الموضوع: أهمية النقد
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2002, 08:41 AM   رقم المشاركة : 1
طيبي يوسف
( ود جديد )
 







طيبي يوسف غير متصل

أهمية النقد

إشعاع أول: إن النقد ملكة راقية جدا ، والتقليد ملكة شائعة جدا.
إشعاع ثاني: إن نقدنا لذواتنا لا يبدأ بوعي الآخر بل بوعي الذات. المفكر الرائد مالك بن نبي – من أجل التغيير-
إشعاع ثالث: إن دخول الجنة دشنها آدم باعترافه بالخطأ، من خلال عملية نقد ذاتي قاسية " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ". د. خالص جلبي.
الملاحظ أن حركة النقد لدى الشعوب النامية ضعيفة وسوقه كاسدة أو راكدة. مع أن القرآن الكريم يشدد على ممارسة النقد
ويولي أهمية قصوى امراجعة الفرد والجماعة لفكرها ومسارها، مضافا إلى تأكيد القرآن علة مراجعة وتقويم دعوات الأنبياء، عليهم السلامم، وتشخيص سلوك المجتمعاتالغابرة ومواقفها، غير أن النقد كنظرية وممارسة من الأبعاد الغائبة في فكرنا اليوم، عللاىالرغم من كل المنعطفات والإنكسلرات التي منينا بها..
وتنبع ضرورة النقد من أن البشر لا يستطيعون حيازة الكمال دفعة واحدة ، ومهما كانت خبرتنا واسعة فإن تصوراتنا تحتاج إلى نوع من التمحيص والتدقيق، وليس ثمة أفضل من الممارسة والتطبيق لتحقيق ذلك، والممارسة سوف تسفر عن نتيجة ، والنتيجة هي الحكم العددل على صحة التصورات التي بنينا عليها. والعمل الذي علينا أن نقوم به بعد ذلك هو النقد والمراجعة واختبار المفاهيم والتصورات. وهذا وذاك يجعلان الحاجة ماسة إلى مساوقة الأعمال النقدية للأعمال حتى تستمر آلية الترقي والتطوير . وليكون النقد كالظل للبناء.
والنقد مظهر من مظاهر استيقاظ الوعي، وهو دليل على يقظة وانتباه المجتمع لواجباته ومسؤولياته، كما أن وجوده يصيب القصور الإجتماعي الذي يصيب الأمم في أيام الإنحطاط والتدهور. ويعني النقد قدرته على تجاوز النماذج الشائعة ، وهو الذي يحدد الأبنية الفكرية ، حين يصقلها . ويجعلها في حالة من التوهج والإشعاع.
إن النقد يبلور معرفتنا بذواتنا وأصولنا ، وإن كثيرا من الأفكار تظل غائمة ومعتمة مالم تتعرض للنقد والحوار ، ثم إن النقد يوفر لنا بيانات كثيرة ، نحن بأمس الحاجة إليها ، إذ إن الإنسان يحب الوضوح، ويحب العمل في أجوائه، والنقد من المصادر المهمة لذلك.
ويلاحظ أن النقد لدينا يوجه إلى الأشخاص، وفي أحسن الأحوال إلى المواقف ، مع أن النقد ينبغي أن يوجه إلى الثقافة السلبية التي تمثل الدوافع والحوافز والفضاء النظري للموقف المنتقد. والبعث على ذلك هو طلب السهولة في عملية النقد ولبتقويم ، حيث إت تقد الثقافة من أشق الأعمال ، فنحن نضيق بالنقد ،لأنه يتطلب منا أن نرفع وتيرة جهدنا ، أو تغيير عادات ألفناها، وقد يتهم من يفعل ذلك بالتآمر وزرع الإحباط.. وما ذلك إلا لمشقة التغيير على النفوس، وإلا للإعتزاز رالرأي والثقة المبالغ فيها بالنفس. ومن مشكلاتنا في هذا الباب أننا لم ننجح فب الفصل بين القضايا موضع النقد وبين الجوانب الشخصية ،فنعتقد ان نفد الفكرة هو نقد لصلحبها، فنحجم عن نقدها، حتى لا نخسر العلاقة الحميمة مع صاحبها، على الرغم من أن تراثنا مفعم بالمواقف النقدية بين القرباء والأصدقاء والتلامذة وشيوخهم..
ومما اضعف حركة النقد لدينا ادعاؤنا الدائم للكمال وتمجيد الذات والخلو من المشكلات.
إن كثيرا من الأخطاء والخطايا التي نقع فيها، ليس مصدرها الجهل، وإنما مصدرها الهوى والرغبة في تحقيق المصالح الخاصة ، ولقلة ممارسة النقد والمراجعة لدينا فإن قليلا من الأفكار لدينا يصمد إذا تناوله أي نقد سطحي .
إن المشكلات التي تحيط بنا لا تتبخر بالتجاهل، ولكنها تتراكم وتتفاعل، لتظهر في صورة انفجارات اجتماعية تذهب بالصالح والطالح. وعلى كل حال فلن يكون هناك اسوأ من تالرضا عن الحالة الراهنة والإطمئنان على ماتم إنجازه دون شعور أكيد بضرورة الرقي نحو الأفضل بصورة مستمرة، وذلك: إما أن نقبل بالنقد – المشروع- وإما أن نصير إلى التأسن والركود أو الإنهيار.
ــــــــــــــــــ
يمكن النظر في هذه الكتب للإطلاع أكثر:
-النقد الذاتي/د. خالص جلبي
-نقد العقل العربي/د. محمد عابد الجابري
-نقد العقل الإسلامي/د. محمد أركون
-اغتيال العقل/ د. برهان غليون
-إعادة تشكيل العقل المسلم/د.عماد الدين خليل
-أزمة العقل المسلم/د. عبد الحميد أبو سليمان







التوقيع :
ليس لمصباح الطريق أن يقول:" إن المكان مظلم "،إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول :"هأنذا مضيء".