[^ مشاعـــر ^]

تك تك تك .......... رنين .......... ......... رنين ........... ........ رنين ............ الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل - 2004 – يقولون انها سنـة جديـدة وما حدث منذ خمس دقائق مضت صاروا يطلقون عليه احداث العام الماضي !!! تك تك تك العقارب وقفت فوق بعضها والعالم يصرخون يطلقون الالعاب النارية يحتفلون والكل يهنئ ويصافح يقول لك "كل عام وانت بخيـر " ...........!!! وفي غمرة جموع المحتفلين والمهنيئن تذكرت من غاب ومن رحل ومن اصبحنا هوامش في حياتهم بعد ان كنا الانفاس والنبض تذكرتهم وحلقت بذاكرتي الى مدنهم او بالاحرى المدينة التي بنيتها في خيالي لهم حيث الحدائق والبساتين والاعمدة المنيرة بقناديل من فضة وقوراب من عسجد ولآلئ كلفتني هذه الخامات ثروة هائلة من الثقة والمحبة والاخلاص اقف اليوم على اطلالها صخور متكسرة ومبانٍ مهدمة اكل عليها الدهر وشرب أولسنا في عامٍ جديد يبدو ان الاحبة يتغيرون تماماً كما نغير لباسنا ونشتري غيره ........ فيكون مصير القديم اقرب سلة للمهملات !! . . . مهلاً هناك من يريد ان يحتفل معي في هذه المناسبة التي صارت عظيمة منذ خمس دقائق فقط حينما وقف العقرب الاكبر فوق الاصغر على الرقم (12) !! دعوني اوشوش له واهمس ((كل عام وانت بخير يا قلبي)) مساء الورد مساء الخير مساء ارق من الندى على ورق البنفسج . . . بعد ان انتهت التهنئة سازيح اناملي عن صدري لتمسك القلم وتكمل هذه الهلوسات . . . رومانسيات رومانسيات رومانسيات الكل يكتب عن الحب والعشق وصرنا نتناسى القضايا الاساسية ترى هل لأننا نتهرب من الواقع الدامي فنحيط انفسنا بهالة من المثالية الهائمة في بحور العشق فننثر الورد الاحمر وننشر العطر الفرنسي في الاجواء ونشعل الشموع ونطفئ الانوار الصارخة ليتحول الامر برمته الى جلسة شاعرية مع الطرف الاخر الذي في معظم الاحوال يكون وهمياً خيالياً نصطنعه نحن في عقلنا الباطن فنهيم نطير نسبح في السحاب ثم . . . فجأة ومن غير مقدمات نبكي ننتحب ونحزن ونطلق على انفسنا ((القلب الحزين)) نتكسر نتحطم الى اشلاء صغيرة نتمنى لو اننا لم نتخيل ونمد ايدينا نحو سراب لنحظى بلحظة لذة كنا نعرف بقرارة انفسنا قبل خوضها اننا سوف نندم ونجثو على ركبنا صارخين عاتبين غباءنا ولكن لا تنسوا اننا بشر ولم انسى انا ايضاً ان لقلبي علي حق لذا ((كل عام وانت بخير يا قلبي)) !!!! . . . تناقض مقيت تحياتــــــــــــــــــــــــــــــي