تابع الجزء الثانى
الحلقة الخآمسه و الأربعون
تابع : غزوات رسول الله صلى الله عليه و سلم
غزوة بدر الكبرى
الجزء الثانى
كيف عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم القوة
التي أتت بها قريش واستعداداتها ؟
ج عندما توقف جند الإسلام في قرية الصفراء قرب بدر،
أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم كلاً من بسبس بن عمرو الجهني
وعدي بن أبي الزغباء، يستجلبان له الأحوال حول تلك المنطقة إلى بدر،
وليعرف مدى القوة التي أتت بها قريش واستعداداتها المتوقعة.
فسمعا جاريتين من جواري الحاضر تقولان: إنما تأتي العير غداً أو بعد غدٍ.
ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبراه بما سمعا.
كيف استنتج رسول الله صلى الله عليه و سلم عدد قريش
المحاربين في غزوة بدر الكبرى ؟
ج استنتج رسول الله صلى الله عليه و سلم عدد المحاربين في غزوة بدر الكبرى،
من رجلين كانا يسقيان الماء لقريش، وقد أمسك بهما علي والزبير وسعد بن أبي وقاص،
الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليتحسسوا العدوّ ويتعرفون أخباره،
فأتوا بهما إلى المعسكر الإسلامي فسألوهما، فقالا: نحن سقاة لقريش، فأنكروا عليهما ذلك،
واتهموهما بأنهما سقاة للعير لا لقريش
رغبة من الصحابة في العثور على العير لا على النفير،
لأن العير لا شوكة فيها بخلاف النفير وهم يودون غير ذات الشوكة
كما قال تعالى:
{ وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ
وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ...(7) }
(سورة الأنفال)
وسألوهما، فلما أصرّا على ما قالا ضربوهما، فقالا: إنهما لأبي سفيان.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي، فلما سلَّم من صلاته
قال لهم:
( إذا صدقاكم ضربتموهما ، و إذا كذباكم تركتموهما .
صدقا والله إنهما لقريش. أخبرانا عن قريش ؟ ).
فقالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
( كم القوم ؟ ).
فقالا: كثير.
قال صلى الله عليه و سلم:
( فما عِدتهم ؟ ).
قالا: لا ندري!.
فقال صلى الله عليه و سلم:
( كم ينحرون كل يوم من الإبل ؟ ).
قالا: ما بين التسعة إلى العشرة.
فقال صلى الله عليه و سلم:
( إذاً القوم ما بين التسعمائة و الألف )،
ثم قال لهما:
( فمن فيهم من أشراف قريش ؟ ).
قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البَخْتري بن هشام، وحكيم بن حزام،
و ... ذكرا كمَّا من أشراف قريش.
وهنا أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس
وقال:
( هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها ).