عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 02:56 AM   رقم المشاركة : 243
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



ثالثًا: احتفاؤه بأقوال المنصفين:
ويعجبه -رحمه الله- أن يستشهد بكلام من منصفي الغرب وعقلائهم وفلاسفتهم ومفكريهم قصدًا منه أن يخاطبهم أو يخاطب من يسير في ركابهم بما يكون أقرب للإقناع لِمَنْ يريد الحق وينشد الحقيقة.

وهذه قبسات من بعض استشهاداته حول اعتراف هؤلاء المفكِّرين بالحاجة إلى الإسلام وقيمه مهما بهرت الإنجازات الحضارية والمكتسبات والمخترعات الجديدة.

فمما نقله واستشهد به قول محمد أسد: «ولا تظهر إشارة إلى أن البشرية في حالتها الحاضرة قد تجاوزت الإسلام، فلم تتمكن من إنتاج نظام أخلاقي خير مما تضَّمنه الإسلام، ولم تتمكن من وضع فكرة الاخوة البشرية على أساس عمليّ كما فعل الإسلام في معنى الأمة.. ولم تتمكن من إعلاء كرامة الإِنسان وشعوره بالأمن ورجائه الأخرويّ -أخيرًا وليس آخرًا- سعادته».

«في كلِّ هذه الأشياء فإن الإنجازات الحديثة للبشرية أقصر بوضوح عمَّا حقَّقه الإسلام فأين المسوّغ -إذًا -لمقولة: إن الإسلام قد انتهى زمنه؟».

« لدينا كل الأسباب لنعتقد أن الإسلام قد دلت عليه كلّ إنجازات البشرية الصحيحة أنّه قررها وأشار إلى صحتها قبل تحقيقها بزمن طويل، ومساويًّا لذلك فقد دلّت عليه أيضًا النواقص والأخطاء والعقبات التي صاحبت التطوّر البشريّ؛ لأنّه حذّر منها بقوة ووضوح قبل أن يتبيّن البشر هذه الأخطاء بزمن طويل».

«ولو صرفنا النَّظر عن الاعتقاد الديني للفرد فإن في وجهة النَّظر الفكريَّة حافزًا لاتباع هداية الإسلام العملية بِكلِّ ثقة». انتهى.

ولقد كتب ريتشارد نيكسون، الرئيس الأسبق للولايات الأمريكيَّة، في آخر مؤلفاته المعنون Beyond Peace ما يأتي:

«أصولية الإسلام عقيدة قوية... إنّها تستجيب لحاجات الرُّوح وليس لحاجات الجسد (فقط) والقيم العلمانية في الغرب لا تستطيع أن تغالبها، وكذلك لا تستطيع ذلك العلمانية في العالم الإسلامي».

خاتمة:
وأختم هذه الكلمة بهذه الواقعة التي تعكس شخصيته في تواضعه وفلسفته منذ كان يافعًا:

حينما كان شابًا في أول عمله موظّفًا في وزارة الماليَّة كلف مع زميل له في مهمة عمل لفرنسا وحينما دخلا أحد المطاعم، والفرنسيون لا يتكلمون الإنجليزية ويصرون على الحديث بلغتهم وزميله دارس في أمريكا ويجيد الإنجليزية وكان يحاول جهده ما استطاع أن يحدثهم باللُّغة الإنجليزية ولم يفلح أن يتوصل إلى شيء وطال الجدال وضاقت الأنفس، فما كان من الشيخ صالح وهو الذي يجيد الفرنسية والعليم بها إلا أن نطق بكلمات يسيرة أنقذت الموقف وانقضى بها الغرض، فالتفت إليه صاحبه قائلاً: أما كان هذا مبكرًا حتَّى نسلم من هذا التوتر؟ فقال الشيخ بصوته الهادئ الهامس الواثق: أتكلم باللُّغة الأجنبية إلا من أجل الحاجة وبقدر الحاجة.

نعم إنّه الدرس البليغ من هذه الشخصيَّة العزيزة المؤمنة فعند الشيخ أن اللُّغة الأجنبية والرطانة ليست محل فخر ولا اعتزاز ولكنَّها حاجة فقط. ناهيكم بمن يراها رمز التقدم، بل لا يَرَى تقدمًا إلا على حساب لغته ووطنه، فيلوك لسانه بالرطانة وكأنّه قد حاز المجد في برديه وهو لا في العير ولا في النُغيِّر فالله المستعان.

وبعد هذه الكلمات المختصرة عن جميل سيرة وصدق سريرة، فإني أوصي بدراسة شخصيَّة هذا العالم دراسة تكشف مكوِّنات فكره وطبيعة تعامله مع المعرفة وتحليله للنظريات والظواهر.

كما أوصي بعمل مؤسسي يعني نظريات معالي الشيخ -رحمه الله- واعتبارها في منظومة الأعمال التطوعية والماليَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.

سائلاً المولى عزَّ شأنه أن يرحم معالي الشيخ رحمة واسعة وأن يبارك في ذريته وعلمه وما بذل من أعمال. وأن يرفع درجاته في عليين وألا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده إنه سميع مجيب.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس