عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2013, 02:55 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


والصواب في هذا أن يقال -كما قرر ذلك الطبري-:
إن الله جل ثناؤه أمر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها،
وقد يدخل في { الَّذِينَ آمَنُوا } المصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم،
وبما جاء به، والمصدقون بمن قبله من الأنبياء والرسل، وما جاؤوا به،
وقد دعا الله عز وجل كلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده،
والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك،
فالآية عامة لكل من شمله اسم (الإيمان)،
فلا وجه لخصوص بعض بها
دون بعض.
والذي استدعى إثارة هذا السؤال مضمون الطلب في قوله سبحانه:
{ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ }، أي: الإسلام، على أرجح الأقوال؛
إذا كيف يتجه الطلب
إلى المؤمنين -وهم أصلاً مسلمون- الدخول في الإسلام؟
ولا بأس أن تعلم أيضاً، أن ابن عاشور جوَّز أن يكون المراد من
{ السِّلْمِ } في الآية معنيين آخرين:
الأول:
معنى المسالمة والمصالحة بين المسلمين، ويكون معنى الآية بحسب
هذا الرأي، طلب { السِّلْمِ } بين المسلمين، يأمرهم الله تعالى بعد أن اتصفوا
بالإيمان بألا يكون بعضهم حرباً لبعض كما كانوا عليه في الجاهلية،
وبتناسي ما كان بين قبائلهم من البغضاء والشحناء والعداوات..
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع:
( لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض )
متفق عليه
وعلى هذا، تكون الآية أصلاً في كون{ السِّلْمِ } أصلاً للإسلام،
وهو رفع التهارج بين المسلمين -وهو واقع بينهم اليوم- كما قال الشاطبي،
أي التقاتل وما يفضي إليه.
الثاني: أن يكون المراد من { السِّلْمِ } هنا السلم مع الله تعالى،
أي ادخلوا في مسالمة الله تعالى باتباع أوامره واجتناب منهياته،
كما أطلق (الحرب) على من عصاه وخالف أمره، في قوله تعالى:
{ فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
(البقرة:279)،
وفي الحديث القدسي:
( من عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب )
رواه البخاري.
وكلا التأويلين يحتملهما اللفظ، ولا يأباه سياق الآية






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس