يا خاطفي وين ألقى عزتي في زمان المذلة !
:::
:::
بـالجامعه
كانت شهد ماشيه بطريقها تدور ريماس تبي تكلمها وتجلس معها مشتاقه لسوالفها وأخبارها
سمعت أحد يناديها بأسمها من بعيد ..كأنها عرفت صاحبة الصوت البغيضه ..كملت طريقها بدون ماتلف لمصدر الصوت ومطنشه ولا عبرتها ..
..: شـــــــهــــــــــد !!... مسكتها مع يدها ولفتها عليها
شهد لفت عليها وحطت عين بنظره قويه حاده وبصوت حاد : نـــــعــــم .. أي خدمه
فاتن ولمعه الحزن البراقه بعينها : أبي اتكلم معك
شهد تسحب يدها من يد فاتن قالت بصوت حاد جدا : الكلام اللي بيننا انتهى .. ولاتتعبين نفسك وتجيني مره ثانيه لاني بكل بساطه ماعدت اشوفك ...
وطلت فيها من فوق لتحت ولفت عنها وكملت طريقها لانها ماهي طايقتها ولا طايقه تشوف وجهها للي يذكرها بالايام الماضيه .. ويذكرها بمدى تفكيرها المحدود ..
شافت ساره تاشر لها من بعيد ومشت بأتجاهها
شهد بأبتسامه : ويش فيك تناديني
ساره : اخيرا لقيت احد عبرني ويسولف معي تعالي عازمتك على عصير طازه
شهد تضحك : كلي فادك ياحلووه .. ويش عندك
ساره : طفشاااااااااااانه مووووت سولفي وقرقري وبربري على راسي
شهد : من عيوني .. شفتي اخر شي صار لي شنو
ساره بحماس : شنو
شهد : هذي سلمك الله فاتنووه ...
:::
:::
:::
فهد وقف وصرخ بصوته اللي تردد صداا بقاعه الأجتماع : تـــــــــســـــــيب ... وقالبين لي المكاتب كوفي .. وبهرجه لاخر شي ... واخر شهر راتب تستلمونه بارد مبرد على قلوبكم ...
سلطان يحط الملف عند يد فهد اللي معصب ولا يشوف طريقه اللي قدامه : سلطان
سلطان : هلا طال عمرك ..
فهد يطالع ويتأمل وجيه الموظفين : كل واحد مخصوم من راتبه ... وعقوبات تنفذ فيهم كلهم من اصغر واحد الى اعلى واحد .. واضافة لساعات الدوام ... " بصوت حاد " .. مو بشركتي يصير الأهمال ... كل واحد على مكتبه يالله ..ومابي أي اعتراض
بعد ماطلعوا كل الموظفين قفل سلطان باب مكتبه الكبير وبقى لوحده مشى ببطئ وهو يتامل مكتبه الواسع .. سكر باب غرفة الاجتماعات شاف كرسيه خلف المكتب .. جلس عليه وكله تعب وأرهاق .. تذكر كلمه رنت بأذنه ..
{.. أنـــا أسف اســتاذ فهد .. أنـــت مريـــض بـــ... }
غمض عيونه بألم .. تمنى جده يكون عايش يشكي له همه وضيقه وتعبه .. وينه ووين الحياه كل ملذاتها تحت طوعه وأمره .. ولكن فقد أهم عامل ترتكز عليه الحياه وهو { من كان مع الله في الرخاء .. كان الله معه بالشده } .. وين صلاته ؟! وين استغفاره ؟!. وين صدقاته ؟!. مسلم بالاسم فقط .. فكر بنفسه وحاله كل يوم يزداد سوء .. تفكيره شيطاني بحت .. مقتصر على شهواته .. أراداته .. أمنياته اللي يحققها حتى لو كانت تكلفه انه يلوث نفسه بالوحل .. تذكر لــــيــــان .. تذكر مصيبتها الكبيره اللي ماله يومين داري فيها وبالصدفه عرف هذا الشي .. تذكر ندى البريئه ذات الضعف والأنكسار ... وشخصيتها الأنهزاميه .. تــــذكر الــتــي أرقت نومه وأسهرت ليله .. تذكرت من كلماتها كالرصاص تتردد في مسمعيه ...
{..شـــــــــــــوق..}
بدأ العد التنازلي مالا يقل عن 12 يوم باقي عن زواجه منها
نسى كل شي حوله وركز نظراته على هدفه المهم بحياته .. حطم حياته في يوما من الايام .. وبقى ان يدفن جثمانها حتى يريحها من ألــــم الحياه
سحب جواله من على مكتبه وضغط على رقمها اللي يحمل اسم ( حقيرتي ) .. دق مره ومرتين ولاجاه رد منها
كــانت بالمطبخ
سمعت صوت مشاري يبكي .. اخذت رضاعته وراحت له بغرفتها وشالته من سريره وغيرت له ملابسه ونظفته ورضعته .. دق جوالها وكان بعيد على الكمودينه .. شالت ميشو وجلست على سريرها أول ماشافت أتصاله جن جنونها .. كل اوقاته تكون غير مناسبه .. تركته وماردت عليه
شوق
جيت من المطبخ على صوت مشاري اللي صحى من نومه وكان يبكي مرره .. توقعته جوعان وسويت له حليب حتى يرضعه .. وشلته من سريره وكان عيونه منتفخه من النوم ضحكت على شكله الملائكي الساحر اخذته ودخلنا الحمام وبدلت له ملابسه ونظفته حتى يصحصح وينتعش .. بعد ما طلعت وانا الاعبه مع باطن رجوله واحرك اصابعي حتى اشوف بسمته الله تنسيني الدنيا ومافيها .. "الأم "شعور الام اروع شعور بالدنيا تمنيت اني أكون أم واحد ينادي بكلمة ماما .. ذاك الوقت يمكن انسى كل عذاب السنين وتمنحى اسوء ذكريات الزمان المريب .. فكرت فيه فكرت بأنتقامي منه أربكني تفكيري المجنون .. لو حملت منه وصار أب اولادي ويش بيكون مصيري معاه .. هو أخر من افكر واتمنى انه يكون شريك حياتي أو يشاركني بحق خاص فيني
سمعت صوت ميشو وهو يلعب ويحرك يده بعشوائيه وكان شعري منسدل على وجهي وهو بحركه لا أراديه منه بعده عن وجهي .. بسته على خده .. وابتسمت واخذت رضاعته ورضعته ... قاطع أنسجامي مع أنيس وحدتي ميشو صوت جوالي كنت على طرف السرير والجوال عالكمودينه بالطرف الثاني .. وقفت ومشيت له بكسل وخمول جلست جنب الكمودينه وأخذت الجوال وأنا متأففه من وقت الاتصال الغلط .. أول ماشفت اسمه ارتجفت .. حست الآه تخنقني .. وصوت بحاته المخيفه تتردد على مسمعي .. خفت ارد عليه ويجرحني كالمعتاد بكلامه القاسي .. احاول اتمنع عن مواجهتي معه حتى لو بالكلام لان كل واحد فينا يحاول ينبش جروح الثاني .. أنا بالنسبه له ورقه مكشوفه وخسرانه ولا يهمه اقتنائها .. لكن هو اكبر علامات الاستفهام تلتف حوله .. غموضه غريبه هدوء غريب ...ونظراته اغرب .. لما يطالعني احسه يطالع لشي بعيد المدى . وراه عالم مختفي بوسامته القاتله وجاذبيته الآسره وغناه المغري .. واحساسي انه عالم كل قذورات وذنوب وقرف عالم الله وحده يدري ويش فيه من خلل ..
أنقهر منها هذي المره الثالثه اللي يدق فيها وماترد
فهد وأعصابه فايره مره : هين ياشوق شغلك عندي .. تطنشيني والله لا أخليك تندمين
دق عليها للمره الرابعه ويتمنى ماترد حتى يسوي اللي براسه .. كان معميه الحقد والعصبيه والكره .. جاه صوتها الهادئ البعيد والناعم : الــــــــــــو
فهد ببحته المعهوده : تطنشين ؟!.. سمع صوت طفل يبكي
شوق ببرود : كنت حاطته سايلنت والحين شفت ضوه ورديت
فهد بحده : لاتكذبين علي
شوق بقهر : وانت ويش خصك اطنشك والا ما أطنشك .. لهذي الدرجه مقهور اني حقرتك ياسخيف
فهد يضحك بشر : مقهور ومنك .. قلوا الناس اللي أنقهر منهم
شوق بقوه عين : اتصور كم مره قلت لك لا تدق عليا .. بعدين مستعجل على ويش كلها اسبوعين وتشوفني قدامك .. والا ماتقدر على فرقاي
فهد يتكي على كرسيه ويحط رجل على رجل ويلف على الشباك الزجاجي وراه وهو يتأمل البحر قدامه : فرقاكِ يوم عيدي ياحقيرتي .. تصدقين انتي متخيله اني ميت عليك
شوق بقرف : بالله عليك قلت شي جديد والله
فهد : اقول جهزتي نفسك للزواج ؟!..
شوق مقهوره منه ومن حبه للسيطره : مالك خص
فهد ابتسم على كلامها اللي حس منه انها أنقهرت : لاتنسين انك تجهزين نفسك لي أنا مو لأحد ثاني
شوق تسكت مشاري اللي يبكي في حضنها : انا مو فاضيه لسخافاتك وغبائك .. مع السلامه
فهد رفع حاجبه : تسكرين قبل انا لا اسكر .. تبيني اكسر لك راسك
شوق : يمه خفت منك ومن كلامك .. أعلى مابخيلك اركبه ..
فهد يضحك بشر : بركبه وادوسك صدقيني ..
قفلت بوجهه ولا أهتمت بكلامه لانه يكرره ولا شافت شي منه عرفت انها يحاول يحاصرها ويكرها فيه بزياده حتى يربكها اكثر واكثر .. شالت مشاري وراحت بالصاله وقفلت جوالها نهائيا حتى مايزعجها