[c]
هنا..في درجِ مكتبي ... يقبعُ دفتري ...
وهوَ دفترٌ فاخرْ ... ذو غلافٍ قوي... يميلُ لونهُ إلى الاخضرارْ ...
وفيه.. نقشتُ كلَّ ما تجلى في حياتي من أحداثْ ... أثرت في نفسي..فرَحاً..وحُزناً ... شعراً وَنَثْراً ...
فيه خواطري العشرة...
فيهِ قصائدُ نزار التي أُحبها ...
فيهِ ألمي... فيهِ جوارحي... فيهِ هواجسي ...
هذا الدفترْ ..اسمهُ.".هذا أنا" ..
لمْ أجد اسما يُناسبه غيرَ هذا ..
"هذا أنا"... مهري الذي سأهبهُ لامرأةٍ .. أنتظرها ...
فتأتي ..وتمسح عني كلَّ ما أصابني ...
تستأصلُ كل نُقوشِ الألمْ..ونَمنَماتِهْ ...
وتستبدلهاً.. بنقوشها .. وخِضابِ حنائها...
تغمرني بذلكَ العِطر الأندلسي الضاربِ في الحَضارة...
الضاربِ في الأُنوثة ... الضاربِ في الحنانْ ...
وتُسكنني عرشاً .. يتكون من حرفين اثنينْ
حاءٌ وباءْ..وأنا بينهما...أطيرُ كالفراش الملون...
تسمحُ لي أن آخُذها من يدها ...
وتفتحُ لي كلَّ بواباتها ...
فأكتشف معها كلَّ حضارتها ..
أقرأُ كلَّ ورقِ البردى ... لأجلِ عينيها ...
ولأجلِ عينيها ... أتعلمُ كلَّ لُغاتِ العهدِ القديمْ ...
البابلية.. والسومرية..والإغريقية .. والمسمارية....والفارسية ... والرومانية...
لأجلها..أُحاورُ كلَّ فلاسفةِ الصينْ ...
أصعدُ جبالَ الألبْ ... وأُبحر..
البحرُ الأبيضُ..والأحمرُ.. والأزرقُ.... و"الأخضرُ" .. و"الأصفر"...
فلاأجدُ حقيقةً أحلى منها... ولاأعذبَ منها...
فماذا أفعلُ ؟؟
لاأملكُ إلا أن أتجرأ..
فأُعين نفسي..مُتحدثاً رسمياً باسم البشرية...والإنسانية ..
والواقعية والخيالية ..والرومانسية .. والتقدمية والحضارية...والتاريخية...والجُغرافية...
وأُهديها ... اسَمها ... رمزاً جمالياً ..عِشقيا... مُتفرداً ...
لأنني بعد أن أنهيتُ جولتي تلكْ .. لمْ أجدْ حقيقةً أجمل ولاأعذبَ منها ...
وأُهديها ..اسمي ورَسمي...
وأُهديها ... "هذا أنا" ...
ديوان الحب ....[/c]