الموضوع: أنين الروح
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2004, 09:52 PM   رقم المشاركة : 6
جنائن روح
( ود جديد )
 





جنائن روح غير متصل

الحب إكسير حياة القلوب ،وسر عطائها وشقائها ... له رحلةٌ محطاتها تبدأ بإعجاب ،وتنتهي بالتهاب .
تبدأ رحلته تدريجياً ببث سمه اللذيذ في الجسد ، وتبدأ معه رحلة الخدران الشهيرة للعقل ..فلا شيء يعمل بعدها سوى القلب ، وباقي الجسد خدمٌ لهذا العاملِ المعمولٌ به !!
تبدأ الرحلة –كما قلنا- بإعجاب ، يتلوه انبهار ، يتلوه تفكير هو آخر العهد بزيارة العقل ، ثم تبدأ المشاعر تفوح معلنةً ميلاد حب .
وبدايات الحب هي أعذب محطاته على الإطلاق .. حيث دفقة عبير الروح الأولى والقوية إلى سائر أنحاء المشاعر ..وحيث الوجود جميلاً لأنك صرت جميلاً ..فتزدان حينها الأخلاق ..وتتهذب الألفاظ .. لا حباً في الجميع ..ولكن تذكراً للذةٍ ما زال طعم شهدها على شفاهنا ..فمرت كلماتنا بهذا الشهد فصارت حلوة المذاق ، يطعمها معنا الجميع ..ولسان حالهم : صار فلانٌ خلوقاً .. وما علموا بأن فلاناً صار عاشقاً !!
لكن هذه العذوبة يتلوها عذاب .. فكل أنس ليس فيه هذا الحبيب ما هو إلا وحشة في نظر المُحب ..وكل اجتماع بسواه ما هو انفراد .. وكل لقاء بغيره شبيه بعزاء !!
وصارت الدنيا في كفة ..وذاك البسيط في كفة أخرى .. ولسان حال المشغوف يقول ويردد : -

فليتك تحلو والحياة مريرةٌ *** وليتك ترضى والأنامُ غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ ***وبيني وبين العالمين خراب

هكذا هي المعادلة إذاً !!
على أن نتائج هذه المعادلة تختلف من شخصٍ لآخر ،بحسب حالة الإدمان ، وقوة العزيمة ..فهذا عاشق لم ينته يأسه ، يقول عن أمله الغريب : -
إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم *** في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
وإن كنت أرى هذا البيت لا يصح إلا لحبيبنا عليه الصلاة والسلام ..وغفر الله لابن زيدون هذا التجاوز !!
وآخر عاشق قد أعلن أنه قد تعزى ..لكنه عزاء أيضاً على طريقة العشاق ..يقول : -
فيا حبها زدني جوىً كل ليلةٍ ** وياسلوة الأيام موعدك الحشر !!
وأما ثالث الأثافي ..فيقال له : -
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر *** أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ !!

عموماً .. لو تتبعنا ردود الأمصال ضد هذا السم اللذيذ لطال بنا المقام .. وحسبك من القلادة ما أحاط العنق !!

جنائن روح .






التوقيع :
لأجل عينيك ؟ !!