وضع رفيقي البندقية قبالة وجهي..أخذتُ اقترب منها..الصقتُ شفتّي بالفوهة..ابتدأتُ اضغطْ،
احسستُ برطوبة المعدن مددتُ لساني داخل
الفوهة ورفيقي يرقبُني بفرح..
عند النشوةِ أُطلقْ..
تراجعتُ..عمَّدتُّ البحر بدمي
حيثُ الرحيل في الصبحْ
رفيقي يضحكُ
وتكبرُ الضحكةُ
وأنا ارحلُ بدأ، وجههُ يكبر
يتحول خبزاً..انتصاراً
ويكبرُ
..يكبرُ
يغدو متراساً للعرب!
عندما التقيتهُ خلفَ القضبان..قلتُ له
زنزانتي تواجهُ زنزانتك..هذه المرة
لن يكون هناك البحر..!؟
طلبت منه قبل ان اتحرر..ان يدير ظهرهُ للجدار
ان يلتصقَ به.
ان يتداخل والزنزانة..
اذعنْ!
مددتُ يديَّ نحوه..حاولت الاطلاق
قال: التصقْ بالجدار..ففعلتُ، تداخلت
الزنزانة المواجهة. مد يده نحوي وقال:
ان تكون في الزنزانة المواجهة افضل من
ان تكون عارٍ...
تعانقنا في قهر الرحيل
وجاءتْ الموجةُ في الصباح تحملُ صوتَ فيروز
(ردني الى بلادي)
ذبنا فيها وتحولنا الى خيطٍ من الدم في
مُثلث (علم المقاومة والانتفاضة)
تركتهُ ورحلتُ ووعدته ان أعود شهيدا.