تابع الجزء الثانى
الحلقة السبعون
غزوات رسول الله صلى الله عليه و سلم
غزوة حُنَيْن ( أوطاس ) لقبيلتي هوازن وثقيف
( الجزء الثانى و الأخير )
كيف وصف القرآن الكريم نصر المسلمين في غزوة حنين ؟
ج وصف القرآن الكريم نصر المسلمين في غزوة حنين،
بقوله تعالى:
{ لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)
ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا
وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }
(سورة التوبة).
كيف تصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بغنائم غزوة حنين ؟
ج بالنسبة لغنائم غزوة حنين، فقد انتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم
بضعة عشر يوماً بأمل أن يعود القوم ويسلموا كي يرد عليهم مالهم وسباياهم،
فلما مكثوا على حالهم، قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم الفيء على المسلمين المحاربين
وكبار القبائل وقريش. ولم يكن نصيب الأنصار إلا اليسير.
كيف استقبل الأنصار نصيبهم اليسير من فيء غزوة حنين ؟
ج استقبل الأنصار نصيبهم اليسير من فيء غزوة حنين، بعدم الرضى،
مما جعلهم يجدون على رسول الله صلى الله عليه و سلم
كما قال سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه و سلم.
كيف تصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما علم من سعد بن عبادة
بأن الأنصار يجدون عليه في توزيع فيء غزوة حنين ؟
ج عندما علم رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعد بن عبادة
بأن الأنصار يجدون عليه في توزيع فيء غزوة حنين، طلب منه أن يجمعهم أمامه،
ليتكلم صلى الله عليه و سلم بما في نفسه،
ويقول لهم :
( يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم ، وجدتموها في أنفسكم ،
ألم آتِكم ضُلاَلاً فهداكم الله بي ، و عالة فأغناكم الله بي ،
و أعداءً فألف الله بين قلوبكم ).
قالوا: الله أمن وأفضل.
فقال لهم :
( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ ).
فردوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ولرسول الله الفضل والمن.
قال لهم :
( أما الله لو شئتم لقلتم فلصدقتم و لصدقتكم ، أتيتنا مُكذباً فصدقناك ،
و مخذولاً فنصرناك ، و طريداً فآويناك ، و عائلاً فواسيناك .
أوجدتم عليّ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا ،
تَأَلَّفْتُ بها قوماً ليسلموا ، و وكلتكم إسلامكم ،
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء و البعير ،
و ترجعون برسول الله إلى رحالكم ،
فوالذي نفس محمد بيده لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ،
و لولا الهجرة لكنت أمرءأً من الأنصار ، و لو سلك الناس شعباً و وادياً ،
و سلكت الأنصار شعباً و وادياً لسلكت شعب الأنصار و أوديتها ،
الأنصار شعار و الناس دثار ،
اللهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار ) ...
قال الراوي : فبكى الأنصار حتى اخْضَلَّتْ لحاهم ،
ثم قالوا : رضينا برسول الله صلى الله عليه و سلم قسماً وحظاً .
هل اكتفى فرسان المسلمين بهزيمة المشركين يوم حنين ؟
ج لم يكتف فرسان المسلمين بهزيمة المشركين يوم حنين، بل تتبعت الجيش المنهزم
إلى وادي نخلة حتى أجهدوهم، وكان قتلاهم كثيراً،
حتى أن قوم بني رئاب قد لاقوا جميعهم حتفهم.
كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه و سلم مع بقية المشركين بأوطاس يوم حنين ؟
ج كان بعض المشركين بأوطاس، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
أبا عامر الأشعري في رجال، وحدث قتال بينهم، فَقُتِلَ أبو عامر بسهم،
فأخذ الراية أبو موسى الأشعري وهو ابن عمه، فقاتلهم حتى فتح الله على يديه فهزمهم،
وظفر المسلمون بالغنائم والسبايا. وأمر صلى الله عليه و سلم بالسبايا والأموال
فجمعت إلى الجعرانة
" وهي موضع ماء بين مكة والطائف "،
وجعل عليه بُديل بن ورقاء الخزاعي.
من هي التي كانت مع سبايا المشركين بأوطاس يوم حنين ؟
ج كان مع سبايا المشركين بأوطاس يوم حنين، الشيماء بنت الحارث بن عبدالعزى،
فقالت لهم: والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة،
فلم يصدقوها حتى أتوا بها لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت له: إني أختك،
قال:
( و ما علامة ذلك ؟ ) ،
قالت: عضة عضضتها في ظهري و أنا متوركتك ،
فعرفها وبسط لها رداءه وأجلسها عليه وخيَّرها
فقال :
( إن أحببت فعندي مكرمة محبّبة و إن أحببت أن أمتعك و ترجعي إلى قومك ) ،
قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، ففعل صلى الله عليه و سلم.