عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2002, 04:19 AM   رقم المشاركة : 10
awwa2002
(ود مميز )
 






awwa2002 غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..

الله يعطيك العافية حبيبتي جورية الود
واضيف على كلامك
الإسلام دين اللين والرحمة
هل كان الدين الإسلامي يوماً ضد العقل والمنطق في حواره مع الآخرين؟ وهل مارس قمعاً فكرياً نحو مخالفيه.. وصادر أصواتهم؟ أم أنه كان يحض على اللين والرفق في معاملة كل رأي مخالف.. ويحاوره بلغة راقية تقود إلى الاقتناع الذي يرضاه العقل وينفتح عليه..
يحدثنا القرآن عن الأنبياء والرسل والطرق الشائكة التي ساروها في سبيل نشر كلمة الله، والدعوة إلى تعاليمه وشرائعه.. ولم نقرأ في جميع آيات القرآن عن نبي أو رسول رفع سلاح القمع ضد مناوئيه.. بل كان الحوار المفعم بالحب للآخر هو سلاحه ودواؤه وبلسمه الشافي..

يقول سبحانه وتعالى (فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ءأسلمتم فإن اسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد)1..

وقوله تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين)2.

وقوله تعالى (ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون)3.

وقوله تعالى (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين)4.

وقوله تعالى (وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين)5.

وقوله تعالى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)6.

وقوله تعالى (فذكر إنما أنت مذكر)7.

في هذه الآيات هل نرى شيئاً من القمع أو ظلالاً من العنف في مخاطبة الكافرين والمشركين وهم يتربصون الفرص للانقضاض على رسول الله(ص)؟

لا نشاهد شيئاً من هذا ولا ذاك.

وفي سيرة الرسول الكريم وأقواله نستطيع تلمس الكثير من الشواهد حول لينه وعفوه ورحمته اتجاه الآخرين...

(ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، واعطاء من حرمك)8..

وقوله هذا تأكيد على التعايش مع الناس في ود ورحمة وحب لقد جسد رسول الله(ص) القدوة في العفو والرحمة، وكان المثال والنموذج في الرفق والرأفة والعطف، كما كان في سائر المحاسن الأخلاقية، فكان يعفو عن الناس ويأمر بالعفو، ويرحمهم ويأمر بالرحمة.

ولم تكن تلك الرحمة تنطلق من الحب والبغض الشخصي في رحمته وعفوه للناس وإنما انطلاقاً من مبادئه، ومن قيم الرسالة السمحاء التي كان يؤمن بها ويدعو اليها، فرحمته وعفوه كان في سبيل الله عز وجل.. وتحدثنا كتب التاريخ والسير عن ذلك فتقول:

(ما ضرب النبي(ص) مملوكاً قط ولا غيره إلا في سبيل الله، ولا انتصر قط لنفسه إلا أن يقيم حداً من حدود الله)10.
ويقول عنه أمير المؤمنين…:
(ما انتصر رسول الله لنفسه من مظلمة حتى تنتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى)11.

وفي يوم فتح مكة رغم العذاب والعنت الذي لاقاه وأصحابه من أهلها إلا أنه(ص) عفا عنهم.. وقد قال لاهلها:

(ما تظنون إني فاعل بكم؟

قالوا أخ كريم وابن أخ كريم..

فقال(ص): أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين.. فاذهبوا فانتم الطلقاء)12.

وذات مرة كان رسول الله(ص) عائداً من غزوة ذات الرقاع فانسل رجل من الأعداء في غفلة من المسلمين حتى قام على رأس رسول الله(ص) بالسيف وقال: ما يمنعك مني؟ فقال(ص) وهو مطمئن (الله) فمالت قدم الرجل فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله(ص) وقال: والآن من يمنعك مني؟
فقال الرجل: كن خير آخذ، فخلّى النبي(ص) سبيله، فأتى الرجل أهله وقال: جئتكم من عند خير الناس13.
إلى غيرها من الشواهد الوفيرة التي تتعامل مع اللين والرفق والرحمة في مخاطبة الآخرين.. ولم يحاول يوماً دين محمد(ص) أن يصادر عقل المسلمين أو يقمع اصواتهم لوجهة نظر ـ أو رأي مخالف وهو ما حدا باوحبست كونت رائد المدرسة الوضعية أن يقول عن الإسلام (لم يصادر الإسلام العقل وإنما أعطى له قدرة على التحرر والتفكير والتبصر والقدرة على الإبداع الفني والجمالي والعمراني، ولا يمكن لدين أن يفعل هذا إلا إذا كان ديناً يستحق أن يُدرس بعمق)14.

تحياتي







التوقيع :
اختكم

awwa2002