نوره فتاة عمرها 17 سنه تعيش فى القريه التى تبعد عن المدينه 300 كيلو متر تعيش مع أهلها فى سعاده وهناء تقوم قبل آذان الفجر بساعه وتبدا مراسيم تحضير طعام الإفطار لاهلها وتوقظ اخواتها من النوم وتبدأ الأصوات تعلو فى المنزل الكبير لانهم يعيشون داخل مزرعتهم الكبيره ورويدا يصحوا كل من فى البيت ويتبادلون تحيه الصباح ويقبل الابناء رأس ابيهم وأمهم بكل احترام ووقار ويذهب الابناء مع ابيهم لأداء صلاة الفجر وتقوم الأم مع بناتها بتجهيز الفطور وتجتمع العائله كلها حول الاب والأم ويتبادلون السوالف والنقاش حول امور البيت والمزرعه والألفه والمحبه تسودهم ابو فلان بنته بتتزوج وابو فلان ولده مريض ويجب ان نزورهم وام فلان رجعت من المدينه بعد ان قضت كم يوم عند ابنتها وهكذا هى أحاديثهم عن الزيارات وصله الرحم الصغير يحترم الكبير وكل واحد فى الاسره يعرف واجباته ويبدأ يوم جديد للاسره وتكلم الاب قائلا سوف اذهب الى المدينه لان أخى مريض ويجب ان أزروه فسكت الجميع ونظروا للاب وقالو بصوت واحد سوف نذهب معك لزياره عمنا المريض فوافق الوالد وقال سوف اتصل على أخى وابلغه بأنى سوف ازوره وبدا الاستعداد للذهاب للمدينه والبنات فى غايه السعاده لانهم سوف يذهبن للمدينه وسوف يقابلن بنات عمهم وكانت نوره اكثرهن سعاده لانها سوف تقابل ريم ابنه عمها التى مضى وقت طويل لم تشاهده فيها وتحركت السياره بهم نحو المدينه بعد ان أخذوا معهم بعض من انتاج مزرعتهم من الخرفان والخضروات ويمموا صوب المدينه وشيئا فشيئا بدات تظهر لهم معالم المدينه صخب وسرعه عاليه والأاب يتصبب منه العرق خوفا من خروج شاب طائش او سائق ارعن وأخذ يمشى بهدوء واصوات المنبهات تصم اذنيه وهو يركز على طريقه لكى لايضيع الدرب منه ولا يعرف بيت اخيه ووصلوا الى بيت العم بعد رحله طويله واوقف الاب السياره بجوارالجدار وفجاه خرج عليه احد الشباب وصرخ فى وجهه قائلا انت يالشايب ابعد سيارتك عن الجدار فاعتذر الاب وابعد السياره وهو يتحسر على اسلوب الشاب وطرق الباب وفتح له السائق الهندى قائلا ايس فيه فرد الاب قائلا اين ابو محمد فقال الهندى استنى شويا ودخل وأغلق الباب فى وجه الاب وانتظر الاب بضع دقائق وفتح الباب فاذا به محمد قائلا اهلين عمى كيف حالك متى وصلتو وكان نصفه نائما علما بان الساعه كانت الثانيه عشر ظهرا اقلطوا ادخلوا وكانت عينه مركزه على السياره ومن فيها من النساء غير عابئ بعمه حتى انه لو يقبل راس عمه او يده على الاقل ودخل الجميع وتبادل الاب التحيه مع اخيه والنساء مع النساء وكانت اكثرهن سعاده نوره حيث احتضنت ابنه عمها ريم واخذتها فورا الى غرفتها الخاصه وكادت نوره تسقط عده مرات لانها لم تتعود المشى على الرخام الاملس الذى تنعكس صورتك فيه من شده لمعانه ودخلت الى غرفه ريم ودهشت نوره من حجم الغرفه حيث انها توازى مساحه نصف بيتهم الريفى وكانت مليئه بالصور والمجسمات والزهور وكانت نوره فى غايه الحرج وهى تشاهد ملابس ريم الفاضحه لك جسمها وسكتت
وهكذا جرت الامور وعند حل وقت صلاه العشاء اخذ الاب يبحث عن ابنائه ليحثهم على الصلاه ودخل الى ملحق ابناء اخيه فوجد ابنائه فى حاله من الذهول وهم يشاهدون التلفاز ويبلعون فى ريقهم من الدهشه وهم يشاهدون عروض الازياء وصور الفتيات منظر لم يألفوه من قبل ولكنهم سمعو به وقال الاب لهم بكل حنان حيا على الصلاة وكررها اكثر من مره واستجاب اولاده لندائه اما محمد فكان غارقا فى مشاهده التلفاز وناداه العم حي على الصلاة يامحمد فرد عليه محمد قائلا تراك ازعجتنا ياعم خلاص اذهب وسوف الحق بك فخرج الاب على مضض وهو يدعوا له بالهدايه وانقضت الصلاه ورجع الاب مع اولاده وفى طريق العوده حدث الاب اولاده قائلا سوف نعود الى القريه فقلد جد طارئ هناك ويجب ان نعود وابلغ الاب اخاه برغبته فى العوده واخذ الاب اولاده ورجع الى قريته قائلا الحمد لله الذى وفقنى الى تربيه ابنائ ،،،،
كنت اود ان اكتب الكثير مما حدثنى به عمى الرجل المقعد الكبير فى السن بعد ان زرته فى بيته بعد ان هجره ابناؤه وتركوه فى المنزل وحيدا بعد وفاة زوجته ام ابنائه وكانت السوالف ممتعه وشيقه قال الكثير وخرجت الكلمات من فمه وكلها اسى وحسره على ايام قضاها فى القريه وكان يردد حسبنا الله ونعم الوكيل
خلاصه :
الحياة تغيرت مع التطور واندثرت بعض القيم والاخلاق فى مجتمعنا البنت اصبحت عارضه ازياء والولد اصبح ينافس البنت فى ملابسها وقصات شعرها صله الرحم وزياره الاقارب اندثرت وحل محلها رسائل الجوال اصبحنا نشاهد بعضنا فى المناسبات وحفلات الزواج او فى ايام العزاء فقط اين الايام الجميله كنا نحضر المناسبات التى تقام فى الحاره كنا نجتمع فى الشارع وكل بيت يساهم فى احضار طعام العيد والله انها كانت ايام جميله كانت المرأه تخرج لشراء حاجياتها كانت بمأمن من النظرات الفضوليه اين تلك الايام اياترى هل تعود
شكرا لمن قرأ هذا الموضوع وفهم مقصدى
منقووووووووول