تابع الجزء الأول:
الحلقة الثانية
بم تميز جميع أنبياء الله ورسله على الناس؟
ج لاشك أن أنبياء الله ورسله هم الصفوة المختارة من الناس الرجال،
فقد اصطفاهم الله تعالى من عباده الأخيار، وشرفهم بهبته الربانية وبفضله الإلهي،
فآتاهم الحكمة، وعلمهم الكتاب، وحلاهم بأكمل الصفات،
فجعلهم أكمل البشر خُلقاً وأحسنهم خَلقاً، وأزكاهم نفساً، وأشرفهم نسباً،
وأطهرهم قلباً، وأقواهم عزيمة، وأفضلهم علماً وأقواهم عملاً، وأنقاهم سريرة،
وأعظمهم سيرة، وأقواهم صدقاً، وأمانة، وأصفاهم فطنة ونباهة،
وأرجحهم عقلاً ورشداً، وأخلصهم إيماناً.
كيف حقق الله تعالى الكمال الإنساني في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟
ج حقق الله تعالى الكمال الإنساني في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،
بما يأتي:
الكمال في الخلقة الظاهرة.
الكمال في الأخلاق.
كونهم خير الناس نسباً.
أحرار بعيدون عن الرق.
التفرد في المواهب والقدرات.
الكمال في تحقيق العبودية.
كونهم من الذكور.
ما هي الصفات العامة لجميع رسل الله تعالى؟
ج الصفات العامة لجميع رسل الله تعالى:
أنهم من البشر، يتصفون بالصفات التي لا تنفك البشرية عنها،
فهم يأكلون ويشربون وينامون ويتزوجون ويولد لهم، ويتعرضون للابتلاء،
ويقومون بالأعمال والأشغال التي يمارسها البشر.
ليس فيهم شيء من خصائص الملائكة.
ليس فيهم شيء من خصائص الألوهية.
لماذا لَمْ يجعل الله تعالى رسله من ملائكة؟
ج لم يجعل الله تعالى رسله من الملائكة، لعدة أسباب، هي:
أن الله اختارهم بشراً لا ملائكةً لأنه أعظم في الابتلاء والاختبار.
أن في هذا تكريماً وتفضيلاً لهم.
أن البشر أقدر على القيادة والتوجيه.
صعوبة رؤية الملائكة، أو مخاطبتهم، والفقه عنهم، والفهم منهم.
أن الرسول الْمَلك لا يستطيع أن يحس بإحساس البشر وعواطفهم وانفعالاتهم،
وإن تشكل بأشكالهم.
ما سبب كثرة الأنبياء والرسل عليهم السلام في تاريخ البشرية؟
ج اقتضت حكمة الله تعالى في الأمم قبل هذه الأمة أن يرسل في كل منها نذيراً،
وأن لا يعذب أحداً من الخلق إلا بعد أن تقوم عليه الحجة.
قال الله تعالى:
{ ... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) }
(سورة الإسراء).
كيف يكون الإيمان بجميع الرسالات؟
ج يكون الإيمان بجميع الرسالات على النحو التالي:
الإيمان بجميع الكتب السماوية تصديقاً جازماً.
أن الكتب السماوية مصدرها واحد، وأنزلت لغاية وهدف واحد.
الإيمان بأن بعضها يصدق بعضاً ولا يكذبه.
الانقياد لها، والحكم بها كان واجباً على الأمم التي نزلت إليها.
عدم إنكار شيء منها.
التصديق بنسخ الشريعة اللاحقة للشريعة السابقة كلياً أو جزئياً.
أن القرآن الكريم نسخ الكثير مما في التوراة والإنجيل،
وأنه نسخ كل ما أنزل الله قبله من الصحف الأولى والكتب المنزلة.
أن القرآن الكريم هو الذي يصلنا بالله بعد بعثة
الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .
ما المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم:
( الأنبياء إخوةٌ لعلات، أمهاتهم شتّى، ودينهم واحد )؟
ج في الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم:
( الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتّى، ودينهم واحد )
يضرب رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم مثلاً
لاتفاق الرسل في الدين الواحد واختلافهم في فروع الشرائع،
وأولاد العلات هم الإخوة من الأب.
من هم الأسباط؟
ج هناك بعض الأنبياء أشار القرآن الكريم إلى نبوتهم، ولكننا لا نعرف أسماءهم،
وهم الأسباط، وهم أولاد يعقوب، وقد كانوا اثني عشر رجلاً،
عرَّفنا القرآن الكريم باسم واحد منهم وهو يوسف عليه السلام،
والباقي وعددهم أحد عشر رجلاً لم يعرفنا الله بأسمائهم،
ولكنه أخبرنا بأنه أوحى إليهم.
قال الله تعالى:
{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا
وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ ... (136) }
(سورة البقرة).