عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-2013, 04:39 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

أي :

ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب ،

والانقياد التام ، ثم لم يدوموا عليه ، ولم يثبتوا ؛ بل طال عليهم

الزمان ، واستمرت بهم الغفلة ؛ فاضمحل إيمانهم ، وزال إيقانهم ،


{ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }

فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تُذَكَّر بما أنزل الله ،

وتُنَاطَق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فإنه سبب لقسوة

القلب ، وجمود العين .

إنه ليس عتاباً فقط بل تحذير ألا يقع المؤمن في التقاعس عن

الاستجابة لله ورسوله ، وفي الآية بيان أن ما يحصل من قسوة

القلوب ، وعدم استجابتها لعلام الغيوب ؛ هو الفسوق والتمرد عن

طاعة الله - جل وعلا ،


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ؛ واستبطاء للاستجابة

الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله ؛

فبعث فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوها إلى الإيمان

بربها ، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛

وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .


عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور

بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق

بجلال الحق من الروعة والخشية ، والطاعة والاستسلام ،

مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }

وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ

والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين

يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين

حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق :

{ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ

فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس