عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2013, 06:00 PM   رقم المشاركة : 166
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



قد يقول قائل ..
لماذا الأم دون الأب !!..
قلت : لا شك أن فضل الأب كبير ولكن فضل الأم أكبر ..
قال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً } ..
قال ابن عطية : ذكر الله الأم في هذه الآية في أربع مراتب والأب بمرتبة واحدة جمعه مع الأم في قوله{ بِوَالِدَيْهِ } ثم ذكر الحمل للأم ، ثم الوضع لها ، ثم الرضاع الذي عبر عنه بالفطام ..
ففضلها عظيم ..
ومكانتها كبيرة ..
وفضلها لا يعرفه إلا الله ..

لفضلك أمي تذل الجباه ***** خضوعاً لقدرك عُرف أصيل
وذكرك عطر وحضنك دفء ***** فيحفظك ربي العلي الجليل
لأمي أحن ومن مثل أمي ***** رضاها علي نسيم عليل
حنانك أمي شفاء جروحي ***** وبلسم عمري وظلي الظليل
وبعد الله أرنو إليك إذا حلَّ خطب ***** وأثنى الكواهل حمل ثقيل
بدعواك أمي تزول الصعاب ****** فدعواك أمي لقلبي السبيل
فيا أمي أنت ربيع الحياة ***** ولون الزهور ونبع يسيل
على راحتي كم سهرت الليالي ***** وتلوع قلبك عند الرحيل
فدومي لنا بلسماً شافياً ***** وبهجة عمري وحلمي الطويل
ولحن شجي على كل ساه ***** فمن ذا عن الحق منا يميل

أغلب القصص التي سأذكرها تدور حول عقوق الأولاد ..

ولم أكثر من قصص البر لأن البر
واجب ..
واجب على الأبناء وليس للأبناء فضل في ذلك ولا منة
..

ولأنه حق عليهم ..
فمن فعله فقد أدى واجباً ..

ولكن من عق والديه
هو الذي يجب أن نحاسبه ونقول له :
قف ..قف فإن طريقك هذا يؤدي إلى النار وبئس المصير ..
وإلى أول العناصر والأخبار ..
احذر دعوة المظلوم ..
احذر دعوة المظلوم ..
فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ..
احذر دعوة المظلوم ..
فإن الله يرفعها فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب :
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ..
فكيف إذا كان المظلوم أماً أو أباً ..
فكيف إذا كان المظلوم أماً أو أباً
..
قال كعب الأحبار :
إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقاً لوالديه ليعجل له العذاب ..
وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان باراً بوالديه ليزيده براً وخيراً ..
حدث أحد الثقات قائلاً : جلست مع شيخ معروف فأخبرني هذا الخبر..
يقول الشيخ : جاءني رجل وهو يلعن أمه ..
جاءني رجل وهو يلعن أمه فنهيته عن ذلك ثم سألته : ما ذنبها ، وما جرمها ، وما هي خطيئتها ؟!..
قال :عملت سحراً لزوجتي ..
قلت له : وكيف عرفت ..كيف عرفت أنها هي ؟!..
قال :
زوجتي أخبرتني بذلك وهي تنكر ذلك _ يعني الأم _ ..
قلت :
عجباً تصدق زوجتك وتكذب أمك !!..
يقول الشيخ فطلبت رؤية أمه فجاء بها ابنها الأكبر ، وجمعت بينهم ، وكثر النقاش ، وطال الحوار ، ونفسي تحدثني _ يعني الشيخ _ ونفسي تحدثني أن الزوجة كاذبة ..
سمعت من الأم أيماناًً وبكاء حاراً يدل على صدقها ، وأصرت الزوجة أن لا تقبل اليمين من الأم إلا في بيت الله الحرام ..
فقلت لهم بعد ان أصرت زوجة الابن : اذهبوا إلى بيت الله الحرام ..
ثم طلبت رقم هاتف الابن الأكبر واتصلت به بعد يومين فقال :
ذهبنا لبيت الله الحرام ودعت أمي على نفسها..دعت أمي على نفسها بأن لا تعود إلى بيتها إن كانت فعلت وتضرعت إلى الله أن ينتصر لها من ابنها وزوجته إن كانت مظلومة ..
يقول الابن للشيخ ثم عدت بأمي ودموعها على خدودها ..
فلما وصلنا وجدنا الخبر أمامنا في بيتنا ..
أن أخي وزوجته ماتا على إثر حادث لهما في الطريق ..
فلما وصلنا وجدنا الخبر أمامنا ..
أن أخي وزوجته ماتا على إثر حادث لهما في الطريق ..
أما قال الله
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} ..
كيف إذا كان المظلوم اماً أو أباً !!..
اتق الله يا زوجة الابن ..
اتق الله يا زوجة الابن ..
اتق الله في أم زوجك ..
فأنت عندك أم تريدين أن تبريها وهو مطالب ببر أمه ..
بل حقها أعظم حق عليه بعد حق الله ..
فلولاها ما كان ..
هل أنت التي حملتيه !!..
هل أنت التي التي ربيتيه !!..
هل أنت التي احتضنيه !!..
اتق الله يا زوجة الابن فأنت ستكونين أماً في يوم ما ..
هب أن الأم أخطأت هل يحق لنا أن نسيء معاملتها وننسى فضلها ..
أما أمرنا الله ببر الوالدين ولو كانا كافرين فقال :
{ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً } ..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم :
(( رضى الله من رضا الوالدين ..
وسخط الله من سخط الوالدين ))..

اعلمي واعلم أن كل شيء يعوض في هذه الدنيا ..
الزوجة لو طلقتها ستتزوج وستجد من هي أفضل منها ..
وهي كذلك ستتزوج من هو أفضل منك ..
والأبناء ستنجب غيرهم ..
والأموال ستجمع مثلها ..
لكن كيف لو فقدت أمك أو فقدت أباك ..
لكن كيف لو فقدت أمك أو فقدت أباك ..

بصراحة كم واحد منا يقبل يد أمه ..
وكم واحد منا يقبل رأسها ..
وكم واحد منا يجلس بين قدميها ..
وكم واحد منا يكلمها بأدب واحترام ..
صدقوني ..
لو نظر كل واحد منا إلى أسلوب تعامله مع أمه لوجد نفسه عاقاً وجاحداً ..
الحقيقة ..
أننا بحاجة ماسة لإعادة النظر لعلاقاتنا مع أمهاتنا ..
أما تدرون أن في الإحسان للوالدين متعة في الدنيا وسعادة في الآخرة ..
والله إننا لنعجب ممن يظهرون على وسائل الإعلام يتحدثون عن علم الاجتماع وترتيب الأسرة وتنظيم العلاقات بين أفرادها ، وعلى الجانب الآخر ترقد أمهاتهم في دور العجزة والمسنين ..
أقسم بالله العظيم بعد وفاة الأم وهداية الابن العاق يتمنى هذا الابن ..
أن تخرج أمه رأسها من قبرها ليقبلها ويقول لها :
أماه سامحيني ..
أماه سامحيني ..
قال رجل لعمر بن الخطاب : إن لي أماً بلغ بها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها فهل أديت حقها ..
قال : لا ..لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك ، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها ..
قلت أنا : أين حنانك من حنانها !!..

اسمع ..
اسمعي ..
اسمعوا معي ..
اسمعوا هذه الصورة التي تبين حنان الأم وشفقتها ..
ما أروعها من صورة ..
تقول عائشة رضي الله عنها : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها عائشة ثلاث تمرات ؛ فأعطت الأم كل واحدة منهما تمرة ورفعت التمرة الثالثة إلى فيها لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ..
تقول عائشة فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت الأم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إنَّ الله قد أوجب لها الجنة ..
إن الله قد أوجب لها الجنة ، أو أعتقها من النار ))..
فأبشري أماه ..
أبشري أماه لن يضيع السهر والتعب ..

العنصر الآخر ..
لا أصدق ..
لا أصدق أنهم فعلوا بك هذا يا أماه ..
اسمع واسمعي الأم العجوز تروي خبرها ..
تقول حملته في بطني تسعة أشهر ومات أبوه بعد ولادته بأشهر ..
فكنت له أباً وأماً هو وأخته التي تكبره بسنوات ثلاث ..
من حبي له لم أفطمه إلا بعد ثلاث سنوات وبعد أن تركه بنفسه ..
أسبغت عليه كل حبي وحناني ولما بلغ سن الزواج زوجته من فتاة أحبها لأخلاقها ودينها وكرم أهلها ..
طلقها بعد خمس سنوات ..
بعد أن أنجبت له ولداً وبنتاً ..
طلقها لأنها كما يقول غير متعلمة ..
وتزوج أخرى تعمل مدّرسة ..
وقمت أنا بتربية ابنه وابنته ..
وكنت أخدم زوجته لكونها مدّرسة ونفسي راضية ..
وبعد فترة أصبحت لا تحب طعامي وتقول أني لا أعتني بالبيت كما ينبغي ..
فطلبت خادمة وتكفلت هي بمرتبها ..
ولما جاءت الخادمة استغنوا عن خدماتي ..
وأصبحت ضيفة ثقيلة على زوجة ابني ..
أصبحت ضيفة ثقيلة على زوجة ابني ..
أخذت تتهمني بالتدخل فيما لا يعنيني وأني أتدخل بشؤون الخادمة ، بل وأني أتلفظ عليها بألفاظ لا تليق ..
أصبح ابني لا يكلمني ..
بل أخرجني من غرفتي داخل البيت إلى الملحق الخارجي للبيت حيث سكن الخادمة ..
وأدخلوا الخادمة مكاني لحاجتهم لها ..
أدخلوا الخادمة مكاني لحاجتهم لها كما يقولون وخوفهم عليها ..
أما أنا فانتهت حاجتهم لي ولماذا يخافون علي !!..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذ بك ..
تقول : تحملت هذا ورضيت وكتمت غيظي لأنه ابني أحبه ، ثم من أجل ولده وبنته من زوجته الأولى ..
في يوم عدت من زيارة ابنتي التي تسكن في مدينة أخرى ..
فلما توجهت إلى الملحق الذي أسكن فيه وجدت عفشي وفراشي وصندوقي الصغير قد وضعوا خارج الغرفة ..
ولما طرقت الباب عليهم أسألهم عن السبب قالت زوجة ابني وابني يقف خلفها :
لقد احتجنا للملحق ليكون مستودعاً لأغراضنا ..
قالت : وأنا أين أذهب ..أنا أين أذهب وبمثل هذا الوقت ؟!..
قالت _ يعني الزوجة _ اذهبي إلى أي مكان ..اذهبي إلى أي مكان إلا داخل البيت وأرض الله واسعة ..
لا أصدق أماه أنهم يفعلون هذا بك ..
أين القلوب !..
أين المشاعر !..
أين الإحساس !..
تقول الأم : العجيب أن ابني خلفها لم يحرك ساكناً ولم ينطق بكلمة ..
طرقت باب الجيران في جو شديد البرودة فلما دخلت على جارتنا قلت :
أريد ان أبيت عندكم الليلة ..
فاستغربت ماذا أقول لها ..فصارحتها فبكت غير مصدقة ..
قلت لها : فقط سأبات عندكم الليلة ثم في الصباح ستأتي ابنتي لتأخذني ..
فقالت : لا عليك والبيت بيتك ..
تقول العجوز ثم في الصباح اتصلت بابنتي وأخبرتها بالخبر وطلبت منها أن تحضر لتأخذني عندها ..
لكنها اعتذرت ..
لكنها اعتذرت لأن زوجها تضايق جداً عندما جلست عندها يومين فقط فكيف إذا سكنت عندهم ..
ثم أغلقت سماعة الهاتف ..
يالله ..
أماه ..أيعقل أنهم فعلوا هذا بك ..
أين جزاء الإحسان !..
أما علموا أن الزوج إذا فقد فبدله زوج آخر ..
وأن الزوجة إذا ذهبت فبدلها زوجة أخرى ..
ولكن إذا ذهبت الأم فكيف سيأتون بأم غيرها ..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذا بك ..
تقول العجوز : أغلقت ابنتي سماعة الهاتف ومعه أغلقت باب الأمل ..
كنت آمل أن أسكن عندها لأنها ابنتي وهي التي سوف تتحملني وتتحمل كبري وعجزي ..
وصرت أبكي حتى لم أجد دموع أبكيها ..
وعلمت جارتي بالخبر شاطرتني البكاء وقالت : لا عليك فهذا بيتك ونحن أهلك..
وعن طريق أحد المحسنين في حينا لما علم بقصتي وفر لي سكناً قريباً وقام بتجهيزه وقال لي نحن مستعدون لخدمتك من كبيرنا إلى صغيرنا ..
كان أهل الحي يزوروني ويقدمون لي كل شيء إلا ابني لم يزرني ..
بل مرضت مرضاً شديداً وأخذني الجيران للمستشفى وصار أهل الحي يزوروني إلا ابني ..إلا ابني لم يزرني ولم يسأل عني ..
وها أنا أنتظر زيارته وقلبي يتقطع عليه ..
وها أنا أنتظر زيارته وقلبي يتقطع عليه ..
وأدعو الله أن يسامحه ويعفو عنه ..
ما أرحمك اماه ..
رغم ما صنع وفعل لا زلت تدعين له بالعفو والمغفرة ..
لا أصدق أماه أنهم فعلوا هذا بك ..
ولكن ..






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس