عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2013, 07:02 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


يولي اهتماما خاصا بإحدى وصيفات الملكة وهيجيني سيمور, وعندما أنبته آن أمرها بأن تتحمله في

صبر كما فعل من هن أفضل منها. وبدأ هنريينتهج حيلا قديمة ليتخلص منها حتى يتزوج بمن راقت في


عينيه. وهنا لم يكن أسهل من أن تحرص إحدىوصيفات قصره على إرضاء مولاها في مناسبة كهذه.

فتقدمت إليه فجأة في أول مايو 1536 تخبرهبأنها (سمعت) من امرأة تدعى ليدي ونجفيلد أن زوجته

الملكة قد ارتكبت جريمة الزنا مع خمسة رجالأحدهم شقيقها.

وبفعل هذا التدبير المحكم أرسلت آن بولينإلى سجن برج لندن في اليوم الثاني من مايو سنة 1536


دون أن تعرف التهمة المنسوبة لها إلا وهي فيالزورق الذي نقلت به إلى ليبرج. وأجمعت أقوال

الشهود أنها احتجت من فورها في إباء على هذهالتهمة الشائنة وأنكرتها بشدة. ولكن احتجاجها


وإنكارها ذهبا أدراج الرياح فقد أودعت إحدىزنزانات السجن وحيل بينها وبين مقابلة أي مدافع أو مبشر.

وكتب لها هنري يعللها بالآمال في الصفح عنهاوالرفق بها إذا كانت صادقة معه, فردت بأنها ليس لديها

ما تعترف به. وبدأت المحاكمة لمن اتهموابارتكاب الزنا مع الملكة دون أي دليل بعد أن فشل المحققون


في الحصول على أي اعتراف منهم يثبت التهمةأو يعززها على الأقل. وفي سبيل انتزاع هذا الاعتراف

استخدمت مع المتهمين الخمسة شتى أساليبالإكراه والإغراء. ولكن أحدا لم يعترف إلا الموسيقي


الذي كان أضعف الجميع رعبا من الموت ونجحالمحققون في الحصول منه على اعتراف بارتكاب الجريمة

مع الملكة.


رغم عدم قيام أي دليل ضد بقية المتهمينالذين لم يعترفوا, فقد حكمت المحكمة عليهم جميعًا بالإعدام.

وبعد يومين نفذ الحكم في الأربعة غيرالمعترفين بالإعدام بقطع رءوسهم كما يليق برتبهم. أما الموسيقي

فقد أدركته (رأفة) الملك فأمر بإعدامه شنقًافقط...!

أما الملكة وشقيقها فقد تمت محاكمتهما أمامجماعة من ستة وعشرين نبيلا برئاسة دوق أون نورفلك -

وهو عمها ولكنه عدوها السياسي - وأكدالشقيقان أنهما بريئان. ولكن الحكم صدر عليهما بأن يُحرقا أو

تقطع رأساهما كما يتراءى للملك.


الثالثة والرابعة...!

بعد أن قطع رأس الزوجة الثانية من أجل أنيفوز الملك بزوجة ثالثة هي (جيني سيمور) وصيفة الملك

مقطوعة الرأس, منح كرامر كبير أساقفته محللالهنري الثامن الزواج مرة أخرى في سعيه المتجدد

للحصول على ولد. وفي اليوم التالي خطب الملكجيني سيمور سرا ثم تزوجها ونودي بها ملكة في

يونيو 1536. أما هي فقد كانت سليلة أسرةملكية تتحدر من إدوارد الثالث. ولم تكن تتمتع بجمال خاص,

بيد أنها أثرت في الجميع بذكائها ورقتهاوتواضعها. وهو لم ينس أبدا - إبان حياة آن بولين - أنه كان يحاول

التقرب إليها, ولكنها رفضت قبول هداياهوأعادت رسائله دون أن تفتحها وطلبت منه ألا يحدثها إلا في

حضور آخرين.

وحملت جين, وعندما جمع الملك المجلس النيابيقرر أن يقتصر التاج على الذرية المتوقع أن تنجبها جين


سيمور, وعندما ولدت ولدا في أكتوبر 1537سماه إدوارد السادس باعتبار ما سيكون في المستقبل.

ولكن الأمر كان حلما ولم يتحقق, إذ كانالوليد عليلاً تبدو عليه سمات الموت. ولم تحتمل جين أن يموت

ولدها فتكون ضحية طلاق جديد. كان الرعبيملؤها وهي في حمى النفاس, فلم تنتظر الطلاق الذي كان

متوقعا واستسلمت للموت بعد ولادة ابنهاباثني عشر يوما.

ظل هنري رجلا محطما بعض الوقت , وعلى الرغممن أنه تزوج بعدها ثلاث مرات فإنه طلب عند وفاته أن

يدفن بجانب المرأة التي ضحت بحياتها في سبيلأن تنجب له الولد ... !

وبعد أن مضى عليه عامان دون أن يتزوج, أمرصديقه ووزيره كرومويل بأن يبحث له عن حلف بالمصاهر

يقوي سلطانه ضد مناوئيه من الملوك. ونصحهكرومويل بالزواج من (آن كليفز) أخت زوجة أمير سكسونيا

وشقيقة الدوق دي كليفز الذي كان في ذلكالوقت على خلاف مع إمبراطور إسبانيا. وأرسل هنري

المصور هوليني لرسم صورة السيدة المرشحة دونأن يدري أن الرسام قد تلقى بعض التعليمات من

كرومويل, وجاءت الصورة التي رأى هنري أنهامحتملة وتستحق الحب, وإن كانت تبدو حزينة. وعندما

جاءت آن كليفز بنفسها ووقع نظره عليها ماتالحب الذي تمناه لدى أول نظرة وانقلب إلى كراهية. ومع

ذلك, فقد أغمض عينيه وتزوجها وهو يتضرع مرةأخرى أن يرزقه الله منها بابن يوطد به وراثة العرش في

آل تيودور. ومع ذلك لم يصفح قط عن كرومويلالذي رشحها له فأمر بالقبض على وزيره بعد أربعة شهور

زاعمًا أنه أغرق في الأخطاء والمفاسد. وأعلنهنري أنه لم يكن قد قدم (رضاه الباطني) عن الزواج وأنه

لم يدخل بزوجته قط. واعترفت آن بأنها لاتزالعذراء. ووافقت على بطلان الزواج مقابل معاش يوفر لها


سبيل الراحة واختارت أن تعيش وحيدة فيإنجلترا. ووافق الملك على طلبها, ولكنه في الوقت نفسه -

وبعد محاكمة صورية - أمر بقطع رأس كرومويليوم 28يوليو 1540.



قطع رأس الخامسة!

في نفس يوم إعدام كرومويل تزوج هنري للمرةالخامسة من (كاترين هيوارد) البالغة من العمر عشرين

عاما, وهي من أسرة كاثوليكية لا تحيد عنعقيدتها قيد أنملة ولا تعترف بمذهب الملك البروتستانتي:

وكانت هي في الحقيقة أجمل زوجاته وتعلم كيفيحبها تقريبا, وحمد الله على الحياة الطيبة معها وراوده

الأمل في أن يحقق السلوى تحت إشرافها. ولكنفي اليوم الذي ردد فيه تسبيحة الشكر سلمه رئيس


الأساقفة وثائق تدل على أن كاترين كان لهاعلاقات سابقة للزواج مع ثلاثة خاطبين متعاقبين. واعترف


اثنان من هؤلاء كما اعترفت الملكة نفسها. وتملك هنري حزن شديد وتلبسه الخوف من أن تكون لعنة الله


قد حلت بكل زيجاته. وكاد يميل إلى الصفحلولا أن قدم إليه دليل آخر على أنها اقترفت الزنا مع ابن عمها


بعد زواجها بالملك. وأقرت أنها استقبلت ابنعمها في جناحها الخاص في ساعة متأخرة من الليل ولكنها


أنكرت أنها ارتكبت أي ذنب وقتها, أو في أيوقت منذ زواجها. غير أن المحكمة الملكية أعلنت أن الملكة



مذنبة.

وفي يوم 13 نوفمبر 1542 قطع رأسها تنفيذاللحكم بأمر الملك. وسقط الرأس المقطوع في البقعة

نفسها التي سقط فيها رأس آن بولين قبل ذلكبست سنوات.



السادسة أودعته القبر

أصبح هنري منذذلك اليوم رجلا محطما وأعيت قرحته طب عصره, وكان الزهري الذي لم يشف منه تماما

ينتشر ويعيث فسادا في هيكله. ومعذلك فقد أراد أن يقوم بمحاولة أخرى لكي ينجب وليّا للعهد صحيحا

معافى. فكانت الزوجة السادسة هي (كاترين بار) التي تزوجها عام 1543. كانت كاترين قد عاشت وحيدة

بعد وفاة زوجين سابقين. ومع ذلكفإن الملك لم يعد يصر على الزواج من عذارى.

كانت كاترين امرأة على حظ منالثقافة والفطنة. فقامت برعاية مريضها الملك في صبر, وحاولت أن


تخفف من غلوائه في الاضطهاد, برغم أنه أحرق ستة وعشرين شخصا بتهمة الهرطقة في السنوات


الثماني الأخيرة من حكمه. واستطاعت الملكة الجديدة أن تجعل من نفسها أمّا طيبة لبناته. فيذلك


الوقت كان هنري يزداد بدانةوانهيارا صحيا وظلت هي ترعاه تماما. واعترف لها هنري بأنه قتل زوجته






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس