عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2014, 04:29 AM   رقم المشاركة : 12976
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور





يـحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم
رجل في العالم‏..‏ مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة
جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم
جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏ أنصت الحكيم
بانتباه إلى الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة
داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏ و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى
ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ امسك بهذه الملعقة في يدك طوال
جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏ .‏



أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه على الملعقة‏..‏
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏
الحديقة الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..
‏ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم يرى شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب
نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏ فقال الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏..
‏ فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران‏..‏
شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه
بالتفصيل ما رأى‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..‏
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له الحكيم‏:‏



تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن
تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏



فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن
بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏




نـَـَـَـَـَـَـآلتْ إعجآبيْ

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس