عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2013, 04:52 AM   رقم المشاركة : 229
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



وأن أتزوج أجمل الناس وأحرصها ديناً إن تمكنت، ولكن إذا دعا الداعي: (يا خيل الله اركبي وإلى الله ارغبي) كنت ك الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم، حينما رآه بين الشهداء، وقد تركه يتجهز للعرس قبل ساعة (اذهبوا لصاحبكم (أي والد العروس) فقولوا له زوج ابنتك، فإن الله استبدلها له من الحور العين)!!

وأن ألبس أجمل الثياب شكلاً، ولكن بجسدى لا بقلبي (لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)!!
وأن أسكن أفضل المنازل سعةً من المال الحلال؛ بنية التوسعة على أهلي (لأن سعة الدار من سعة الرزق) ولأن (أعظمها أجراً درهماً تنفقه على أهلك)!!
وأن أسعى لكسب المال الحلال من التجارة إن استطعت؛ لأوسع على إخواني المسلمين، فأقيل عثراتهم وأفرج كرباتهم؛ لأن (نعم المال الصالح للرجل الصالح)!!
وأن آكل من أطيب الطعام وألذه؛ وأنام على أصح الفراش وألينها، إذا تمكنت لأن (لجسدك عليك حقاً)!!
وهذا هو المعنى الحقيقي للزهد، أن تملك الدنيا بأسرها إن استطعت، ولكن لا تسمح لها أبداً باحتلال ولو جزء بسيط من قلبك!!
وإلا فكيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان يعانيه من شظف العيش وشدته، أن يزهد في جبال مكة ذهباً!! وهو الذي يعلم يقيناً أن الله نافذ وعده؛ إذا أشار بالإيجاب؟!
أليس لأنه لم يجعل للدنيا في قلبه أدنى نصيب؟!

وهذا هو عين الزهد ومقصده، فليس الزهد في تصرفات ظاهرية، لا توافقها قناعات باطنية؛ نجحت بالفعل في تطهير القلب من روث الدنيا، وجعلت يقينه فيما عند الله من الرزق أشد من يقينه فيما عند الناس، فزهد الزهد الحقيقي في الدنيا!!

حين ملك منها ما ملك بيده، ولكنها لم تملك ولو جزءً بسيطاً من قلبه!!

تابعوا . .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس