كيف استطاع رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصف المواقع
التي رآها في ليلة الإسراء والمعراج ؟
ج استطاع رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصف المواقع
التي رآها في ليلة الإسراء والمعراج،
بأن كشف الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم جميع تلك المواقع،
فراح يصفها لهم موقعاً موقعاً، وكلهم ذاهلون في عجب عجاب،
وأبو بكر يُؤَمِّنُ على كلامه، فَسُمِّيَ صديقاً لذلك.
ما المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء ؟
ج المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء كثيرة ومتعددة،
فقد رأى من أحوال الناس المهتدين منهم والضالين،
فيسأل جبريل عليه السلام عما يرى صلى الله عليه و سلم من تلك الأحوال،
فيجيبه عليه السلام.
و مما تواتر من المشاهد التي شاهدها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يلي :
رأى صلى الله عليه و سلم الجنة، ودخلها، وشاهد بعض نعيمها، وثواب أهلها.
رأى صلى الله عليه و سلم جبريل عليه السلام في صورة عجيبة.
رأى صلى الله عليه و سلم مالكاً خازن جهنم.
رأى صلى الله عليه و سلم مشاهد كثيرة من عذاب أهل النار.
ما المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء السابعة ؟
ج المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء السابعة، فقال :
( رأيت ليلة أسري بي لما انتهيت إلى السماء السابعة،
فنظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق،
قال: وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحياة ترى من خارج بطونهم،
فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء آكلو الربا.
فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات،
فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟
قال هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم
لا يتفكرون في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب ).
كيف وُصِفَتْ سدرةُ المنتهى لرسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء ؟
ج وُصِفَتْ سدرة المنتهى لرسول الله صلى الله عليه و سلم
ليلة عُرِجَ به إلى السماء، فقيل له:
هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد من أمتك على سنتك،
فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماءً غير آسن،
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين،
وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها،
والورقة منها تغطي الأمة كلها، قال: فغشيها نور الْخَلاَّق عز وجل،
وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة،
من حب الله تبارك وتعالى.
أين كَلَّمَ الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم ليلة عُرِجَ به إلى السماء ؟
ج كَلَّمَ الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم ليلة عُرِجَ به إلى السماء،
عند سدرة المنتهى.
قالوا: فكلمه الله عند ذلك، فقال له: سل ؟
فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلاً وأعطيته ملكاً عظيماً. وكلمت موسى تكليما.
وأعطيت داوود ملكاً عظيما، وألنت له الحديد، وسخرت له الجبال.
وأعطيت سليمان ملكاً وسخرت له الجن والإنس والشياطين وسخرت له الرياح
وأعطيت له ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده.
وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص
ويحي الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم،
فلم يكن للشيطان عليهما سبيل.
فقال له الرب عز و جل :
(وقد اتخذتك خليلاً. وهو مكتوب في التوراة حبيب الرحمن –
وأرسلتك إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، وشرحت لك صدرك، ووضعت عنك وزرك،
ورفعت لك ذكرك، فلا أُذكر إلا ذُكِرْتَ معي، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس،
وجعلت أمتك وسطاً، وجعلت أمتك هم الأولين وهم الآخرين،
وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي،
وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم،
وجعلتك أول النبيين خَلْقاً وآخرهم بعثاً وأولهم يقضى له،
وأعطيتك سبعاً من المثاني لم يعطها نبي قبلك،
وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبياً قبلك،
وأعطيتك الكوثر، وأعطيتك ثمانية أسهم: الإسلام والهجرة والجهاد
والصلاة والصدقة وصوم رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وجعلتك فاتحاً خاتماً ).