عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2013, 04:45 AM   رقم المشاركة : 227
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 10-12
السابق : كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 1-6
كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 7-9

كنت أظن . . ولكني اكتشفت. . فقررت!!
. . الحلقة العاشرة . .
(أدب الخلاف!!)
كنت أظن . .
أن إخلاصي كملتزم لما أعتقده من حق في أي مسألة، لا يجرم أبداً حماسي المطلق له؛ بل يبرره، ولو تعدى أسلوب الحوار حدود النقاش الموضوعي، ووصل إلى حدّ الاحتدام بيني وبين من يخالفني الرأي، أو حتى تمادى ليصل إلى حد القطيعة والمخاصمةبيننا!! فالحق أحق أن يُتبع، ولا أسف مطلقاً على من يخالف الحق!!

ولكني اكتشفت . .
أن هذا الحماس؛ وإن كان يمثل لدى صاحبه في الظاهر مظهراً من مظاهر التمسك بالحق والدفاع عنه - وهو مظهر نبيل - إلا أن الشيطان قد جعل منه وسيلة الخير التي أوقعه بها في مستنقع الشر!!
لاسيما إذا كانت أطراف النقاش ممن يظن في ظاهرهم الخير والالتزام، والحرص على تحري الحق، والحرص عليه ابتغاء وجه الله تعالى!!

إذ من المفترض يكون النقاش بينهم من أسمى ما يكون؛ باعتباره وسيلةً لإثراء العلم الشرعي، وإهداء النصائح المتبادلة بقصد النفع والفائدة؛ حيث أنهم جميعاً ينطلقون من أصول ثابتة، ومتفق عليها بينهم، تتمثل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ فكيف وصل بهم الخلاف إلى هذه المرحلة من احتدام النقاش؟!

بل وإلى هذا المستوى المتدني من إلقاء التهم، وسوء الظن المتبادل، والذي وصل إلى حد التشكيك في المنهج والاعتقاد؟! إلا إذا كان الشيطان قد نجح بالفعل في الانحدار بهم إلى منعطف خطير!! اندثرت معه النوايا الطيبة في نصرة الحق أو نشر العلم!! وانحصرت فقط في الحرص على الانتصار للرأي، واستعراض كل طرف لما لديه من العلم، وإبراز جهل الطرف الآخر!!

وهذا هو مستنقع الشر بعينه!!
لما فيه من شرور الخصومة، وسوء الظن، والتشهير، والتألي على الله في بعض الأحيان!! وإلباس الحق بالباطل على عوام الناس، حين يظهر لهم هذه الحزمة البشعة من التصرفات المشينة على أنها نصرة الدين وإظهار الحق!!

ناهيك عن أن السلف الصالح رضوان الله عليهم - والذين يتمسح فيهم معظم من يقومون بتلك التصرفات – لم يكن من هديهم أبداً مثل هذه الخصومات!!
بل قد وسعهم الخلاف فيما هو أعظم من تلك المسائل الفرعية التي يتشدق بها هؤلاء، ويقيمون الدنيا بسببها ولا يقعدونها!!
فكيف يسع السلف - مع عظيم علمهم - الخلاف مع أقرانهم ممن بلغوا من درجات العلم مبلغه؛ ولا يسع أمثالنا ممن بلغ مدراك الجهل أرذله؟!

لذا فقد قررت. .
أن اتق الله في دين الله!!

وأن أتعلم أدب الخلاف كما علمه لنا سلف الأمة الصالح(رضوان الله عليهم)!!

وأن لا أسوِّأ سمعة الملتزمين بدس كافة أنواع سوء الخلق وقلة الأدب وسوءالظن، تحت عباءة نصرة الحق والدفاع عنه!!
وأن أكون مخلصاً في نيتي لتعلم العلم الشرعي الذي يرشدني إلى رضوان ربي، وأن أحرص على ذلك ابتغاء وجه الله وحده (فلا رياءً ولا سمعةً)!!
وأن أكون بإخواني رفيقاً، مستمعاً أكثر مني متكلماً، لأفهم وأعي ما يقال لي، فلعل الحق مع من ينصحني ويوجهني.

وأن أنأى بنفسي عن الخلافات مع إخواني، مرجعاً مسائل الخلاف لمن هم بالعلم أولى مني، مع الحرص على التوجيه بالنصح من طرف خفي، سالكاً أفضل أساليب الحكمة في توصيل ما أراه من حق لمن خالفني (حرصاً عليه وحباً فيه) أولاً . . لا حرصاً على إبراز جهله وعلمي، أو الانتصار لرأيي أمام إخواني!!

هذا هو هدي سلفنا الذين نعتز بالانتساب إليهم دوماً، فهل من حريص على اتباع منهج السلف من إخواني؟!

قال تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُوْلُوا التِي هِيَ أَحْسَنْ، إِنَّ الشَيّطَانَ يَنْزَغُ بَيْهَمْ، إِنَّ الشَيّطَانَ كَانَ للإنسانِ عَدواً مُبِيْناً) الإسراء



كنتأظن . . ولكني اكتشفت. . فقررت!!

الحلقة (11)

(آلية معالجة القضايا!!)
كنت أظن . .

أن كافة القضاياوالمواقف التي تواجهني في حياتي اليومية كملتزم؛ لابد أن تكون محسومة لدي تماماً،ولا تحتمل التفاوض أو المهادنة!! (يا أبيض ياأسود)!!وكيف لاوأنا صاحب حق أدعو إليه، وأتبنى مبادئه في كل شؤون حياتي!!

ولا بأسبأن يتهمني الناس بالتشدد أو التطرف إلى غير ذلك من الأوصاف، فالإعلام لم يقصرأصلاً في تشويه صورتنا بمافيه الكفاية كمل تزمين،وبالتالي فكما يقول القائل :
)ضربوا الأعورعلى عينه؛ فقال خربانة خربانة)!!

ولكني اكتشفت . .

أنه ليس منالضرورة أن تحتمل كل القضايا التي تطرح المستوى المبالغ فيه من التشنجوالانفعال، سواء أكانفي أسلوبالتفكيرأوردة الفعل فيالتصرفات أوالأقوال!!
لاسيما وأنمعظم من نخاطبهم من الناس، هم بحاجة فعلية إلى من يوضح لهم الأمورببساطة ويسر؛ ليزيلعنهم أي لبس يمكن وقوعهم فيه؛ لتكون المحصلة أن نحبب إليهم الخير والحق بالمعروف والمعرفة،وأن ننفرهم من الشر والباطل بالحسنىوالإحسان،فيجعلهم يتبنون لا إرادياً وجهة نظرنابرحابةٍ وسعة صدر!!
ولا يفترضأن كل قضيةٍ تطرح للنقاش، تعتبر قضيةً مصيريةً،يضحى في سبيلها بالأوصروالعلاقات، وتنشب بسببها الخلافات!!
ولا نعنيبذلك تقليلاً من أي مسألة شرعية(عياذاً بالله) فكل ما يتعلق بأمر الدين، فهو بلا شك أمر هام(صغيراً كان أمكبيراً(لأنه دين الله،ولا شيء أعظم أبداً من أمر الله، قالتعالى : (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)الآية

ولكن مانعنيه هنا، هو أسلوب الطرح، وكيفية النقاش!!

حيث أنه من المفترض أن يكونطرحالدعاة وأسلوب نقاشهم قريباً جداً من قلوب الناس،وبسيطاً بل وغاية فيالبساطة؛ كي يصل إلى عقولهم، حتى يجد القبول اللازم لديهم، لاسيما وأن الأغلبية منهم أناس علىالفطرة، ومن اليسير على الداعيةالحكيم أني كسبهم في صفه بأسلوبه الطيب، بل ويجعلهم أول من يدافعون عنه في مواجهة دعاوى وسائلالإعلام الكاذبة!!

لا أنيكتفي بمجرد الصراخ والتشنجات والانفعالات التي يظنها البعض من موجبات نصرة الحق!!حيث تصدرمنه لا إرادياً، فتظهر على وجهه عبوساً،وعلى لسانه غلظة بل وتقذف صخوراً،وحبذا لو تنفل العقل الباطني عند البعض فيقوم بإنتاج فيلم درامي عن تاريخ الصراع بين الحقوالباطل!!

فيتوهم أنهيناصر الحق في وجه أباطرةالباطل!! وعليه فيقوم بتوزيع أدوار كفار قريش على من حوله من الناس!!

ليكون دورأبوجهل من نصيبالبقال!!وأبولهب من نصيب الجزار!!وعبد الله بن أبي بن سلول حتماً من نصيب الحلاق المسكين!!

ومن ثم تزدادالفجوة بيننا وبين عوام الناس يوماً بعد يوم!! حتى يكاد البعض منهم يتصور أننا قادمون من كواكب أخرى!!وبالتالي يسهل على الإعلام العلماني المشبوه؛ تضخيم الحواجز النفسيةبينالدعاة إلىالله؛ وسائر أفرادالمجتمع!!

ليبقى سوءتصرفنا من حيث لا ندري؛ هو السبب الرئيس وراء ذلك كله!!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس