( الجزء الثاني )
كان في استقبالهم الأهل والأقارب .. يرددون عبارات الترحيب وبعض الرقصات الشعبية احتفالاً بهم
وكانت العروس المُخملية تعيش في دهشةٍ وتتابع الحدث وكأنها نزلت في عالمٍ آخر ..!
دخلوا الناس إلى المنزل وأكملوا احتفالهم في هذا الزفاف
ووضعت العروس قدمها لأول مرةٍ في أرضِ مصيرها المستقبلي في هذه القرية
استقبلتها العجوز أم زوجها استقبالاً خاص جداً , حيث جاءت بالحناء لتزين أقدامها ويديها بلونه الأحمر الجميل
حيثُ تفاجأن النساء برفضها لوضعه ووصفه بالأمر المقرف والغير مرغوب لديها !!!!
صمتت الأم وأخبرتها برغبة زوجها في الحناء , وأن الرجال يحبون رؤيته في يدين نساءهم
وحذرتها من عواقب رفضها هذا إن رآها زوجها بلا حناء في هذه الليلة
رضخت أخيراً وبعد تدخل النساء في إقناعها بوضعه , وضعت الأم الحناء لعروس ابنها
وأكملن الاحتفال بها ورقصن أمامها رقصاتهن الشعبية والتي لم تروق لها على الإطلاق
أمسكت الفتاة بأعصابها إلى حين انتهين من الرقص حيث تناول الضيوف طعام الغداء وذهب كلاً منهم إلى منزله
كانت الفتاة متشوقة جداً لترى غرفة نومها , وتدعوا أن لا تكون كما كانت صورتها في الحلّم قشٌ وخشب !!!
أخذتها العجوز بيديها , لتريها غرفة نومها لترتاح من السفر وتنتظر قدوم زوجها
مشت قليلاً في باحة الدار إلى أن وقفت أمام ذلك الباب الخشبي القديم
وقالت العجوز : هذه غرفتكِ يا ابنتي , أدخلي وارتاحي فيها ريثما يأتي زوجك من عند الرجال
دخلت الفتاة إلى الغرفة وكلها دهشة بما رأت !!
فراشٌ على الأرض بجانبه دُرجٌ خشبي صغير جداً لا يكفي لوضع ملابسها الداخلية فقط !!!!
وتلك الحصيرة المفروشة في قاع الغرفة الطينية , فوقعت مُغمى عليها ولم تفق إلا على صوت زوجها وهو يوقظها لتصنع له الشاي !!!
فاقت وهي تبكي وتقول : أين أنا ؟ ... أين أنا ؟!!
فقال : ماذا جرى لعقلكِ يا امرأة .. أنتِ في منزل زوجكِ والذي هو أنا !!!
فقالت : أنت !!!
فقال : لا تُجبريني على استخدام القوة , هيا أغسلي وجهكِ واستيقظي وأدخلي المطبخ وحضري الشاي عاجلاً .. أنتظركِ في باحة الدار لا تتأخري !!
وخرج بعصبية فصعق صوت الباب الخشبي في وجهها ليوقظها على واقعها المُحتم
قامت وهي تمسح دموعها وتستند على الجدار لتخرج للبحث عن المطبخ !!
وجدت أمامها العجوز تنتظرها بالشاي , وقالت يا ابنتي هذا الشاي قديمه إلى زوجكِ وحاولي أن تُهدئي أعصابه .. فهو طيب القلب وسيقبل بكلامكِ معه
فأخذت الفتاة الشاي , واستمرت تمشي بخطواتها المُهتزة إلى أن وصلت إلى زوجها
وضعت الشاي أمامه , وجلست بعيداً عنه !!!!
فجاءت العجوز مُسرعة لتحل الموقف .. وسكبت الشاي بدلاً عنها وبدأت بالترحيب والتهليل بزوجة ابنها المُدللة !!!!
فنظر إلى زوجته بنظرة قوية جداً , تعني أن الحساب في الغرفة لن يكون سهلاً كما تتوقع !!!
تناولوا الشاي , وكان وقت المساء .. والعشاء , قامت العجوز بتحضيره بمساعدة زوجة ابنها التي وقفت في المطبخ للمتابعة فقط !!!
وقدمت معها الطعام على سفرةٍ من الحصير وفي أواني من المعدن القديم !!!
سموا بالله وبدأ الزوج في الأكل مع الأم , والعروس المُدللة تتابع المشهد , بعجبٍ وغرابة !!!
وبعد أن أصرت عليها العجوز أن أأكلي يا ابنتي , تناولت قطعة خبز صغيرة في يدها وجلست تعضها وتتابع ما تبقى من المشهد الغريب !!!
إلى أن انتهى وقت العشاء , ورفعت العروس السفرة مع الأم ومن ثم ذهبت راكضة لغرفة النوم .. لتختبئ عن زوجها الغاضب
وبعد دقائق سمعت تلك الزفرة القوية وبصوته الجهوري قادم إلى الغرفة !!!!!!
يتبع ( الجزء الثالث )