[قلب الزهـــور]

مثال آخر للتوضيح:
درجة الحرارة في تبوك 8 درجات مئوية والرطوبة النسبية 100%
ودرجة الحرارة في بريدة 38 والرطوبة النسبية 100%
كم نقطة الندى في تبوك وكم هي في بريدة ؟
ماهي الكمية الموجودة من بخار الماء في كل من تبوك وبريدة ؟


بما أن الرطوبة النسبية 100% في كلا المدينتين فإذن نقطة الندى هي نفس درجة الحرارة في كلا المدينتين
ولكن كمية بخار الماء الموجودة في الهواء في بريدة أكبر بكثير من تبوك رغم أن الرطوبة النسبية 100% في كلا المدينتين
حسب المعطيات السابقة تقدر كمية بخار الماء في تبوك 7 جرام لكل كيلو من الهواء
بينما تصل كمية بخار الماء في بريدة إلى 48 جرام تقريباً 7 أضعاف كمية بخار الماء في تبوك
وكلما نقصت الرطوبة النسبية تنقص بالتالي نقطة الندى ..
يعني لو صارت الرطوبة النسبية في بريدة 50% مثلاً تصبح نقطة الندى 25 تقريباً بدلاً من 38 يعني محتاجة تبريد 12 درجة
ولو صارت في تبوك 50% تصبح نقطة الندى قريب الصفر
وكلما كانت قيمة نقطة الندى قريبة من درجة الحرارة كانت الرطوبة النسبية عالية
مثال: درجة حرارة 20 درجة مئوية ونقطة ندى 18 درجة مئوية يعني رطوبة نسبية عالية
والتفاوت الكبير بين درجة الحرارة ونقطة الندى يعني ضعف الرطوبة النسبية


الرطوبة والشعور بالحرارة
عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة والرطوبة قليلة فإن جسم الإنسان يبرد نفسه عن طريق تبخر العرق حول الجسم
فالتبخير وإن كان ينتج بواسطة الحرارة إلا أنه يعتبر عملية تبريد

لماذا التبخير يعتبر عملية تبريد ؟ سوف نشرح هذا المفهوم
لعلكم تذكرون في الفصل السابق أننا ذكرنا ان درجة الحرارة هي مرتبطة بسرعة الجزيئات وبما أن عملية التبخير هي خروج الجزيئات السريعة من الماء وإنفصالها
إذن الذي يتبقى من جزيئات في الماء بعد التبخير هي الجزيئات الأقل سرعة .. والجزيئات الأقل سرعة تعني درجة حرارة أقل ولذلك تعتبر عملية التبخير عملية تبريد
وبتطبيق نفس المفهوم، فإن التكثف الذي هو حالة معاكسة للتبخر يعتبر عملية تسخين

نعود لحديثنا والذي ذكرنا فيه أن تبخر العرق يعتبر عملية تبريد للجسم (سبحان من صور فأبدع وأحسن كل شئ خلقه)
ولذلك نحس في هذه الحالة أن درجة الحرارة أبرد مماهي في الواقع
لكن عندما تكون الرطوبة مرتفعة والهواء متشبع من بخار الماء فإن عرق الجسم لا يتبخر بالشكل المطلوب وتحس بالبلل في جسمك من دون تبخر بسبب تشبع الهواء ببخار الماء
وهنا لا يحدث التبريد ونشعر بان درجة الحرارة مرتفعة أكثر مما هي في الواقع برغم أن درجة الحرارة هي نفسها في الحالتين
فإذن زيادة الرطوبة تعني الشعور أكثر بالحرارة والعكس صحيح
بل إن الرطوبة القوية ترفع الإحساس بالحرارة إلى درجات عالية ومرتفعة


مثال :
سجلت درجة الحرارة العظمى في مدينة الدمام 39 درجة مئوية .. فكم تصبح الدرجة المحسوسة مع رطوبة نسبية 30% و 50% و 80% ؟

عند رطوبة نسبية 30% الدرجة المحسوسة تصبح 45 درجة مئوية
عند رطوبة نسبية 50% الدرجة المحسوسة تصبح 53 درجة مئوية
عند رطوبة نسبية 80% الدرجة المحسوسة تصبح 65 درجة مئوية

وهذا جدول العلاقة بين درجة الحرارة والرطوبة النسبية

الندى والصقيع
الندى أو الطلّ هو تكثف بخار الماء وتحوله إلى قطرات ماء عند برودة سطح الأرض
فتظهر قطرات الماء على العشب أو على زجاج السيارات والأسطح الناعمة في الصباح الباكر ..

وكلنا يلاحظ هذا .. لكن ما تفسيره العلمي ؟
سوف نشرح ذلك ..
في الليالي هادئة الرياح صافية السماء تبرد الأجسام القريبة من سطح الأرض بسرعة بسبب إشعاع الأرض لطاقتها الحرارية
وبالتالي برودتها ثم برودة الأجسام حولها أكثر من برودة الهواء المحيط بها
ثم تتأثر طبقة الهواء الملامسة لسطح الأرض بهذه البرودة فتبرد كذلك حتى يصل الهواء القريب من الأرض إلى نقطة الندى
وعند الوصول إلى نقطة الندى يحدث هنا تكثف لبخار الماء وتظهر قطرات الماء على الأسطح الأكثر برودة مثل زجاج السيارات ومثل أوراق الأشجار
وعندما يكون إنخفاض درجة الحرارة يصل إلى الصفر المئوي أو أقل من ذلك تتحول هذه القطرات إلى ثلج نسميه صقيع

(نحب أن نستأذن من أصحاب الصور التي أوردناها في هذا الفصل .. وكذلك أحب أن أتقدم بالشكر لأخي الكريم ثعل البرد على معاونته في دعمي بهذه الصور
وأيضاً ساعدني برابط لموضوع مميز لخبيرنا المبدع أبو زيد إستفدت منه في الجزء الخاص بتصنيف السحب)


نعود لموضوعنا ..
لكون درجات الحرارة تكون أقل كلما إقتربنا من سط الأرض فإن الندى والصقيع أكثر ما يتكونان على أوراق العشب والأجسام القريبة من سطح الأرض
علماً بأن النباتات والأشجار تستفيد من هذه الظروف في غياب الأمطار


وقد ذُكر ذلك نصاً في كتاب الله الكريم (فإن لم يصبها وابل فطلَ)


فائدة ..
الخواجات لديهم بيت شعري نبطي حول هذا الموضوع.. نابع من خبرة الأجداد
يقولون فيه ..


When the dew is on the grass
rain will never come to pass


When grass is dry at morning light
look for rain before the night


وترجمته:


إذا شفت الندى فوق العشب فلا تحسبنّ المطر بيصبّ
وإذا شفت العشب ناشف تحرّى المطر واقف


المعنى من عندهم والصياغة والقافية من عندي
والله أعلم عن صحة المقولة


الضباب

كيف يتكون الضباب ؟


كلما زادت برودة الطبقة السطحية من الهواء القريبة من الأرض زادت قيمة الرطوبة النسبية
فإذا وصلت الرطوبة النسبية حول 75% يبدأ بخار الماء الموجود في الهواء في التكثف حول
ذرات الهواء الدقيقة جداً العالقة في الجو وهي تكون غالباً من أملاح البحر أو ذرات الغبار أو الدخان وغيرها
والتي تكون من خصائصها قبول الماء فتسمح لبخار الماء بالتكثف حولها
ومع تكثف الماء حول هذه الذرات يكبر حجمها فإذا سمحت الظروف بوصول الرطوبة النسبية إلى 100% زاد عدد الذرات المتكثفة
وكبر حجمها وأصبحت مرئية على شكل كتلة دخانية
أول التكثف يكون ذرات صغيرة جداً مثل التي نشاهدها حول إضاءة الشوارع في الليالي الرطبة وأكثر ما تشاهد فجراً مع برودة الهواء
هذه الكتلة الدخانية إذا تكونت على نطاق واسع فإنها تتحول إلى سحب قريبة من السطح نسميها الضباب


قياس الرطوبة


تقاس الرطوبة عن طريق جهاز السايكروميتر أو الهايجروميتر وفكرة عمله تعتمد على إستخدام مقياسين عاديين من المقاييس
التي تقيس درجة الحرارة عن طريق تمدد السوائل والتي شرحناها في الفصل السابق
يتم تثبيت ثيرمومترين متشابهين بجوار بعضهما ويلف على حجيرة أحدهما التي يوجد بها السائل قطعة قماش مبللة

وتوضع نهاية قطعة القماش في الماء فيصبح لدينا مقياس حرارة رطب ومقياس حرارة جاف
يتم تهوية المقياسين إما بمروحة أو بالتحريك السريع من أجل أن ينشف القماش حول حجرة السائل وبالتالي يسحب القماش مزيداً من البلل من طرف القماش الآخر
وعندها تنتقل البرودة من القماش المبلل إلى حجرة السائل فينكمش وتظهر القراءة الرطبة
ثم نقوم بحساب الفرق بين قراءة الثيرمومتر الرطب وقراءة الثيرمومتر الآخر ومن خلال معرفة الفرق نستطيع التوصل إلى تحديد نسبة الرطوبة في الهواء
طبعاً كلما تقاربت القراءتان دل هذا على إرتفاع نسبة الرطوبة والتعليل يرجع إلى أن المقياس الرطب لا يتأثر بتبريد بخار الماء الناتج من تهوية قطعة القماش
ولماذا لا يتأثر المقياس الرطب بالتبريد الناتج من بخار ماء القماش المبلل
لأن البخار أصلاَ لا يخرج من القماش المبلل
ولماذا لا يخرج بخار الماء من القماش المبلل بعد تهويته
لأن الهواء الخارجي رطب وبالتالي بخار الماء موجود في الهواء
ولو وجدنا أن القرائتين متساوية فمعنى هذا أن الهواء مشبع ببخار الماء