من أطاع هواة باع دينه بدنياه
سقط الاتحاد السوفيتي
وهدم جدار برلين
وأصبح للشرطي الاميريكي اليدُ
الطولي من بنما حتى بغداد وكابل وجاكرتا . . .
فى النموذج الأمريكي _ الذى يمثل رمزُ السيادة المقلوبة _ إشارة إلى تجار المبادي التى راجت
على مستوى الدوال . . .
ثم لم تنج منها المنظمات . . . ولم يسلمُ الأفراد ، وبها اتنقل كثيرون من الظل الى الشمس
وأفترش الورد طريق القبح ، وبدا الخصبُ حيث الجدب وليس فى الأفق مطر . . .
ولعمومية هذه التجربة ارتاب الناس فى الواجهات . . .
وربما صحفوا الحقائق . . .
وتآمروا فى دواخلهم على كل أنجاز فغلّبو الظن السيء
وفاحت رائحة المؤامرة حتى زكمت الأنوف . .
وعاد منطق ( أبي الطيب ) مرة أخرى :
وصرت أشك فيمن اصطفيه لعلمي أنه بعضُ الأنام
لم يعد أحدٌ يثقُ بأحد . . .
وبدا الأصلُ الرداءة . . .
والطهارة هى الاستثناء . . .
ــــــــــــــــــــ
يقف الناس مرددين أمام الصًّيغ الرسمية لقراءة حدث أو إحداث قراءة . . .
فقد اعتادوا على التفافها على الحقائق . . .
واختار المتابعون منها وبينهما دون ان يحتاجوا إلى البحث عن وسائط خارجية . .
لم يعد الأنسان العربي هذا السلوك الذهنيّ ( المتذكي ) إلا حين أفاق من غيبوبة التصديق الأعمى فقد عرف له أنغام الانتصار وهو مهزوم وتهيات له ألوان الفرح وهو كئيب وظن إثماً أنه يعيش ضمن أمة واحدة ذات رسالة خالدة فتشظت الأمة إلى دويلات . . .
والدويلات إلى أقاليم
والأقاليم إلى فرق
ولم يستطع قراءة الرسالة
لأنة لايرها بياناً أو عياناً
ولم يعد يعنيه خطابٌ يرسم افقاً فبحث عن أفاقٍ تغيب عنها الخطب
كنا جيلاً ولد فى الهزائم وعاش الأوهام
ونام على أحلام المجد المؤثّل . . . .
ولم يفق بعد . . .
ورغم اختلاف دوافعهما بين من يحارب المستعمر بذاته
ومن يستعَدي علية بمثله . . .
فإنهما يرسمان _ اليوم _ الطريق التى افترقت فيها
الملَل والنِّحل
فبدونا بمجملنا_ أصداءِ صوت شاحب . . .
أو شحوبَ صوت صاد فلا أولاءِ عبروا
ولا أولئك أعتبروّا. . .
غادرنا وجه الأمس
واستقبلنا دجى الرمس
وبتنا حيث لا مأوى . . .
وأوينا فإذا بنا لا نستطيع حتى النجوى . . . .
فى القرن السادس الهجري بعث ( القاضى الفاضل ) إلى ( صلاح الدين ) برسالة يصف فيها أوضاع الناس : ( . . . ليس لك من المسلمين كافة مساعد إلا بدعوة ، ولا مجاهد لا بلسانه ، ولا خارج معك إلا بهم ولا خارج بين يدك إلا بأجرة ، ولا قانع منك إلا بزيارة تشتري منهمك الخطوات شبراً بذراع ، وذراعاً بباع تدعوهم إلى الله وكأنما تدعوهم لنفسك ، وتسألهم الفريضة وكأنما تكلفهم النافلة وتعرض عليهم الجنة وكأنك تريد أن تستاثر بهم دونهم . . . ! )
وإذا السياق التاريخي ذا دلاله فإن هواجس ( الثروة ) قد ظلت العامل الأكثر تأثيراً فى توجه الحراك المَجتمعي . . .
فلم نعَدم على المدى نماذج تمارس قضاياها بأساليب المرابحة غير الشرعية لتربو أموالها
واحوالها بقدار ما يبيعون من كرامةِ الأمة وكرامةِ الذات . . . !
وفى أيامنا مشاهدُ صاخبة من الحركة التجارية الضخمة التى أحالت السيوف والكفوف . . .
والأقلام والأفهام . . .
والأعلام والإِعلام إلى مواطئ للأقدام . . .
يتهافت على ( سومِها ) الباحثونَ عن الشهرة
والوجاهة والغنى . . . !
التجارةَ الخاسرة تقود إلى إفلاس
وإثراء المفكر غير المشروع فقرٌ للفكر المشروع والأمة تهوي إلى القاع كلما ارتقى المزايدون القمة. . . !
القيم بلا ثمن . . . !
عذراً على الاطاله ولكن جوهر الموضوع هو من
نزف بقلمي
أخوك / شطرنج