نائب صارم للرئيس 1968-1979
أجرى صدام حسين، بصفته نائبا للرئيس أحمد حسن البكر، إصلاحات واسعة
النطاق وأقام أجهزة أمنية صارمة.
وقد أثارت سياسات كل من صدام والبكر قلقا في الغرب. ففي عام 1972،
وفي أوج ذروة الحرب الباردة، عقد العراق معاهدة تعاون وصداقة أمدها
15 عاما مع الاتحاد السوفيتي. كما أمم شركة النفط الوطنية، التي تأسست
في ظل الإدارة البريطانية، والتي كانت تصدر النفط الرخيص إلى الغرب.
وقد استثمرت بعض أموال النفط عقب الفورة النفطية التي أعقبت أزمة
عام 1973، في الصناعة والتعليم والعناية الصحية، مما رفع المستوى
المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.
وفي عام 1974، ثار الأكراد في الشمال بدعم من شاه إيران الذي تؤيده
الإدارة الأمريكية. وقد دفع الصراع الحكومة العراقية إلى طاولة المفاوضات
مع إيران، إذ وافقت على تقاسم السيطرة على شط العرب ـ الممر المائي
الواقع جنوبي العراق وجنوب غربي إيران. مقابل ذلك أوقف شاه إيران
تقديم الدعم المادي للأكراد في شمال العراق مما مكّن النظام العراقي من
إخماد الانتفاضة الكردية.
وقد تمكن صدام حسين من إحكام قبضته على السلطة من خلال تعيين
أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومية المهمة، بالإضافة إلى مراكز
التجارة والأعمال.
وفي عام 1978، أصبح الانتماء إلى أي من أحزاب المعارضة جريمة يعاقب
عليها القانون العراقي بالإعدام. وفي العام التالي أجبر صدام حسين المهيب
أحمد حسن البكر على الاستقالة-السبب الرسمي للاستقالة هو لأسباب صحية-
وتولى رئاسة البلاد.
وقد أقدم صدام على إعدام العشرات من منافسيه في قيادة الحزب والدولة خلال
أيام من وصوله إلى الرئاسة.