قصة المرأة والفقيه
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-
لعن من تغير خلقتها من النساء،
فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.
فذهبت إليه، وسألته عن ذلك،
فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهو في كتاب الله.
فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله
لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.
وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا،
فقال للمرأة: أما قرأت
قول الله تعالى :
{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
أجابت المرأة: بلى،
فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.
قصة الحق والباطل
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له:
ما تقول في الغناء ؟ أحلال أم حرام ؟
فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام .
فقال الرجل: أحلال هو؟
فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.
ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.
فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: يكون مع الباطل.
وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .
قصة السؤال الصعب
جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟
فقال الشافعي: كتاب الله.
فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟
قال: سنة رسول الله.
قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟
قال: اتفاق الأمة.
قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟
فسكت الشافعي،
فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام.
فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر.
وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس.
فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات،
حتى هداني الله إلى
قوله تعالى:
{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }
فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح
أدخله الله النار، وساءت مصيرا.
فقال الشيخ: صدقت