صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل ثلاثة أنواع:
أحدها (وهو أكثرها): صلاته قائماً.
الثاني: أنَّه كان يصلي قاعداً، ويركع قاعداً.
الثالث: أنَّه كان يقرأ قاعداً، فإذا بقي يسيرُ من قراءته قام فركع قائماً، والأنواع الثلاثة صحَّت عنه.
إنَّ مثل هذه النفحات الإلهية التي تحيي الفؤاد من جديد، وتوقظ النفس من سبات عميق،
لا ينبغي لنا أن نفرِّط فيها، فهي ـ والله ـ أثمن لنا من هذه الدنيا ولو حيزت بأسرها.
هي ـ والله ـ لذة العبادة التي تغمر القلوب بالإيمان فتجعل الجوارح تتجافى عن الفرش قائمة لله عابدة له.
وصلاة الوتر من السنن التي فرط الناس فيها (إلا من رحم الله!)؛ لأننا لم ندرك حقاً قيمتها، ولم نحس بعد بعظيم أثرها، ولم ندرك أنها من نعم الله علينا،
وإلا لجاهدنا أنفسنا وبادرنا إلى فعلها، فكم نرى اليوم من المسلمين من يضيّعها، والبعض لا يعرفها إلا في رمضان، وينساها بقية العام!
وواجب على كل حريص على مرضاة الله عز وجل
أن يأخذ نفسه بالمجاهدة والمصابرة؛ حتى يتغلَّب على شيطانه وهوى نفسه، ويحظى ببركات الطاعة، وينعم بلذة العبادة:
{والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا وإنَّ الله لمع المحسنين}.
لا تبدأ قيام الليل كله، أو نصفه أو ثلثه مرة واحدة، ولكن عليك بالتدرج؛ خطوة.. خطوة لأنَّ الرّسول صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ هذا الدِّين متين فأوْغلوا فيه برفق".
رواه الإمام أحمد وحسّنه الألباني