سبأ
مرحبا
واليكم
رئيس محكمة صدام عضو مكتب محاماة بإسرائيل
جهات حقوقية عالمية عدة أكدت بطلان محاكمة صدام (الفرنسية)
رفض اتحاد المحامين العرب اليوم محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين المزمع عقدها قريبا في بغداد، ووصف الاتحاد هذه المحاكمة بالباطلة في كل إجراءاتها وفي كل ما يصدر عنها من أحكام.
وقال بيان أصدره الاتحاد اليوم "إن القاضي المسمى لرئاسة هذه المحكمة –سالم الجلبي- محام مشارك في مكتب محاماة في دولة الكيان الصهيوني والتي تعتبر في حالة حرب مع دولة العراق"، وشدد البيان على أن شروط القبض والتسليم والإحالة للرئيس صدام حسين خالية من أبسط قواعد الشرعية القانونية والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمحاكمة المنصفة.
وأشار اتحاد المحامين العرب إلى أن المحكمة التي يحاكم أمامها صدام محكمة خاصة استثنائية صدر تشكيلها بقرار مما يسمى سلطة الحكم المؤقت، التي صدرت بدورها من ممثل سلطة الاحتلال الأميركي في العراق بول بريمر.
ويعتبر القاضي الجلبي من المقربين من البنتاغون وقد عينه مجلس الحكم الانتقالي لمدة ثلاث سنوات، وهو متخصص في القانون الاقتصادي والإنساني العالمي ومسجل في محكمة نيويورك، كما أنه ابن أخ زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي الذي كان من أقرب المقربين إلى الولايات المتحدة قبل أن تسوء علاقته مع واشنطن قبل أشهر قليلة.
تدويل المحاكمة
من جهة أخرى كشفت هيئة الدفاع عن صدام حسين اليوم أنها تسعى لتدويل محاكمته، بحيث تصبح الأمم المتحدة هي الجهة المشرفة على المحاكمة وهي التي تختار القضاة الذين سيحاكمون صدام.
وقال المحامي الفرنسي إيمانويل لودوت وهو أحد فريق هيئة الدفاع إنه من غير الوارد أن تصدر هذه المحكمة حكما أو تعقد جلسات أو تعمل في ظل الأحوال التي أعدها الأميركيون لكي تعمل في ظلها.
وأعرب عن قناعة الهيئة بأنه على الرغم من أن المحاكمة تعقد في بغداد فإن الولايات المتحدة هي التي تمسك بكل خيوطها، ومع أنه أشار إلى عدم معرفة القضاة الذين سيتم تعينهم من قبل الحكومة العراقية لمحاكمة صدام إلا أنه أكد أنهم سيكونون من الموالين لأميركا على شاكلة الجلبي الذي وصفه بأنه "رجل الأميركيين".
ومن هنا نتوقف ....... لننظر
هل اصبح الرئيس بوش مخرجا سينمائيا ينافس خصمه مور الذي اعاد انتاج قصة رئاسته على مستوى الهزل الرفيع في فيلمه فرنهايت 11 الحائز علي جائزة كان. فقام بوش بانتاج واخراج فيلم السيادة العراقية، ولكن على هذا النحو من الرداءة، بحيث لم يتذوقه احد علي انه نتاج (الذكاء) الرفيع، ولم يصدقه احد على انه مناورة سياسية ناجحة، سيتحقق الهدف منها وهو خداع شعب العراق ومعه العالم بأكذوبة الاستغلال المستعاد في ظل احتلال عسكري يغطي المكان العراقي، ثم يليه استعمار استيطاني سوف يشكل بطانة لكامل الهيكل الحكومي واجهزته الادارية والامنية.
ومع ذلك فالسينما البوشية لا يهمها رأي الجمهور في شيء من ابتكارات الكذب السياسي المتمادي الذي يتفوق على نفسه فقط من قفزة الى اخرى فالحرب على العراق قامت اصلا علي اكاذيب، واستمر الاحتلال تحت شعارات الحرية والديمقراطية. وها هو اخيرا يطلق اكذوبة الاستقلال كستار محلي يغطي ترسيخ التبعية الكاملة لسلطات الامر الواقع غير العابئة اصلا باخفاء جيوشها الجرارة من الجنود والمستشارين والعملاء ولصوص العمران الخادع.
فالسينما البوشية تتابع انتاج افلامها الرديئة وعلى الجمهور العالمي ان يتقبلها او يرفضها، او يهزأ منها كليا، كما هو حاصل اليوم ازاء عودة الاستقلال البغدادي العاثر. لكن ذلك لن يغير شيئا من تلك الحقيقة الاصلية وهي ان اميركا ماضية في بناء دولتها الخاصة ملء العمق العراقي كله، وانها تكرر تجربة الصهيونية التي اختطفت ارض فلسطين لتبقي فيها ما وسعها البقاء في حين يترك للسياسة اليومية امر اختراع التسويغات وهندسة المناورات الدولية.
ان فريق بوش الصهيوني العلني لا يستفيد فقط من مآثر اسرائيل وهي تتبع اليوم مخطط الازدواج في قضم الاراضي الفلسطينية وقمع شعبها واستنزافه من جهة، مع اطلاق مشاريع الانسحابات الجزئية والتسويات السياسوية من جهة ثانية، بل ان هذا الفريق مسكون بفكرة اقامة اسرائيل الثانية الاميركية على ارض العراق، وفوق انف شعبه، وليس من وراء ظهره فحسب، وامام الملأ العالمي كله.
والفكرة هذه لم تعد حلما بل استطاعت حتى الان ان تختطف من العراق اهم عنصرين يشكلان كيانه السياسي والقانوني، وهما (الارض الوطن) و(الدولة المجتمع). وذلك بعد ان تجسدت الفكرة غزوا عسكريا كاسحا، والغزو انتج بدوره نوعا جديدا مستحدثا من الاستعمار الاستيطاني الذي لا يعتمد على مبدأ احلال شعب بدل شعب آخر كمثال فلسطين، ولكنه يعمل علي اعادة انتاج الشعب الاصلي لنفسه، بما يغير من كامل بنيته التراثية والنفسية، ويعيد صياغة جغرافيته الديمغرافية والجيوسياسية.
فالاستعمار الاستيطاني المستحدث على الطريقة الاميركية لا يحتاج الى استيراد بشري من الخارج، بقدر ما يعتمد على اعادة (تبيئة) الشعب (الاهلي) في كيان ذاتي وموضوعي لشعب آخر مختلف كليا عن الاول وان كان نابعا من لحمه وعظمه كبنية بشرية، لكنه مغاير له تماما كبنية حضارية جديدة.
ما حدث في بغداد خلال الاسابيع الفائتة قد يتعدي لعبة السينما السياسوية واشباحها المنظورة والمستورة، الى ما يشكل نقلة نوعية في منتهي الخطورة الاستراتيجية، من مرحلة الغزو العسكري الى عتبة الاستعمار الاستيطاني القائم على نظرية استبدال كيانات الامم ببعضها، او بما هو غريب عنها جميعا.
فالحكومة الجديدة في بغداد لن تكون مجرد غطاء او دمية في يد الاحتلال المنسحب نحو الخطوط الخلفية، بل انها هي حكومة الاحتلال نفسه بطاقم بشري عراقي، وهذا الطاقم لن يحجب صورة المستعمر خلفه، بل انه سوف يمثلها كما هي ويستحضرها عبر كل تصرفاته المنتظرة، اي انه لن يمد جسرا نحو الاستقلال الحقيقي، بل المطلوب منه ان يبطل سلفا كل المقدمات القانونية والاجرائية المؤدية إليه.
فكان افتتاح انجازاته في هذه المسرحة البائسة لمحاكمة الرئيس صدام واركان نظامه وقد تم توقيتها، لهدفين متكاملين، فمن جهة اولى سوف تلهي الرأي العام العراقي عن مسرحة نقل السيادة، التي لم تقنع حتي الصحافة الاميركية ذاتها، عندما فندت مظاهرها الكاذبة في الوقت الذي يتسلم فيه مقاليد السلطة الفعلية السفير، اي الحاكم الجديد نغروبونتي، متابعا استيلاء الاحتلال على القصر الجمهوري الذي يضم اجهزة الادارة الاستعمارية، وقد تحولت الان الى ادارة الحكومة الحقيقية للعراق تحت سلطة السفير الجديد الذي هو المندوب السامي او الحاكم المطلق، بينما يقبع رئيس الجمهورية المعين في بناء ملحق بالقصر، يجسد حقيقة العلاقة بين المكانين ودلالتها المباشرة.
ما ينبغي ان تنبهنا إليه مسرحة السيادة المضاعفة بمسرحة المحاكمة هو ان نكبة العراق اضحت تعمل على مستويين، احدهما الظاهر، وهو صراع فريق بوش من اجل البقاء ما بعد الانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك عن طريق التظاهر بحل مشكلة التواجد العسكري المباشر في المدن العراقية وتلقيه ضربات المقاومة اليومية، ودفع الحكومة المعينة واجهزتها الامنية الناشئة الى خط المواجهة الاولى مع المقاومة، بديلا عن قوة الاحتلال.
بحيث تتحول حرب التحرير الشعبية الى ما يشبه حربا اهلية ما بين العراقيين انفسهم، وهو الوضع المثالي بالنسبة للاحتلال الذي تغدو له مهمات الدور الثالث سواء في التحريض المقنع او التهدئة الخادعة، ذلك هو المستوي الاول الاوسع مسرحة للحقبة القادمة، وينبغي تسميتها بحقبة المصير البوشي التي سترسم مستقبله السياسي هو واحلامه الدونكيشوتية في السيطرة على العالم مع فريقه التلمودي، وهذه التسمية تصح اكثر من كونها بالنسبة للعراق تحدد مرحلة انتقالية لحكومة مؤقتة تمهد للانتخابات الدستورية الجديدة، فالصيف العراقي الحالي هو اللاعب الاول في الزمن الرئاسي الاميركي القادم.
نقول ان هذا المستوى من تداعيات نكبة العراق ستكون له حساسيته الكبرى ولا شك بالنسبة لعهد بوش ومشروعه الامبراطوري. وهو رأي يجمع حوله مختلف تيارات الاعلام الاميركي نفسه. لكن للنكبة العراقية وافاعيلها مستوى آخر، ربما هو الاخطر، لانه لا يتناول عهد بوش وحده، لكنه يطرح مصير الاحتلال، لا بصفته مرتبطا بالرئاسة البوشية وعهدها البائس فقط، ولكن باعتباره احتلالا اميركيا، وشأنا مرتبطا بالدولة الاميركية نفسها واستراتيجيتها العليا، فهل يمكن لهذه الاستراتيجية ان تدعي البراءة من مشروع الغزو لوطن النفط، بكليته.
ام ان عهد بوش، سواء سقط او استدام، ألم يكن سوى طريقة خرقاء او همجية في قراءة هذه الاستراتيجية او تأويلها وتطبيقها، مما قد تسبب نتائج تلك الطريقة الكارثية في النيل من مصداقية استراتيجية الدولة العليا القائمة على مطمح التحول من الصيغة الجمهورية لشعبها فقط، الى الصيغة الامبراطورية للعالم كله، فما يأخذه كبار مؤسسي هذه الاستراتيجية ومنظريها، وفي مقدمتهم بريجنسكي على طريقة بوش و(عقيدتها) الايديولوجية.
هو انها تكاد اضرارها الباهظة، المتراكمة في الساحة العراقية، تزعزع اركان تلك الاستراتيجية الشمولية في متونها النظرية تبعا لتطبيقها العملي بحسب النهج البوشي الفاشل والعقيم، ما يعني ان الاحتلال نفسه ليس مرفوضا، والاعتراض يتوجه فقط الى وسائله المباشرة التي اثارت الرأي العالمي ضده وتبعه جزء هام من الرأي العام الاميركي كذلك، وعلى هذا الاساس لا يطالب اساتذة هذه الاستراتيجية بخطة للانسحاب الكلي من العراق، بقدر ما ينبغي العمل على التخفيف من مظاهره المادية، وسحبه من مقدمة المسرح الى عمقه وكواليسه.
وفي هذا السياق يجب ان تفهم سلسلة المتغيرات الحالية على صعيد نقل السلطة وتأليف الحكومة وتعيين رئيس للجمهورية، كل هذا يراد له حقا ان يأخذ طابع الجدية الى اقصي حد، اذ ان النجاح في خلق وهم العودة الى بناء الدولة واقامة نظامها السياسي هو الضامن الوحيد لتحقيق الاهداف الاعمق المتعلقة باحتواء المجتمع العراقي من داخل بنيته التاريخية والثقافية سلميا، وهو ما يعبّر عنه بمخطط الاستعمار الاستيطاني القائم على ابدال كيان حضاري بآخر.
هذا المخطط يتجاوز عهد بوش وفريقه انه ينتمي الى استراتيجية الامبطرة في جوهرها، وفي اختلافها عن عهود الاستعمار التقليدي السابقة، فالتغيير الحقيقي الحادث في بغداد راهنا ليس هو في اقامة مظاهر الدولة المستقلة، بقدر ما هو في اقامة حكومة السفارة الاميركية التي ستتولي عمليا ادارة الاحتلال الآخر الاخفي والأخطر، انه احتلال مدني استخباري معا لا يقود اجهزة الدولة العراقية من وراء ظهرها، وفي عقر دارها عن طريق المستشارين وازلامهم فحسب، لكنه يمتلك اجندة تغييرات جذرية ذات اذرعة اخطبوطية، سوف تتغلغل في مختلف البني التحتية لمؤسسات المجتمع المدني نفسه.
من هنا تأتي دلالة ذلك الشعار المتداول على السنة بوش وفريقه حول جعل العراق نموذجا في التنمية الشاملة والديمقراطية، هذه الادلجة تغطي مشروع اعادة قولبة المجتمع والدولة مع الانتباه الى ان اعادة القولبة يجب الا تؤخذ على انها استبدال نموذج تنظيمي وثقافي بآخر.
بل ان الهدف الادهي هو تهديم النموذج القائم فعليا، دون ان ينتظره اي بديل آخر، سوى ان يعمل علي تجريد النموذج المتوارث من مناعاته الراسخة، ويحطم تشكيلاته التنظيمية القائمة، منتزعا منها كل قدرة على المبادرات الذاتية، فالبديل الوحيد المعد والجاهز ليس سوي رد الكيان الاجتماعي الى الحالة الهلامية التي تجعله قابلا لاية تكونات عرضية تأتيه من اية قوالب تفرض عليه او انها قد تستثيره بأبسط المغريات وارخص الاثمان.
لم يفشل الاحتلال العسكري للعراق حتى الان الا لأنه عانى قطيعة متنامية بينه وبين بقية الجمهور من حوله. اما الاحتلال المدني الجديد الذي تباشره اكبر سفارة اميركية في العالم وبقيادة احد اخطر رجال المافيا السلطوية الاميركية وتجاربها التخريبية في امريكا الجنوبية، فله مخططاته الاخرى المختلفة تماما.
عمله الاول هو غزو الجمهور الشعبي من حوله، والتحرك من وراء ظهره ومن امامه، ملوحا له بمختلف شبكات الاغراء والخداع والاستتباع الطوعي والقسري. فالاحتلال المدني للداخل الاجتماعي والانساني هو المدخل الاحدث والاهم لعصر الاستعمار الاستيطاني الذي لا يستبدل شعوبا بسواها، بل يستبدلها بذاتها ولكن مختلفة عن شخصيتها المفهومية التي كانت لها طيلة تاريخها.
تلك هي معالم اولية للمسيرة الاميركية بدءا من مرحلة ذلك الغزو الفظ والفاشل للعهد البوشي، وصولا حاليا الى منعطف الغزو الآخر بالقفازات الدبلوماسية والاستخبارية مع افتتاح حكومة نغروبونتي للعهد الثاني.
اما المسيرة العراقية فقد فاضت بتسجيلات المقاومة التي افشلت حتى اليوم، جبروت مرحلة الغزو العسكري وعليها الآن ان تنتج من ذاتها ومن مقدماتها البطولية تلك شكل ومضمون المقاومة الاخرى، وربما الاصعب، فكيف لها ان تحبط الغزو المدني الاستخباري وهو المصمم على اختراق بيوت الناس ويسكن عقولهم وجيوبهم وربما مستقبلهم.
سبأ
ما رايكِ
سوف نعرف من هو
الذى الهى العالم ........... وظنوا ان محاكمته هى العدالة بعينها
من هو ؟
دمتم بخير
ودام الود بيننا