احبتى فى الله
خلاصة فكر رجال اخذوا على عاتقهم
تجريدالحقيقة
واظهار الحق
وتركوا الحكم للشعوب
اليكم .............
وجهة نظر
ليس الا
وليس بالضرورة العمل بها او الخوض فيها
فالمشكلة اشمل واعم من محاكمة الرئيس السابق للعراق المهدور حقه امام المحافل الدولية تحت مسمع ومرأى من المجتمع الدولى بهيئاته ومنظماته .
لقد شاهدنا منذ يومين حدثا وضيعا، طعمه علقم ورائحته كريهة ولونه بحمرة الدم النازف من شرايين اطفال العراق الذين قضوا سواء تحت سنوات الحصار او تحت ضربات الاسلحة الغبية، ليطأ فيه الامريكان والانكليز مجددا من خلال حكومة نصبوها هم رقاب هذه الامة، في بلد كان حاضرة الخلافة، واملا لها بالخلاص، لما يمتلكه من موقع استرتيجي في قلب الامة، و عقول اثبتت قدرتها على التحدي والابتكار، رغم كل الخناق الذي فرض على العراق، وثروة ضخمة طمع بها من يقطن اطراف الارض وجاء لاهثا وراءها، وشعب شامخ اشم لا يرضى الدنية وسمته الصلابة والثبات.
لقد أسفر تصميم المحافظين الجدد في الولايات المتحدة عن تحقيق خطتهم لغزو العراق واحتلاله، وقد أغراهم نجاحهم السريع والخاطف في اسقاط حركة طالبان والسيطرة على افغانستان عقب احداث 11 سبتمبر من مد يدهم الى العراق لالتهامه في وضح النهار غير مبالين باحد من البشر. فلا اعتراضات اوروبا "العجوز"، ولا نصائح أصدقائها الغيورين عليها من حكام العرب والمسلمين، ولا تظاهرات الملايين في ارجاء العالم فتّ في عضدها او زعزع من عزيمتها. لانها وجدت ان الفرصة سانحة لها لفرض امبراطورية "وحيد القرن" على العالم، في ظل فقدان اي قوى موازية لها تلجمها عن تحقيق طموحها وهيمنتها على ثروات العالم ولتضع اصبعها في كل زاوية منه حتى تحصي انفاس الجميع، سواء الحاضرين على الساحة الدولية بشكل فاعل كاوروبا وروسيا او من يظن له وجود فيها كالصين، وفي اثناء ذلك تضبط حركة "الشرق الاوسط الكبير" ذي الهوية الاسلامية على ايقاع وهم "الديمقراطية الواعدة"! لتصنع في العالم العربي والاسلامي كيانات ممتنعة على احداث اي تغيير جذري فيها، سواء من خلال تفتيتها والسيطرة المباشرة عليها بقوات عسكرية دائمة الاقامة فيها، او من خلال تغيير مناهج التعليم والثقافة السائدة، والتي تحتاج بالفعل الى تغيير في كثير منها ولكن ليس على الطريقة ولا النمط الغربيين. اذ انها امة صاحبة رسالة ولها وجهة نظر خاصة في الحياة ونمط عيش يحبذه اهلها ويتطلعون الى ايجاده في واقع حياتهم.
وفي ظل هذا الحدث الذي طبلت له ادارة بوش وزمرت عسى ان تتنفس الصعداء هي وجنودها في العراق ، لتنعم ببعض الامل سواء في الانتخابات القادمة، او في الراي العام العالمي الذي فقدت فيه مصداقيتها، او على الصعيد الداخلي لتعيد الاعتبار لبعض قيم طالما افتخرت بها وادعت انها رسالتها تحملها للعالم كالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي وأدتها جميعا في سجون العراق وكوبا وافغانستان. لتبقى الماسي التي صنعتها بايديها ماثلة للعيان في بلد احالته الى خراب ودمار، متوهمةً انها بتسليمها الشكلي السلطة لعلاوي ومن سار في ركابها ستحل بعض مشاكلها التي تراكمت فغمرت العيون وضجت بها الاذان والتي لن ينجيها منها تنصيب حكومة ليس لها من امرها الا ما يملى عليها.
وفي اطلالة خاطفة في كنف هذا الحدث على المسلمين نشاهد انظمتهم الحاكمة تخشى احداث اي تغيير من اي نوع، لانه سيعصف بها لا محالة، وخاصة ان من سيعمد الى تغييرها هذه المرة هو نفسه الذي اقعدها على كراسي الحكم. والذي زاد دبيب الرعب في قلوبها هو الاطاحة بنظام صدام بتلك الطريقة الاستعراضية المخزية التي حصلت، خصوصا بعدما شاهد العالم صدام وهو خارج من جحره اشعث اغبر حلت عليه كل المظالم التي ارتكبها ليكون اشبه بالشبح منه الى انسان. فالانظمة الحاكمة لا تملك رصيدا شعبيا يمكنها من الصمود امام رياح التغيير التي هبت عليها بفعل طائرات ب 52 والشبح الذي حول احلام الحكام الى مجرد اضغاث، وخاصة ان الامة قد اكتوت بسوء رعايتهم لها، وتخمتها من النكبات والحسرات التي انهالت بسببهم عليها، ولذلك فانها لن تبدي اي اسف عليهم. من هنا نجد ان اي تدخل من خارج الحدود ليغير من مخططات امريكا داخل العراق من قبل هذه الانظمة امر غير وارد، لان الدول المحيطة بالعراق قد رفعت الراية البيضاء منذ امد بعيد، وهم يحذرون امريكا أكثر من حذرهم من الامة بدرجات، لانهم شدوا وثاق شعوبهم بغلظة تامة وشلوا حركتهم واروهم النجوم في وسط الظهيرة في زنازين اشبه بالقبور الموحشة.
ولذا وبسبب هذه الانظمة والقيادات التي تتحكم بها والتي ارتضت التبعية وعشقت الهوان فانه ليس من المتوقع تحرك الجيوش الجرارة لايقاف مهزلة تركيب كرازيات جدد في العراق، وخاصة بعد ان حولها الحكام الى جيوش مهمتها تجريد الحملات تلو الاخرى لكف يد الامة عن اعدائها ولتعليق كل من تحدثه نفسه ولو خلسة على اعواد المشانق والتنكيل به، ليلقن كل صاحب كرامة ومروءة دفعته عقيدته و احاسيسه بآلام امته للبذل والتضحية ليدافع عن امته وليحارب المحتلين المستعمرين المستعبدين لهذه الامة حتى لا يعود الى ذلك "العبث" احد ما!
وهكذا فبدلا من ان تتوحد الامة بتوحيد قواها ومقدراتها لتوقف المهازل التي تتعرض لها على امتداد العالم الاسلامي، وهو امر ممكن لو تسلم امر هذه الامة من يغار عليها ويشفق على حالها وينظر على انه جزء منها يعتنق عقيدتها فيرحم ضعيفها ويرأف بفقيرها ويضع الامور في نصابها، فيسعى الى اسقاط كل الاجهزة والمؤسسات الشكلية التي تكرس الانقسام وتمثل الهزيمة والانكسار، كالجامعة العربية واشكالها، وهكذا يعلن الغاء الحدود المقيتة وفتح البلاد لكل من ينتمي لهذه الامة او يسعى للعيش مع ابنائها ليكتنفه امانها وينعم بالطمأنينة في رباها، ويقف بالفعل لا بالقول للصوص النهار من انكليز وامريكان ليقطع ايديهم عن مدها الى موارد هذه الامة فضلا عن تحريرها وعتقها وتطهيرها من دنس احتلالها، فتنعتق بذلك امة طال زمن عبوديتها، ليربو على القرن من الزمان! بدلا من ذلك كله نجد عساكر اثبتت شدة بأسها في خصومة امتها ودأبت على حرمان الامة من المخلصين فيها بقتلهم وتدميرهم فكانوا بذلك جند وبال عليها لا على اعدائهاا!
وفي ظل هذا الواقع المخزي والمعيب بحق امة ينبغي ان يكون حالها " خير امة اخرجت للناس" لن يكون هناك اي صالح لشعب العراق في حكومة يتم تنصيبها لتكون شرطيا يؤمن مصالح الاحتلال في العراق. ليضاف إلى المشهد العراقي بذلك عقدة هو بغنى عنها. وليكون اولى اولويات هذه الحكومة اعطاء قوى الاحتلال شهادات براءة ذمة مفتوحة لكل الجرائم التي اقترفتها سابقا وسترتكبها لاحقا، وبالتالي فان من يتوهم ان حكومة علاوي العتيدة هي بداية الخير قد جانب الصواب وفقد رشده لان شجرة الغرب الخبيثة لم تنبت للمسلمين يوما سوى ثمارا خبيثة ما زالت الامة تعاني من سمومها ولم تعد تحتمل اذاها.
ولذا جاز لنا التمعن بعد هذا السرد بما سيؤول اليه المصير الذي يتهدد العراق وينتظره اهله بعد تمثيلية تسلم السلطة؟ التي ستجعل من الشرطة العراقية والجيش العراقي الجديد رأس حربة لمطاردة ابناء العراق، ليقف وجها لوجه امام الذين وهبوا انفسهم لطرد الاحتلال وأبوا الاستسلام لمغتصبي المال والارض والعرض. وبذلك يكون الامريكان والانكليز قد نأوا بأنفسهم عن وضع جنودهم في فوهة المدفع ليثبتوا بذلك امرا طالما رددوه ان ما يحدث في العراق ما هو الا حرب اهلية بشرونا بها حتى قبل ان يتمكنوا من الفتك بنظام صدام حسين، حربا يقتل فيها العراقيون اخوة لهم ليتحول العراق الى بلقان يصبح معه وجود امريكا شرطا لوقف نزيف دمائه!
_________________منقول ___________________
فماذا يعنى هذا الكلام ؟
دمتم بخير
ودام الود بيننا