عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2013, 02:40 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



ناشئة الليل!
قال ابن رجب: و في حديث ابن عباس أن المدارسة بينه و بين جبريل كانت ليلاً يدل

على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع
فيه الشواغل و يجتمع فيه الهم، و يتواطأ فيه القلب و اللسان على التدبر كما
قال تعالى
{إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}

[لطائف المعارف 355]

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان

بالليل أكثر من غيره [لطائف المعارف 356] ومما يؤيد

ذلك ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال أتيت النبي صلى اللهم عليه

وسلم في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر
قال الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ثم قرأ البقرة ثم

النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف

عندها ثم ركع يقول سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائما ثم رفع رأسه

فقال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائما ثم سجد
يقول سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائما ثم رفع رأسه فقال
رب اغفر لي مثل ما كان قائما ثم يقول سبحان ربي الأعلى مثل ما كان
قائما ثم رفع رأسه فقام فما صلى إلا ركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة
[أحمد، باقي مسند الأنصار، رقم 22309]

وكان عمر قد أمر أبي بن كعب و تميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان،

فكان القارئ يقرأ بالمائتين في

ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام و ما كانوا ينصرفون

إلا عند الفجر، و في رواية أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري
ثم يتعلقون بها [لطائف المعارف 356]

وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال و
بعضهم في كل سبع منهم قتادة و بعضهم في كل عشرة
منهم أبو رجاء العطاردي [لطائف المعارف 358]

كل هذا التطويل و القيام من أجل تلاوة القرآن و تعطير ليالي
شهر القرآن بآيات القرآن.

عن واثلة بن الأسقع- رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- قال: (أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت

التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت
من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان،
وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان):
رواه الطبراني في الكبير عن واثلة، وأحمد في مسنده وابن عساكر،
وحسنه الألباني صحيح الجامع رقم (1509).
وشهر رمضان وإن كان موسماً لسائر العبادات، فإنَّ للقرآن

فيه مزيد مزية وخصوصية، قال الله تعالى:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
[البقرة: من الآية 185]،
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}
[سورة القدر: 1]،
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}
[الدخان: من الآية3]،
ولهذا كان للقرآن عند السلف خصوصية في موسمه،
* أسلافنا إذا قدم شهر رمضان فتحوا المصاحف وحلوا
وارتحلوا مع القرآن الكريم.

ثبت عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه كان في رمضان لا يتشاغل إلاّ

بالقرآن الكريم، وكان يعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس،
ويقول هذا شهر القرآن الكريم.

* بيوت سلفنا كان لها في رمضان خاصة دويّ كدويّ النحل،
تشع نورًا وتملأ سعادة، كانوا يرتلون القرآن الكريم ترتيلاً،
يقفون عند عجائبه ويبكون من عظاته ويفرحون ببشارته و

يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس