عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2013, 12:54 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

( الجزء الثالث )
خافت العروس واضطربت عندما سمعت الصوت قادماً نحوها ويقترب أكثر
فكرت ماذا يمكنها أن تفعل لتتدارك ردة فعله ونظرات التهديد التي رأتها في عيونه الغاضبة وهم يتناولون الشاي ...!
فقامت سريعاً وفتحت حقيبة الملابس لتلبس أي شيء يُنقذها من غضبه المُدمر
ويجعلها بعينيه امرأة أخرى لا تشبه تلك التي أغضبته

جعلت تنظر إلى هذا القميص وهذا واحتارت في الاختيار
لكنها قررت سريعاً أن ترتدي قميصاً قصير جداً ولونه أحمر , لأنها سمعت من أمه أن رجالهم يحبون هذا اللون !!!!

وبعد ثوانِ من انتهاءها فإذا بالباب يُفتح ................
وكانت دهشة كبيرة ترتسم في عيون الزوج مما رأى !!!
ولأول مرة يرى أمام عينيه وفي غرفته منظراً غريب , وجذاب كهذا المنظر !!!
جلس يُقلب شكل الزوجة بنظراته

تارة يمين , وتارة شمال .. وهُنا وهُناك وفي جميع الاتجاهات
وهو مشدوه بفمٍ مفتوح ..........!

وقال : بصوته الجهوري , ما كل هذا يا أم زيد , أين ملابسك لماذا أنتِ عارية ؟

فقالت وصوتها كله رهبة وخوف :

لا شيء , ارتديت ملابس النوم فقط , آلا تريد النوم ؟

فقال : وفمه مازال مفتوحاً من هول المنظر
نعم أريد النوم , ولكن لا تلبسي هذا مرة أخرى أمامي !!!!
الآن أخلعي هذه الملابس وألبسي شيئاً ساتر يناسبكِ
ومن ثم تعالي إلى جانبي أريدكِ في كلمة قبل أن أنام , سأذهب الآن وأعود بعد دقائق
خرج من الغرفة لتبدل ملابسها وهو يتمتم ويتحدث إلى نفسه : أنا لم أرى هذه الملابس من قبل , ولا أرغب في رؤيتها أستغفر الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله !!


وقفت الفتاة مُتعجبة جداً , وفي عينيها يدور تساؤل .....
لماذا لم يتقبل شكلها هذا وما هو الخطأ , ألسن جميع الفتيات يلبسن لأزواجهن هذه الملابس ؟

وبعدها بحثت في حقيبتها عن ملابس ساترة تُعجبه وارتدت منها , وجلست على الأرض وهي مازالت تُفكر في غرابة وضعه وتفكيره المُنغلق !!

فإذا به يعود إلى الغرفة وفي يده إبريق شاي وابتسامته شبرين تملأ المكان

وقال مُبتسماً :

أنظري يا أم زيد ما أجملك الآن في هذا الثوب الطويل , هكذا أريدك
أحضرت الشاي بيدي , لأتحدث معكِ في أمور لابد وأن تفعليها غداً باكراً بدلاً من والدتي
بوجودكِ يا أم زيد لا أريد أن تفعل أمي أي شيء من شؤون المنزل أو الماشية
أريدك أن تقومي بكل شيء لوحدكِ وأنا سوف أساعدكِ لا تقلقي !!
فقالت في نفسها : حمداً لله أنه قد نسي أمر الغضب وغير ذلك لا يهم !!

ابتسمت في وجههِ وقالت :
أنت تأمر يا أبو زيد وأنا أفعل ما تطلب مني , أنت زوجي وتاج رأسي ولن أرفض أي أمر يجعلك مرتاح وسعيد !!

فرح كثيراً بزوجته المطيعة وأصبح ينفخ صدره أكثر أمامها ويتباهى برجولته في جلوسه وقال : إذاً أسمعيني ماذا أقول و أحفظي جيداً , لا أحب أن أكرر كلامي !!
سأبدأ من أصغر الأمور .....

ملابسكِ من الآن وصاعداً , أريدكِ أن ترتدي ثياباً طويلة تماماً ومعها غطاء الرأس و ( البرقع ) ولا تحاولي أن تخلعيهما عنكِ إلا هُنا في الغرفة فقط
وإن رأيتُ ما يُخالف قولي هذا سوف يكون أمامكِ حسابٌ عسير

والأمر الثاني أريدكِ أن تقومي باكراً وتنامي باكراً وتخدمي والدتي في كل ما تطلب من وقت نهوضها من فراشها إلى حين عودتها إليه

ويجب أن تعلمي أن كلمتي وكلمة أمي واحدة إذا أمرتكِ بأمر افعليه دون الرجوع لي وطبقيه بأي شكل كانت تُريده !!!

الأمر الثالث أريدكِ أن تتعلمي غداً صُنع الخبز على الصاج لتصنعيه لنا يومياً بدلاً من أمي .. كنتُ أريد أن أسألك هل تعرفين من الطبخ شيء ؟

لكنني أكيد بأن الشكل الأحمر العاري الذي رأيته قبل قليل , لا يعرف شيء من هذه الأمور الأصلية إطلاقاً !!!

لذلك تعلمي , وتعلمي .. من أمي أصول الحياة هُنا على وجهها الصحيح
وبسرعة وفطنة .. حاولي أن تًجيدي البعض منها على الأقل ومع الزمن ستصبحين سيدة نساء هذه القرية وأكثرهن مهارة !!

الأمر الرابع , وما يختص بالماعز خلف المنزل , الآن أنا لدي ما يُشغلني عنها ببعض الأعمال في سوق المواشي

أريد أن أبيع بعضها وأشتري البعض لأعوض خسارتي في الزواج منكِ !!
في غيابي عنها أريدكِ أن تُطعميها وتُسقيها يومياً بلا تأخير باكراً باكراً كل يوم

وأن تحلبي الحليب من الماعز وسأعلمكِ غداً على ذلك , وتأتين به إلى أمي لتُعلمكِ صُنع الزبد وحفظه وكل ما يتعلق بهذه الأمور المنزلية

الأمر الخامس أريدكِ أن تعلمين أمر واحد أنني رجُل أتعب طوال النهار , وأشقى في يومي كثيراً , ولا أجد من الراحة إلا وقت النوم في الليل , ولستُ من أهل السهر الذي اعتدتم عليه في حياتكم بالمدينة !!
لهذا أريدكِ أن توفري عليّ تعب مناجاتكِ طوال الليل كما نحن الآن .. وأنتِ مازلتِ تُسهرين عيوني في كلام ضائع .. وتهزين رأسك , أجزم أنكِ لم تفهمين شيء من كلامي أيتها المُتعلمة !!

هيا يا امرأة , ماذا تنتظرين , أرفعي هذا الشاي في المطبخ وتعالي إلى النوم لنصحوا باكراً مع آذان الفجر لدينا الكثير من العمل ...!

فقالت الفتاة بحسرة كبيرة : حاضر , سوف أذهب الآن , نم أنت وسآتي بعد قليل .
قامت وذهبت إلى المطبخ وهي تُفكر في أول ليلة سوف تقضيها خارج أسوار مملكتها المُخملية , وغرفتها الأميرية التي اعتادت النوم على فراشها المريح ومخدتها الهشة بنعومة .. وكما هو الصباح يومياً يوقظها على نغمات عصافير شباكها المطل على أجمل زهور وحدائق القصر !!

كل هذه باتت أحلام وهمية ولن تعود يوماً آخر
عادت الفتاة أدراجها إلى غرفتها الزوجية , لتنام مع زوجها إلى الصباح
اقتربت من الفراش خائفة , لأول مرة تنام على الأرض , وتخاف أن يكون هُناك شيء مختبئ في أطراف الفراش !!!

غمضت عيونها وبالقوة واستطاعت النوم , غفت عيونها الحالمة بالغد .. وهي تفكر كيف سيكون يومها وكيف ستنسجم مع أعمال لا تعرف عنها شيء ؟

وإذا بالساعات تمر سريعاً , والديك يصيح مُعلناً حلول الفجر
أستيقظ الزوج وأيقظ زوجته المُدللة إلى الصلاة
فقال : يا أم مطلق أصحي يا امرأة الصلاة , هيا أنهضي
وكعادتها كانت تحلُّم بواقع آخر , وقامت وهي تصرخ بأعلى صوتها :

من أنت !!! , من أنت وأين أنا ؟!!!!
كان صراخها عالياً جداً , فإذا بزوجها يمد يده بذلك الكف القوي على خدها , ليوقظها من صراخها الحالم

وهي تصرخ وتصرخ .. وهو يضرب ويشتم , أصمتي يا امرأة أصمتي !!!!
استيقظت الأم على صوت الصراخ والضرب
وجاءت مسرعة لترى ما الأمر ؟

طرقت الباب في عجلة من أمرها وبطرقات متواصلة , وتنادي يا مطلق , يا مطلق افتح الباب يا أبني ما بكم تصرخون ؟

فقام مطلق وفتح الباب لأمه ....
فإذا بالفتاة تأتي راكضة إلى العجوز وتتوسل عطفها بأن تعيدها إلى منزل أهلها , وأنها لا تريد العيش في هذا المكان ومع هذا الرجل

أخذت الأم تهدئ من روع الفتاة وتقول أهدئ الآن وأخبريني ماذا جرى لأساعدكِ يا ابنتي ؟
فقالت : صحوت ووجدته نائم بجانبي وأنا لم أتعود النوم مع شخص آخر حتى لو كانت أختي لا أريده يا خالتي لا أريده دعيه يُطلقني ويرسلني لأهلي لا أريده !!!!

فقال مطلق لأمه : دعيها يا أمي فهذه امرأة مجنونة

البارحة قبل النوم تقول أنت زوجي يا أبو زيد وأوامرك تاج على رأسي , والآن تقول دعيه يطلقني , بالله عليكِ يا أمي ما هذا الكلام الفارغ !!







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس