عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2013, 04:35 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


حيث نجد في الآية الكريمة السابقة إفراد المشركين عن أهل الكتاب ،
فالمشركون (الوثنيون)لم يكونوا يعلموا بظهور نبي الإسلام ،
وكانوا يحاربوه لأنه صغرَّ آلهتهم وجاء بأمرٍ معارضٍ لمصالحهم ،
فكانوا السند و العون لأهل الكتاب في حربهم على الإسلام لأن غايتهم واحدة
بالرغم من اختلاف سبب الحقد والعداء .
الإعجــاز الغيبـــي
استخدام صيغة المضارع
ورد في الآية الكريمة أربعة أفعال كلها بصيغة المضارع ، وهي على الترتيب
(يريدون) ، (يطفئوا) ، (يأبى) ، (يتم) . و الفعل بصيغة المضارع يدل
على الحال و الاستقبال (الاستمرار) .
استخدام الحرف " أن" بعد الفعل " يريد " .
بعض الأفعال في اللغة العربية لا يجوز أن تقع في زمن الماضي ،
لأنها تفيد الاستقبال ، مثل فعلي " أمرت "و" أردت ". فلا يجوز أن
تقول : أمرتك أن قمت ، ولا أردت أن قمت .
و اعتمد العلماء على هذا القول من استخدام الحرف " أن"التي يمكن
أن تكون مع الماضي في غير " أردت "و " أمرت " ، وذكروا لها
معنى الاستقبال بما لا يكون معه ماض من الأفعال بحال .
و منه عندما يأتي الحرف " أن " بعد الفعل " يريد " فإن الاستقبال
يكون من وجهتين :
الأولى : من الفعل نفسه لأنه بزمن المضارع .
و الثاني : في دخول الحرف " أن "الذي يفيد مع الفعل
" يريد "زمن المستقبل .
" و يأبى الله إلا أن يتم نوره " .
الإباء :شدة الامتناع ، فكل إباء امتناع و ليس كل امتناع إباء .
و لكن كيف دخلت " إلا " و الكلام ليس فيه حرف نفي ؟
مع العلم أن العرب لا تقول " ضربت إلا زيداً " . و الجواب أن العرب
تحذف حرف النفي مع الفعل " أبى " .
و التقدير: و يأبى الله كل شيء إلا أن يتم نوره ، و قد تمَّ و انتشر
و ظهر في كل أصقاع المعمورة و لله الحمد ، وهذا مصداق
قول الله سبحانه و تعالى :
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
و َلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
[التوبة] .
الخلاصـــــــة :
يريد الكفار أن يطفئوا نور الله بأفواههم : و هنا لا يقتصر القول فقط
على الحملات التي شنها الكفار الذين عاصروا
رسول الله صلى الله عليه و سلم و شهدوا ما شهدوا من المعجزات التي
لا تقبل الشك أبداً بأنه نبي مرسل ، بل تتعدى ذلك الزمن إلى يومنا هذا ليقوم
أعداء الدين بمحاربته و تشويه سمعته و النيل من أحكامه عبر وسائل
الإعلام والمؤتمرات و الندوات ، و ستستمر إلى يوم القيامة ،
و هنا يكمن إعجاز القرآن الكريم الكتاب الذي أنزله الله سبحانه و تعالى
على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عندما أخبرنا عن أمور غيبية
نشهدها اليوم بعد مرور أربعة عشر قرناً من البعثة ،
و ذلك من خلال استخدام صيغة الفعل بالمضارع ليدل على الحال
(زمن النبوة) ، و الاستقبال (الاستمرار)إلى عصرنا الحالي .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس