عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2017, 04:50 AM   رقم المشاركة : 9
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

العلامة الثالثة: مداومة الذكر والاستغفار:
فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله،وقد أمر الله - عز وجل - نبيه بمداومة الذكر والاستغفار، فقال - سبحانه-: "فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ" [غافر: 55].
ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا أيها الناس! توبوا إلى اللَّه؛ فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة"(أخرجه: مسلم).
إنَّ مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات الافتقار إلى الله – تعالى-، فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وحاجته وعجزه، ويمتلئ قلبه مسكنة وإخباتاً، ويرفع يديه تذللاً وإنابة؛ فهو ذاكر لله _تعالى_ في كل شأنه، في حضره وسفره، ودخوله وخروجه، وأكله وشربه، ويقظته ونومه، بل حتى عند إتيانه أهله، فهو دائم الافتقار إلى عون الله _تعالى_ وفضله، لا يغفل ساعة ولا أدنى من ذلك عن الاستعانة به والالتجاء إليه.
ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه، ولا يطمئن إلى حوله وقوته، ولا يثق بماله وجاهه وصحته، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه: "اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"( أخرجه: أحمد،).
إنَّ حمد الله _تعالى_ وشكره، والثناء عليه بما هو أهله، مع الاعتراف بالذنب والعجز؛ يعمّر القلب بالنور، ويوجب له الطمأنينة والسعادة، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم عندما قال: "إن في القلب خلة وفاقة لا يسدَّها شيء ألبتة إلا ذكر الله _عز وجل_، فإذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له؛ فهذا هو الذكر الذي يسدّ الخلة ويغني الفاقة، فيكون صاحبه غنياً بلا مال، عزيزاً بلا عشيرة، مهيباً بلا سلطان، فإذا كان غافلاً عن ذكر الله - عز وجل - فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته"( أخرجه: أحمد،).






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار