عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2013, 04:50 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


وقال الضحاك عن ابن عباس :
ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .
وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل
نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ ، وفيها الجواب على القسم الثاني
من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة
من فرعون الطاغية .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي :
هناك آية في القرآن تتضمن
قول الله سبحانه وتعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }
إلخ الآية ، والآية الأخرى تتضمن
قوله تعالى
{ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ }
{ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }
وهناك آية أخرى
وهي قوله تعالى
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ
إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}
إلخ الآية ، وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى
{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ }
إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون
كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع
آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .
فأجابوا :
أولاً :
قال الله تعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ،
وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها
برسول الله صلى الله عليه وسلم
وللآية معنيان :
الأول :
أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون
، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ،
والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون
ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية
والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
والمعنى الثاني :
أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات
والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ،
والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ،
والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه
ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .
ثانياً :
قال الله تعالى
{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
ومعنى الآيتين :
أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له
وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك
من قوله تعالى له
{احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}
فقال :
{فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي }
وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت
{أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ }
أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء
مَن آمن مِن أهلك ، بدليل الاستثناء
في قوله تعالى
{إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ }
ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله :
{يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}
وبيَّن ذلك بقوله
{ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }
لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ،
وإن كان ابناً له من النسب ،
قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم :
" ما زنت امرأة نبي قط "
وهذا هو الحق ، فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة
ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة /
رضى الله تعالى عنها و عن أبيها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً
يُتلى إلى يوم القيامة .
ثالثاً :
قال الله تعالى :
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا }






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس