عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2013, 10:48 AM   رقم المشاركة : 6
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

وجه الإعجاز:




إن أول ما يخطر في بالي بعد هذا العرض هو الإيجاز غير المخل الذي جاء في الآية الكريمة
﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[الرعد:41]، ولا أدل على ذلك غير العرض الذي اختصرته كثيراً من كلام العلماء سواء كانوا علماء التفسير أو علماء العصر، حيث حاولوا تفسير الآية بعبارات بشرية، بينما نرى الآية بألفاظها الوجيزة حملت في طياتها كل تلك المعاني من غير أي إخلال بالمراد الذي ادخره الله تعالى لعباده ليستنبطوا بما آتاهم من قدرات عقلية مكنون الخفايا وأسرار العلوم، فقد رأينا تلك المعاني التي توصل إليها العلم الحديث كيف أعطتبعداً علمياً رائعاً لمعنى إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏ولم يتعارض ذلك أبداً مع الدلالة التفسيرية لها‏, بمعنى خراب الأرض الذي استنتجه المفسرون‏, ‏أو توسع أرض المسلمين بالفتوح على حساب نقص أرض الكافرين، بل يكمله ويجليه‏.
وعلى عادة القرآن الكريم تأتي الإشارة الكونية بمضمون معنوي محدد‏, ‏ولكن بصياغة بلاغية وعلمية معجزة‏, ‏تبلغ من الشمول والكمال والدقة ما لم يبلغه علم الإنسان‏, ‏فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة هذه الإشارة العلمية الدقيقة إلى حقيقة إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏وهي حقيقة لم يدرك الإنسان شيئاً من دلالاتها العلمية إلا منذ عقود قليلة‏, ‏وقد يرى فيها القادمون فوق ما نراه نحن اليوم‏, ليظل القرآن الكريم مهيمناً على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها‏ ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾[المائدة:48], ‏ولتظل آياته الكونية وأسراره المخبوءة في طياته شاهدة باستمرار على أنه كلام الله الخالق‏, ‏وشاهدة للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقّاه بأنه‏ كان موصولاً بالوحي‏, ‏ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض‏، كيف لا والله تعالى يقول: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت:53].







رد مع اقتباس