عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2013, 03:41 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


وقوله :
{ أَنْكَاثًا }
[ النحل : 92 ]
أي : أنقاضاً ،
{ تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
أي : خديعة ومكراً
{ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
أي :تحلفون للناس إذا كانوا أكثر منكم ليطمئنوا إليكم ،
فإذا أمكنكم الغدر بهم غدرتم ، فنهى اللّه عن ذلك لينبه بالأدنى على الأعلى .
قال ابن عباس :
{ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
أي:أكثر ،
وقال مجاهد :
كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز ،
فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون أولئك الذين هم أكثر وأعز فنهوا عن ذلك .
وقوله :
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ }
[ النحل : 92 ]
قال ابن جرير :
أي : بأمره إياكم بالوفاء بالعهد
{ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
فيجازي كل عامل بعمله من خير وشر.
v تفسير الجلالين
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ } :أفسدت ,{ غَزْلَهَا } :ما غزلته ,
{ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ } : إحكام له وبرم ,
{ أَنْكَاثًا } : حال , جمع : نكث وهو ما ينكث , أي :يحل إحكامه
وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طوال يومها ثم تنقضه ,
{ تَتَّخِذُونَ } : حال من ضمير ,
{ تَكُونُوا } :أي : لا تكونوا مثلها في اتخاذكم
{ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا } :هو ما يدخل في الشيء وليس منه أي :فسادا أو خديعة ,
{ بَيْنَكُمْ } : بأن تنقضوها , { أَنْ } :أي : لأن , { تَكُونَ أُمَّةٌ } :جماعة ,
{ هِيَ أَرْبَىٰ } : أكثر ,{ مِنْ أُمَّةٍ } : وكانوا يحالفون الحلفاء ,
فإذا وجد أكثر منهم وأعز نقضوا حلف أولئك وحالفوهم
{ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ } : يختبركم ,{ اللَّهُ بِهِ } :أي :بما أمر به من الوفاء بالعهد
لينظر المطيع منكم والعاصي أو يكون أمة أربى لينظر أتفون أم لا ,
{ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
[ النحل : 92 ]
في الدنيا من أمر العهد وغيره بأن يعذب الناكث ويثبت الوافي.
v تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
يَقُول تَعَالَى
ذِكْره نَاهِيًا عِبَاده عَنْ نَقْضِ الْأَيْمَان بَعْد تَوْكِيدهَا , وَآمِرًا بِوَفَاءِ الْعُهُود ,
وَمُمَثِّلًا نَاقِض ذَلِكَ بِنَاقِضَةِ غَزْلهَا مِنْ بَعْد إِبْرَامه وَنَاكِثَته مِنْ بَعْد إِحْكَامه .
وَلَا تَكُونُوا أَيّهَا النَّاس فِي نَقْضِكُمْ أَيْمَانكُمْ بَعْد تَوْكِيدهَا
وَإِعْطَائِكُمْ اللَّه بِالْوَفَاءِ بِذَلِكَ الْعُهُود وَالْمَوَاثِيق .
{ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
يَعْنِي : مِنْ بَعْد إِبْرَام .
وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة يَقُول :الْقُوَّة : مَا غُزِلَ عَلَى طَاقَة وَاحِدَة وَلَمْ يُثْنَ .
وَقِيلَ : إِنَّ الَّتِي كَانَتْ تَفْعَل ذَلِكَ اِمْرَأَة حَمْقَاء مَعْرُوفَة بِمَكَّة .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :16512 –
* حَدَّثَنَا الْقَاسِم
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج .
عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن كَثِير :
{ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ }
[ النحل : 92 ]
قَالَ : خَرْقَاء كَانَتْ بِمَكَّة تَنْقُضهُ بَعْد مَا تَبْرُمهُ . 16513 –
* حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى
قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر ,
عَنْ اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ صَدَقَة , عَنْ السُّدِّيّ :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ }
[ النحل : 92 ]
قَالَ :هِيَ خَرْقَاء بِمَكَّة كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلهَا نَقَضَتْهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ :إِنَّمَا هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لِمَنْ نَقَضَ الْعَهْد ,
فَشَبَّهَهُ بِامْرَأَةٍ تَفْعَل هَذَا الْفِعْل .
وَقَالُوا :فِي مَعْنَى نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة , نَحْوًا مِمَّا قُلْنَا .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :16514 –
* حَدَّثَنَا بِشْر
قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله :
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا }
فَلَوْ سَمِعْتُمْ بِامْرَأَةٍ نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد إِبْرَامه لَقُلْتُمْ : مَا أَحْمَق هَذِهِ !
وَهَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه لِمَنْ نَكَثَ عَهْده . 16515 –
* حَدَّثَنَا الْقَاسِم
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد :
{ وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْد قُوَّة }
[ النحل : 92 ]
قَالَ :{ غَزْلهَا } :حَبْلهَا تَنْقُضهُ بَعْد إِبْرَامهَا إِيَّاهُ وَلَا تَنْتَفِع بِهِ بَعْد .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس