{ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }
(الصافات:107) .
و هذا ما جاء في التفسير ، فقد جاء فيه :
لما أضجعه للذبح ، نوديَ من الجبل : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا
وعليه يكون قوله تعالى : ﴿ و َنَادَيْنَاهُ ﴾جوابًا لقوله :
{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }
و تكون الواو رابطة لجواب ﴿ فَلَمَّا ﴾بشرطها .
و إنما جيء بها – هنا –
دون غيرها من أدوات الربط ؛ لما فيها من معنى الجمع ،
الذي لا يفارقها ،
فدلت على أن الجواب قد وقع مع وقوع الشرط في وقت واحد .
و لولا وجود هذه الواو في الكلام ، لتمَّ ذبح إبراهيم -
عليه السلام - لابنه
بعد أن صرعه على جبينه ، و لم ينفعه النداء شيئًا .
و هكذا يتبين لنا أن الله تعالى ، لما أراد أن يوقف هذا الذبح ،
ويمنع وقوعه ، قرن نداءه لإبراهيم - عليه السلام - بهذه الواو ،
التي قال البعض فيها : إنها زائدة ، و قال البعض الآخر : إنها عاطفة ،
و الجواب محذوف ، و عدوا حذفه من بلاغة القرآن و إعجازه ،
و لم يدروا أن سرَّ الإعجاز في إدخال هذه الواو على جواب
﴿ فَلَمَّا ﴾ ..
و من يعرف جوهر الكلام ، و يدرك أسرار البيان ،
يتبين له أن ما قلناه
في هذه الواو هو الحق . و الله تعالى أعلم بأسرار بيانه ،
و له الحمد و المنَّة ، وسلام على إبراهيم !!!