ابتسمت بخوف لغادة وأمسكت بيدها وهي ترجوها بأن تنظر للورقة الموضوعة على المنضدة لتتأكد من صدقها !
هزت غادة رأسها بيأس وهي تنظر لها بحزن ثم وقفت وتوجهت للمنضدة وأمسكت بالورقة تنظر لها !
ألتفتت لها وهي تشير للورقة : هذه يا سارة !
فتحت سارة فمها لتصرخ اجل أنا لا أهذي لقد كان هنا وترك تلك الورقة ولكن الدموع التي بدأت تنهمر من عينيها أفقدتها النطق فهزت رأسها بصمت
اقتربت غادة منها وهي تمسك بالورقة ودفعتها بقسوة لها :
انظري لها جيدا يا سارة !
أمسكت بالورقة لتفتحها ويداها ترتجفان لوهلة لم تعرف تمييز الكلمات ودموعها تحجب الرؤية ولكن الألم تراقص من جديد وحرر الحروف لتشاهد تلك الكلمات القاسية التي كتبها !
أمسكت غادة كتفيها بقوة وهي تقاوم غضبها وتهزها بعنف :
هذه الورقة لها شهر يا سارة وقد تجعدت وأنت تتأملين بها كل يوم وتضعينها في مكان مختلف لتتوهمي وليد فيها ! هل أنت مجنونه , متى ستتوقفين عن هذا !
أنت لا تؤذي نفسك فقط بل تؤذينا جميعا !
أرخت قبضتها وهي تنظر بحزن لوجه سارة الذابل وشدتها لحضنها :
لست المذنبة وقد حاولتي مساعدته لا تلومي نفسك لأنه ابتعد احترمي قراره !
تحررت سارة من ذراعيّ أختها وأمسكت بالورقة من جديد تتأمل تلك الكلمات القليلة التي كتبها وليد قبل أن يغادر (من انا ؟ أنا لا شيء , أنا نكرة ) لماذا !
لماذا يا وليد ؟
حضنت الورقة وهي تنظر لغادة :
لا احد يفهم وليد, لقد خذلته ولم أستطع مساعدته لذالك تركني ورحل !
كنت دائما أطالبه دون أن اشعر بأن يُحس بي , كنت أشعر بعجزة والعالم الضائع الذي يعيش فيه ومع ذالك فشلت في التعامل معه , أنا اقرب إنسانه له وخذلته أنا النكرة وليس هو !
لقد اقتحمت غيبوبته كقدر لا يعرف متى وكيف حصل له !
كل يوم كنت أموت فيه وأنا أراه يبتعد عنيّ , عاجزة عن فعل شيء لإنقاذ حياتنا !
كان معي بنفس الحجرة ومع ذالك حياتي فارغة وقلبي يرتجف بردا لكن كنت راضيه !
كنت مكتفيه بوجوده فقط , لم أُطالبه بشيء لماذا أقصاني من حياته !
ماذا فعلت ؟
اقتربت غادة منها لتواسيها ولكنها ابتعدت وهي تتشبث بالورقة بقوة كما تتشبث بالألم لتعاقب نفسها !
تنهدت غادة بأسف وهي تنهض من السرير وعندما وصلت للباب أدارت مقبضه وقبل أن تخرج ألتفتت لها : وماذا ستفعلين الآن ؟ تعاقبي نفسك على وليد !
هل تعتقدين أن هذا حل ؟
أغلقت الباب بهدوء تاركه سارة شاحبة من كلماتها الأخيرة !
نظرت سارة لورقة وليد التي ما زالت متشبثة بها :
معك حق يا غادة أنا أعاقب نفسي ولكن وليد هو من صنع هذا العقاب بهذه الورقة !
تركها لي لأتذكره كل يوم وأتذكر فشلي !
خيط يربطني بوليد وبحياة عشتها وما زلت أسيرة لها!
استلقت في فراشها وأغمضت عينيها وهي تحتضن الورقة
أجل أنا أسيرة لك يا وليد؟
أسيرة لوجعك !