عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 04:36 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



أبتسم الطبيب بتمهل وهو يخلع نظارته : أجل أعرف لذالك عليك أن تعرفي كيف تساعديه !؟
مدت يديها بيأس : كيف أساعده وهو لا يعرفني ؟
سنحاول إعطائه كل المعلومات من جديد ونحاول أن نكون قريبين منه ليستطيع التعايش مع الوضع الجديد .. وهذا دوركم ودورك أنتي بالتحديد لأنك الأقرب !
همست بعجز : قل لي كيف أكون الأقرب ؟ بماذا!
إذا كان لا يعرفني ولا يشعر بأي عاطفة تجاهي فكيف سأساعده !
تنهد بيأس وهو يقف وينظر لساعته : لدي عملية الآن وسأتكلم معك لاحقا ولكن فكري بالأمل فقط فهو الخيط الوحيد الذي بقي لك لتربطي به الحياة بينك وبين زوجك وإن كنت غير قادرة فابتعدي عنه ولا تؤذيه فهو فقط مريض وليس متهم تدينينه على مشاعره تجاهك !!
ما زالت تلك الكلمات أجراس ألم تقرع في حياة سارة كلما نظرت لوليد وهو هائم في حياته المعتمة !
حياة تدور معه بها ولا تعرف لها نهاية ؟
جذبت سارة الغطاء حولها أكثر وهي تشعر برعشة في كل جسدها فكل مرة تسترجع بها تلك التفاصيل وحياتها المظلمة تشعر بالخوف !
فما زال وليد يرفض هذا الوضع ويرفض كل محاولات سارة للتعايش معه ولكنها لم تيأس من المحاولات ولديها إيمان إن الوقت كفيل بذالك وسوف تنجح في إخراج وليد من دوامته ولكن أكثر شيء يقلقها هو أن يبتعد وليد ويقصيها من حياته فهذا لن يعطيها فرصة لتبقى قريبة منه ولن يسمح لهما بالمحاولة, وجودها الآن بقربه يسمح لها بمراقبته وحمايته وحماية حياتهما من أي قرار قد يتخذه وليد بمعزل منها !
ولكن خروجه المتكرر أخيرا بات يـُقلقها, نظرت بقلق إلى الساعة لقد تجاوزت الثالثة ولم يعد ؟
في المرات المتكررة التي خرج بها كان يتعمد التأخير ولا يعود أحيانا قبل ساعات الصباح الأولى ورغم بشاعة الانتظار ولكن سارة كانت تنظر له إيجابيا !
قد يكون كثير الخروج وقد يعود متأخرا ولكن هذا أفضل من أن يخرج ولا يعود أبدأ وهذا ما كانت تخافه, فحياتهما على المحك ولا تريد أن يشعر وليد بأي ضغط في هذا الوقت حتى لو كان النصيب الأكبر من الضغط يقع فوق عاتقها !
رفعت سارة يدها وهي تتحسس خاتمها ومشاعر الحب التي جمعتها بوليد ؟
الحب الذي عرفته من خلال عينيّ ذالك العاشق الحساس !
حب لا يمكن أن تنساه بسبب حادث لعين , إنه رصيد ما زال باقيا في قلبها ووليد الشخص الوحيد المخول لسحبه !
مرة أخرى نظرت للساعة وتنهدت بحزن : كم سيطول غيابك يا وليد ؟ لماذا تضعني كل ليلة بهذا الترقب والخوف عليك !
قاومت النعاس وهي تحاول فتح عينيها لن تنام قبل وصوله ولكن النوم أستبد بها وتمكن منها أخيرا فاستسلمت له بضعف لتتدافع صور كثيرة في منامها مليئة بالخوف ووليد ملطخ بالدماء ويصرخ بها أن لا تقترب منه , كان يجري في ممرات المستشفى المـُعتمة وهي تجري خلفه إلى أن وصل لغرفة موصدة كانت قريبه منه ومع ذالك خطواتها تكافح السير ولا تقترب منه!
صرخت به ألا يدخل ولكنه لم يستمع لها وفتح الباب ودخل ليبتلعه السواد !
ضلت تصرخ وهي تمد يديـّها لتصل للباب ولكنها لحظات وفـُتح الباب لتخرجت يد وليد التي ميزتها بخاتم زوجهما وهو يلمع في العتمة , اقتربت وأمسكت بيده وأخذت تشدها لتـُخرجه ولكنها فشلت واستمرت تصرخ به وهي تشد يده حتى فقدت صوتها ..
لكن يده فجأة شدت عليها بقوة وأخذت تهزها بعنف فتحت عينيها لتجد الغرفة تغرق بالنور وأختها غادة ممسكة بيدها : ماذا جرى لك كنت تصرخين !
أطلقت يد غادة وهي تشعر بالخجل ماذا جرى لها ؟!
عادت مرة أخرى تـُمعن النظر في أرجاء الغرفة ..أين هي ؟ ما الذي أعادها لمنزل والدها ؟ ووليد هل عاد من الخارج ؟
نظرت مرة أخرى لغادة التي ما زالت تنظر لها بدهشة وكأنها ما زالت تحلم ؟
كم الساعة ؟
كتمت غادة ضحكتها : العاشرة يا كسولة !
لم تتخيل سارة أن تستسلم للنوم كل هذا الوقت ولكن ما يجري لها غير طبيعي
تمتمت سارة بقلق: هل عاد ؟
رفعت غادة عينيها بدهشة : من ؟
وليد !
نهضت غادة من السرير وهي تقول بحدة : سارة أنت تحلمين ! وليد لم يعد موجود في حياتك !
رفعت سارة يديـّها بيأس لغادة : لكنه كان موجود ليلة أمس أقسم لك أنا لا أحلم !
اقتربت غادة من سارة وأمسكت بيديها وهي تشد عليها: سارة وليد رحل منذ شهر وحياتكما انتهت وكـُفي عن الهذيان به !
سحبت سارة نفسها بيأس وهي تشعر بألم شديد يعتصر قلبها لماذا لا تصدقني لقد كان هنا بالأمس أنا متأكدة لقد كلمني حتى انه كان يكتب ..؟
تذكرت سارة الورقة لا بد انها في مكانها ؟
نظرت باتجاه المنضدة كانت هناك !






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس