عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2013, 10:46 AM   رقم المشاركة : 5
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

ثانيا‏:‏ في إطار دلالة لفظ الأرض على اليابسة التي نحيا عليها‏:‏




في هذا الإطار نجد معنيين علميين واضحين نوجزهما فيما يلي‏:‏
‏(‏أ‏)‏ أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها‏:‏
سطح الأرض ليس تام الاستواء وذلك بسبب اختلاف كثافة الصخور المكونة للغلاف الصخري للأرض‏, وكما حدث انبعاج في سطح الأرض عند خط الاستواء‏, فإن هناك نتوءات عديدة في سطح الأرض حيث تتكون قشرة الأرض من صخور خفيفة‏, وذلك من مثل كتل القارات والمرتفعات البارزة على سطحها‏, وهناك أيضاً انخفاضات مقابلة لتلك النتوءات حيث تتكون قشرة الأرض من صخور عالية الكثافة نسبياً وذلك من مثل قيعان المحيطات والأحواض المنخفضة على سطح الأرض‏.
‏فإذا بدأنا بمنطقة مرتفعة ولكنها مستوية يغشاها مناخ رطب‏, ‏فإن مياه الأمطار سوف تتجمع في منخفضات المنطقة على هيئة عدد من البحيرات والبرك‏ ‏حتى يتكون نظام صرف مائي جيد‏,‏ وعندما تجري الأنهار فإنها تحت مجاريها في صخور المنطقة حتى تقترب من المستوى الأدنى للتحات فتسحب كل مياه البحيرات والبرك التي تمر بها‏,‏ وعندما تصل بعض المجاري المائية إلى المستوى الأدنى للتحات فإنها تبدأ في النحر الجانبي لمجاريها بدلاً من النحر الرأسي فيتم بذلك التسوية الكاملة لتضاريس المنطقة على هيئة سهول مستوية‏(‏أو سهوب‏)‏ تتعرج فيها الأنهار‏,‏ وتتسع مجاريها‏,‏ وتضعف سرعات جريها‏‏ وقدراتها على النحرت,‏ وبعد الوصول إلى هذا المستوى أو الاقتراب منه يتكرر رفع المنطقة وتعود الدورة إلى صورتها الأولى,‏ وتعتبر هذه الدورة‏- التي تعرف باسم دورة التسهيب‏- صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏,‏ وينخفض منسوب قارة أمريكا الشمالية بهذه العملية بمعدل يصل إلى ‏0,03‏مم في السنة حتى يغمرها البحر.
‏(‏ب‏)‏ طغيان مياه البحار والمحيطات على اليابسة وإنقاصها من أطرافها‏:‏
من الثابت علمياً أن الأرض قد بدأت منذ القدم بمحيط غامر‏, ‏ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري الابتدائي للأرض بدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر‏, ‏ وبتصادم تلك الجزر تكونت القارة الأم التي تفتت بعد ذلك إلى العدد الراهن من القارات‏, ‏وتبادل الأدوار بين اليابسة والماء هو سنة أرضية تعرف باسم دورة التبادل بين المحيطات والقارات.
‏ليس هذا فقط بل أن من الثابت علمياً أن غالبية الماء العذب على اليابسة محجوز على هيئة تتابعات هائلة من الجليد فوق قطبي الأرض‏, ‏وفي قمم الجبال‏, ‏وانصهار هذا السمك الهائل من الجليد سوف يؤدي إلى رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات لأكثر من مائة متر‏, ‏وقد بدأت بوادر هذا الانصهار‏, ‏وإذا تم ذلك فإنه سوف يغرق أغلب مساحات اليابسة ذات التضاريس المنبسطة حول البحار والمحيطات وهي صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏.‏
وفي ظل التلوث البيئي الذي يعم الأرض اليوم‏, ‏والذي يؤدي إلى رفع درجة حرارة نطاق المناخ المحيط بالأرض باستمرار بات انصهار هذا السمك الهائل من الجليد أمراً محتملا‏ً, ‏وقد حدث ذلك مرات عديدة في تاريخ الأرض الطويل الذي تردد بين دورات يزحف فيها الجليد من أحد قطبي الأرض أو منهما معاً في اتجاه خط الاستواء‏, ‏وفترات ينصهر فيها الجليد فيؤدي إلى رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات وفي كلتا الحالتين تتعرض حواف القارات للتعرية بواسطة مياه البحار والمحيطات فتؤدي إلى إنقاص الأرض‏- أي اليابسة‏- من أطرافها‏, ‏وذلك لأن مياه كل من البحار والمحيطات دائمة الحركة بفعل دوران الأرض حول محورها‏, ‏وباختلاف كل من درجات الحرارة والضغط الجوي‏, ‏ونسب الملوحة من منطقة إلى أخرى, ‏وحركة المياه في البحار والمحيطات وعمليات المد والجزر‏, ‏والأمواج السطحية والعميقة‏، كل ذلك يؤدمي إلى ظاهرة التآكل‏(‏التحات‏)‏ البحري وهو الفعل الهدمي لصخور الشواطيء وهو من عوامل إنقاص الأرض‏(‏ اليابسة‏)‏ من أطرافها‏.‏

ثالثا‏:‏ في إطار دلالة لفظ الأرض على التربة التي تغطي صخور اليابسة‏:‏
‏(‏أ‏)‏ التصحر‏:‏
وهو زحف الصحراء على المناطق الخضراء وانحسار التربة الصالحة للزراعة في ظل إفساد الإنسان للبيئة على سطح الأرض، حيث بدأ زحف الصحاري على مساحات كبيرة من الأرض الخضراء‏, ‏وذلك بالرعي الجائر‏, ‏واقتلاع الأشجار‏, ‏وتحويل الأراضي الزراعية إلى أراض للبناء‏, ‏وندرة المياه نتيجة لموجات الجفاف والجور على مخزون المياه تحت سطح الأرض‏, ‏وتملّح التربة‏, ‏وتعريتها بمعدلات سريعة تفوق بكثير محاولات استصلاح بعض الأراضي الصحراوية‏, ‏أضف إلى ذلك التلوث البيئي‏, ‏والخلل الاقتصادي في الأسواق المحلية والعالمية‏, ‏وتذبذب أسعار كل من الطاقة والآلات والمحاصيل الزراعية مما يجعل العالم يواجه أزمة حقيقية تتمثل في انكماش المساحات المزروعة سنوياً بمعدلات كبيرة خاصة في المناطق القارية وشبه القارية نتيجة لزحف الصحاري عليها‏, ‏ويمثل ذلك صورة من صور خراب الأرض بإنقاصها من أطرافها‏(12).‏








رد مع اقتباس