الهواجس والقلق والاضطراب لعدم تمكنه من إشباع جوعاته الغريزية والأحاسيس الفطرية التي تضغط على أعصابه حتى تسبب له الشقاء والتعاسة .
كانت هذه اللمحة السريعة لمعرفة مدى أثر الفكرة الكلية وما ينبثق عنها من نظم على هذا الإنسان الذي هو موضع البحث ، والمشكلة التي يراد لها حل .
فأية فكرة كلية -عقيدة- وما ينبثق عنها من معالجات لم تأخذ بعين الاعتبار هذه المكونات للنفس البشرية ، تعتبر فكرة خاطئة ، ولا تصلح للنهضة الصحيحة ، لهذا الإنسان أو للمجتمع البشري .ومن هنا كان المقياس الأول وهو أ، تكون تلك الفكرة عقلية ومبنية على العقل ، مقياساً حقاً ، وكان المقياس الثاني وهو موافقة تلك الفكرة الكلية لفطرة الإنسان مقياساً حقاً كذلك وأية فكرة كلية -عقيدة – تخالف هذين المقياسين أو أحدهما فهي فكرة خاطئة ولا تصلح للنهضة الصحيحة .
فحين تقرر فكرة ما مثلاً كبت غريزة النوع أو نشر فكرة الرهبنة والعزوف عن الزواج وتحريمه ، فإنها فكرة خاطئة لأنها لم تراعي غريزة النوع الموجود فطرياً في الإنسان فلو التزم كل إنسان بهذه الفكرة إذا لانتهى الجنس البشري بعد سنوات معدودة من اعتناق مثل هذه الفكرة .
___________

بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت ايدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون .
الروم( 41)
يرجعون الى ماذا ؟

شكرا لك اخى فى الله
دمتم بخير
ودام الود بيننا







التوقيع :

[flash=http://www.geocities.com/qtqt666/club.swf]WIDTH=250 HEIGHT=150[/flash]

رب لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين.

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين.

ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.